"حرب الاستخبارات" تستعر في الإقليم.. شبكات تُفكّك وأذرع تُقطَع (1/2)

الحرب الاستخبارية في المنطقة على أشدّها، وتُشكّل "إسرائيل" رأس حربته في الإقليم، يعمل بكل ما أوتيَ من قوة، ويستخدم كل ما يتاح له من إمكانات، من أجل إحداث خرق في الجبهة المقابلة له.

  • تعتمد كل الأجهزة الاستخبارية حول العالم على تجنيد العملاء والجواسيس
    تعتمد كل الأجهزة الاستخبارية حول العالم على تجنيد العملاء والجواسيس

يبدو أن الأذرع الاستخبارية لـ"محور الشر"، والتي كانت طويلة في زمن ما، لم تعد في مأمن من الملاحقة والمطاردة والقطع. ومن الواضح أن تلك الأذرع المنتشرة في طول الإقليم وعرضه، باتت تتلقى ضربات موجعة في أكثر من ساحة، الأمر الذي يؤدي، من دون أدنى شك، إلى التضاؤل والانخفاض في غلّتها من المعلومات الاستخبارية والأمنية، والتي تصب في سلّة معسكر العدوان، بقيادة "الشيطان الأكبر" الأميركي، والتي تقف في القلب منه "إسرائيل"، وتشارك فيه بصفة "المفعول به"، مجموعةٌ من الدول العربية، ولا سيما الخليجية منها.

 وكان لافتاً، خلال الأسابيع الأخيرة، ما تمّ كشفه في كلٍّ من إيران واليمن، بشأن اعتقال وتفكيك خلايا استخبارية تعمل لمصلحة العدو "الإسرائيلي"، وأخرى لمصلحة دول عربية خليجية، تشارك في العدوان "الأميركي البريطاني الإسرائيلي" على اليمن العزيز. يُضاف إلى ذلك ما تمّ كشفه في قطاع غزة المحاصر، بشأن توجيه ضربة أمنية نوعية إلى جهاز "الشاباك" الصهيوني، تمكّنت من خلاله سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، من تجنيد عميل مزدوج لاختراق الجدران السميكة لذلك الجهاز الحصين، وكشف خططه التي يستخدمها في الإسقاط والابتزاز والتشغيل، والتعرّف إلى مجموعة "محورية" من ضباطه، وكشف هوياتها الحقيقية. لكن، قبل الدخول في التفاصيل بشأن هذا الملف المعقد والحسّاس، دعونا نتعرّف إلى ماهية "الحرب الاستخبارية"، والوسائل المستخدمة فيها، وهل في إمكانها أن تشكّل عامل حسم يؤدي إلى انتصار هذا الطرف أو ذاك في المعركة العسكرية!       

تعريف "الاستخبارات" ووظائفها 

يعرّف معظم الخبراء "الاستخبارات" بأنها عملية جمع وتحليل ومعالجة لمجموعة من المعلومات والبيانات السرّية، من أجل دعم اتخاذ القرارات الخاصة بأمن الدول، وحمايتها من الأخطار والتهديدات الداخلية والخارجية، بحيث تتكون أجهزة الاستخبارات من مجموعة من الأجهزة والتشكيلات والوسائل المستخدمة، لجمع المعلومات السياسية، والسيكولوجية، والاقتصادية، والعسكرية الخاصة بـ"العدو" وتحليلها، والعمل في الوقت نفسه على مكافحة عمليات التجسس أو التخريب، "المعادية"، وإبطال كل عمل يقوم به "العدو" لجمع المعلومات عن الدولة التي يتبع لها هذ الجهاز أو ذاك. وأدّت "الاستخبارات" أدواراً واسعة النطاق، وحاسمة في مجالات الأمن والسياسة والاقتصاد والدبلوماسية وغيرها، وتوسع دورها في الأعوام الأخيرة، من خلال المساهمة في إشعال النزاعات أو حلها، وباتت تشكّل عنصراً أساسياً في سياسات واستراتيجيات إدارة الصراع. إذ تقوم أجهزة الاستخبارات بتقييم المعلومات المتعلّقة بقوة وأنشطة ومسارات العمل للدول "المعادية"، وفي بعض الأحيان تقوم بالتدخل بصورة سرية في الشؤون السياسية أو الاقتصادية للبلدان الأخرى، وفي أحيان أخرى تقوم بتدبير الانقلابات ضد الأنظمة التي تعارضها وبدعمها، وهو نشاط يُعرَف باسم "العمل السري"، بحيث تقف الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا على رأس تلك الدول التي تثير الاضطرابات والقلاقل، وتطيح حكومات وزعماء وقادة، بحسب ما تقتضيه مصالحها. ومن أهم وظائف الاستخبارات تنسيق عمليات جمع المعلومات الاستخبارية وتبادلها مع الدول الحليفة، والعمل على تحليل المعلومات الاستخبارية عن الجيوش والأنظمة الأجنبية، ومراقبة الاتصالات والمعلومات الإلكترونية وجمعها ومعالجتها، وفك الرموز السرية، وحماية الدول من الهجمات العسكرية والإلكترونية، وحماية أنظمة المعلومات من الاختراق الخارجي. 

أقسام "الاستخبارات"  

تنقسم "الاستخبارات" إلى ثلاثة أقسام رئيسة، بحيث يعالج كل مستوى منها جانباً خاصاً، على نحو يساهم في تقديم تصور شامل ووافٍ عن الملف الذي تتابعه، أو تعمل على تقييمه.

1/ الاستخبارات "الاستراتيجية": تتمحور مهمة "الاستخبارات الاستراتيجية" حول القضايا الكبرى، مثل القدرات العسكرية، والأوضاع الاقتصادية، والتحركات السياسية، والتطورات الاجتماعية، والأوضاع الداخلية لبعض الدول. وتتنوّع المعلومات الاستخبارية، التي تحاول الحصول عليها، بين علمية وتقنية وتكتيكية ودبلوماسية، وفي بعض الأحيان "سوسيولوجية"، بحيث يتم تحليل هذه المعلومات إلى جانب الحقائق المعروفة عن المنطقة المعنية، مثل الجغرافيا والديمغرافيا والقدرات الصناعية. 

وبالتالي، يمكن لنا أن نعرّف "الاستخبارات الاستراتيجية" بأنها عبارة عن جملة من المعلومات الاستخبارية اللازمة لصياغة السياسات والخطط العسكرية، على الصعيدين الوطني والدولي، وهي تعادل المستوى الاستراتيجي للحرب، وهو المستوى الذي تحدّد فيه الدولة، أو مجموعة من الدول، التوجهات والأهداف الأمنية الاستراتيجية الوطنية، أو متعددة الجنسيات، عندما يتعلق الأمر بتحالف أو ائتلاف، بحيث يتم تطوير الموارد الوطنية والقومية واستخدامها لتحقيق تلك الأهداف.

2/ الاستخبارات "العملياتية": تصبّ مهمة "الاستخبارات العملياتية" في دعم المعلومات الاستخبارية أو رفضها، على صعيد المستويات العملياتية أو التنفيذية، إذ يُعَدّ المستوى العملياتي أدنى من المستوى الاستراتيجي على صعيد القيادة، وهو مختص بتصميم الجانب العملي. وتُعرَّف الاستخبارات العملياتية بأنها مجموعة من المعلومات الاستخبارية اللازمة للتخطيط، وتنفيذ التحركات والعمليات الرئيسة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية، داخل مناطق الحرب أو مسرح العمليات، وهي تتماشى مع المستوى العملياتي للحرب.

3/ الاستخبارات "التكتيكية": تركّز "الاستخبارات التكتيكية" على دعم العمليات على المستوى التكتيكي، وهي ترتبط، بدرجة أولى، بالمجموعات الاستخبارية التي تنفذ المهمّات على الأرض، بحيث تزوّد تلك المجموعات بالتعليمات والتوجيهات، بشأن التهديدات المحتملة، وتطور الأحداث والمتغيرات المتوقعة، وأولويات جمع المعلومات، ثم تقوم باستلام المعلومات وتحليلها، وإرسالها عبر وسائل سرية ومشفّرة إلى الجهات العليا. ويمكن لنا أن نعرّف "الاستخبارات التكتيكية"، بصورة مختصرة، بأنها سلسلة من المعلومات الاستخبارية اللازمة لتخطيط العمليات التكتيكية وتنفيذها، وهي تعادل المستوى التكتيكي للحرب، الذي يُعرّف بأنه ذلك المستوى من الحرب الذي يُخطَّط فيه للمعارك والاشتباكات مع العدو، على نحو يساهم في تحقيق الأهداف العسكرية الموكلة إلى الوحدات التكتيكية، أو فرق العمل المتخصصة.

أساليب جمع المعلومات الاستخبارية 

تتعدد الأساليب، التي تستخدمها أجهزة الاستخبارات حول العالم، في جمع المعلومات التي تحتاج إليها، وتحاول دول كثيرة تجديد تلك الطرائق والوسائل وتحديثها، لتواكب التقدم المذهل في مستوى التكنولوجيا ووسائل الاتصال. لكن، على الرغم من ذلك فإنها ما زالت تعتمد، بصورة أساسية، على العنصر البشري، الذي لا يمكن الاستغناء عنه، او إبداله بوسائل أخرى. وسنعرض فيما يلي أهم تلك الوسائل، التي تلجأ إليها الدول لجمع المعلومات والبيانات المطلوبة.   

1/ العنصر البشري "الجواسيس والعملاء": تعتمد كل الأجهزة الاستخبارية حول العالم، على تجنيد العملاء والجواسيس، من مختلف فئات الشعب في البلد المستهدف، لكنها، في معظم الأحيان، تركّز على شرائح معينة، يمكن لها أن تقدم معلومات نوعية ومفيدة أكثر من غيرها. وضمن هذه الشرائح من يعملون في الأجهزة الحكومية، والمؤسسات الرسمية، ومؤسسات الجيش والأجهزة الأمنية، بالإضافة إلى رجال الأعمال والشخصيات الاعتبارية والمجتمعية. وهؤلاء يتم إسقاطهم عبر تقديم مبالغ مالية ضخمة إليهم، أو تسهيل العقبات وتذليلها امام نجاح مشاريعهم التجارية، وخصوصاً في مجال الاستيراد والتصدير، وكذلك عبر ابتزازهم بفضح أسرارهم وشؤونهم الخاصة، التي لا يطّلع عليها أحد.

2/الأقمار الصناعية: في الأعوام العشرين الأخيرة، حدثت طفرة في عمليات التجسس عبر الأقمار الاصطناعية، ولا سيما أقمار المراقبة التجارية، التي يصل عددها إلى المئات، بحيث تتيح تلك الأقمار إمكان الوصول إلى المعلومات الاستخبارية لملايين المواطنين، وأصبحت البيانات المستقاة من تلك الأقمار جزءاً لا يتجزأ من الحرب الاستخبارية المحتدمة، ولا سيما بين الدول الكبرى.

3/ تطبيقات الهواتف النقّالة: تستغلّ الأجهزة الاستخبارية التطبيقات المثبتة على الهواتف النقالة، سواء الظاهرة منها او المخفية، لتعقّب المعلومات عن "أعدائها" ومراقبتها وجمعها. وهناك كثير من البرامج التي أصبحت تخترق الهواتف من دون معرفة حاملها، وتنقل كل خطوة أو كلمة قد تصدر عنه، وتقدّم إلى مشغّليها والجهة التي تقف خلفها تقريراً مفصَّلاً عن حياة الهدف المراد تعقّبه وتحركاته. ومن أشهر تلك البرامج، التي أثارت جدلاً عالمياً واسعاً، برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي، والذي يمكن له أن يخترق الهواتف، ويطّلع على الرسائل النصية والإلكترونية، والتنصت على المكالمات، وتتبع مواقع المستهدَفين.

4/ الطائرات المسيّرة: يُعَدّ جمع المعلومات الاستخبارية والاستطلاع بمثابة المهمة الرئيسة للطائرات المسيّرة من دون طيار، إلى جانب دورها المهم والحيوي في الحرب الإلكترونية. وشهد العالم تقدماً هائلاً في مجال تصنيع أنواع جديدة من تلك الطائرات، بحيث أصبحت عنصراً بالغ الأهمية في مجال الحرب الاستخبارية، بحيث تقدم معلومات مفصّلة، وصوراً جوية فائقة الدقة، لكل الأهداف المراد التجسس عليها، ويمكنها أيضاً تسجيل الأصوات، وتحديد الإحداثيات، ورسم صورة متكاملة للميدان في حال كان هناك نشاط عملياتي فيه، أو بالقرب منه.

5/ الجمع العلني: في ظل الانتشار المخيف لوسائل التواصل الاجتماعي، والإقبال الهائل من جانب المستخدمين على نشر أي حركة أو نشاط يقومون به هم، أو أحد معارفهم أو أصدقائهم أو جيرانهم، أصبح هناك إمكان كبير لجمع كمية غير محدودة من المعلومات الاستخبارية، عبر تلك الصفحات. وخصَّصت أجهزة الاستخبارات العالمية والإقليمية عدداً كبيراً من المحللين والمحققين الرقميين، من أجل تتبع كل ما يُنشر عبر الصفحات أو المواقع المتعددة، ولا سيما أن كثيراً مما يُنشَر يكون مُرفَقا بصور أو مقاطع فيديو. وبحسب مختصين أمنيين، فإنّ إمكان كشف معلومات حسّاسة وسرية، عبر مواقع التواصل، يفوق بمراحل خطر كشفها عبر الوسائل الأخرى المشار إليها آنفاً. وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، في عام 2021، أن وكالة الأمن القومي الأميركية استثمرت نحو ستة مليارات يورو (ملاحظة: أو دولار) في هذا الجانب، بحيث إنها تجد فيه كل ما تحتاج إليه من معلومات وبيانات، قد لا تحصل عليها عبر أي وسيلة أخرى. 

حرب "استخبارية" مستعرة

في الثاني والعشرين من كانون الأول/ديسمبر، من العام المنصرم، 2022، أعلنت وزارة الأمن الإيرانية تفكيك أربع خلايا تعمل لمصلحة جهاز "الموساد" الإسرائيلي، مؤكدة اعتقال جميع أعضائها. وكشفت المصادر الأمنية الإيرانية أن أعضاء تلك الخلايا كانوا يستعدون لتنفيذ مجموعة من العمليات "الإرهابية" في مدن إيرانية متعددة، وأن من يدير عمل تلك الشبكات ويشرف عليه موجود في إحدى الدول الأوروبية. على صعيدٍ موازٍ، كشفت وزارة الأمن الإيرانية، قبل أيام، تفاصيل اعتقال الجاسوس علي رضا أكبري، وهو يُعَدّ أحد أهم العملاء الذين يعملون لمصلحة جهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية SIS)، وتم الحكم عليه بالإعدام، بعد إدانته بـ"ارتكاب جرائم الإفساد في الأرض، وقيامه بتحركات واسعة ضد الأمن، وطنياً وخارجياً، عبر تسريبه معلومات إلى الخارج"، بحسب القضاء الإيراني. 

هذا الكشف عن تلك المجموعات التجسسية والتخريبية في إيران، ترافق مع كشف آخر، لكنه هذه المرة في ساحة أخرى من ساحات "محور المقاومة"، بحيث كشفت أجهزة الأمن، في العاصمة اليمنية صنعاء، تفاصيل تتعلق بعدد من عمليات الاغتيال التي وقعت في عدد من المدن اليمنية، منها صنعاء وإب وذمار. ومن ضمن تلك العمليات وأشهرها اغتيال وزير الشباب والرياضة حسن زيد. وتوصلت التحقيقات إلى نتيجة تفيد بوقوف أجهزة الاستخبارات السعودية خلف معظم تلك العمليات، في محاولة منها لتفجير الوضع الأمني في الداخل اليمني، خدمة لمصالح دول العدوان. 

وغير بعيد عما جرى في طهران وصنعاء، سجّلت المقاومة الفلسطينية، متمثّلةً بسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنجازاً أمنياً فريداً من نوعه، على رغم فارق الإمكانات الهائل بينها وبين أجهزة استخبارات العدو، بحيث تمكّنت من إدارة عملية أمنية نوعية وجريئة، استمرت فترةً طويلة، نجحت من خلالها في زرع عميل مزدوج، قام باختراق جهاز "الشاباك" الصهيوني، وحصل على معلومات مهمة تتعلق بالطرائق والأساليب والأدوات التي يستخدمها العدو في تجنيد العملاء، وما ينتج من ذلك من تنفيذ عمليات اغتيال بحق المقاومين والمناضلين الفلسطينيين، بحيث حالت تلك المعلومات دون تمكّن العدو من اغتيال أحد القادة الميدانيين في "سرايا القدس"، بالإضافة إلى تمكنها من كشف الشخصية الحقيقية لضابط في "الشاباك"، وقامت بنشر صورته عبر وسائل الإعلام، في سابقة تحدث للمرة الأولى في صراع العقول، الذي يجرى على مدار الوقت بين المقاومة الفلسطينية، من جهة، وأجهزة أمن الاحتلال، من جهة أخرى. 

هذه الضربات التي تلقتها أجهزة استخبارات "محور الشر"، وغيرها كثير مما بقي طيّ الكتمان، لدواعٍ أمنية، وبعضها جرى في دول وساحات أخرى محسوبة على محور المقاومة، تشير، من جهة، إلى أن الحرب الاستخبارية في المنطقة على أشدّها، وأن ذلك المحور، الذي تُشكّل "إسرائيل" رأس حربته في الإقليم، يعمل بكل ما أوتيَ من قوة، ويستخدم كل ما يتاح له من إمكانات، من أجل إحداث خرق في الجبهة المقابلة له، ولا ينفكّ يحاول ضرب الجبهة الداخلية لدول الممانعة والمقاومة، وأن هذه الحرب، التي يمكن في بعض الأحيان أن تكون أكثر خطورة من الحرب العسكرية، لا تتوقف، وهي مستمرة، وتزداد وتيرتها يوماً بعد يوم. وهذا ما أكده في حزيران/يونيو من العام الماضي، اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، عندما قال "إن الحرب الاستخبارية هي الحرب الاكثر استمرارية، ونحن نواجهها منذ أعوام، ومن المؤكد أنها ستستمر حتى النهاية".

في المقابل، تشير تلك الضربات أيضاً إلى أن الطرف الآخر يحقق نجاحات كبيرة في تصديه لتلك المحاولات، وأنه يملك قدرات بشرية وفنية وتكنولوجية تساعده على الإيقاع بعدد كبير من تلك الشبكات التخريبية، وقطع كثير من أذرع أجهزة الاستخبارات المعادية، وعلى رأسها الاستخبارات "الإسرائيلية"، التي تعمل من خلال تنسيق وثيق مع عدد من أجهزة الاستخبارات العالمية والإقليمية، وضمنها أجهزة استخبارات عربية، وتحصل على نصيب الأسد من كمية المعلومات التي يتم جمعها من جانب حلفائها الآخرين.

في الجزء الثاني، سنحاول الإضاءة على الأجهزة الاستخبارية الصهيونية، بصفتها الحلقة الأكثر تأثيراً في مجمل العمليات الأمنية، التي تتم في الإقليم، وسنحاول أيضاً التعريج على حجم العلاقة التي تجمعها بأجهزة الاستخبارات العربية، وخصوصاً تلك التابعة لدول التطبيع.