الوحدات والتّشكيلات العسكريّة الإسرائيليّة.. الوحدات اللّوائيّة والشّرطيّة (4)

الوحدات اللوائية في "جيش" الاحتلال تعدّ من أكثر الوحدات الإسرائيلية خبرة، وخصوصاً أنها تشكّل رأس حربة قوات المشاة في تنفيذ العمليات القتالية.

  • الوحدات والتّشكيلات العسكريّة الإسرائيليّة.. الوحدات اللّوائيّة والشّرطيّة (4)
    الوحدات والتّشكيلات العسكريّة الإسرائيليّة.. الوحدات اللّوائيّة والشّرطيّة (4)

سبق أن تحدّثنا في الأجزاء الثلاثة السابقة من إضاءتنا على الوحدات والتشكيلات العسكرية الإسرائيلية عن العديد من الوحدات المختارة في "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، التي تعمل لتحقيق مروحة واسعة من الأهداف التي تصبّ في مصلحة "دولة" العدو، وتبيّن لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن تلك الوحدات والتشكيلات لا تتورع عن استخدام كل الوسائل، ولا سيما غير المشروعة، للوصول إلى أهدافها، وأنها لا تملك أي رصيد من الأخلاق التي يمكن أن تمنعها من ارتكاب أبشع الجرائم المنافية للقوانين الدولية المتعلّقة بحقوق الإنسان، ولا سيما في وقت الحرب.

في هذا الجزء الرابع، سنتطرق في جزئه الأول إلى ما يُطلق عليه في "الجيش" الإسرائيلي اسم الوحدات اللوائية التي تعد من أكثر الوحدات الإسرائيلية مهنية وخبرة، وخصوصاً أنها تشكّل رأس حربة قوات المشاة في تنفيذ العمليات القتالية.

وسنتناول في الجزء الثاني بعض الوحدات التابعة لجهاز الشرطة الإسرائيلي التي يختص بعضها بما يسمّى "مكافحة الإرهاب"، فيما تختص الأخرى بالعمل في السجون الصهيونية التي يُمارس فيها كل أنواع التعذيب بحق الآلاف من الأسرى الفلسطينيين.

اقرأ أيضاً: إضاءة تفصيلية على التشكيلات العسكرية في "الجيش" الإسرائيلي (1)

أولاً - الوحدات اللوائية

خلال السنوات الأخيرة، حصل ما يمكن أن نسمّيه تغييراً جذرياً فيما كان يسمى سابقاً بالوحدات اللوائية، إذ كان يوجد في كل لواء مشاة 3 سرايا تخضع لإمرة قائد اللواء المباشرة، إحداها هي سرية استطلاع اللواء. أما الأخريان، فهما سرية الهندسة والمتفجرات، والسرية المضادة للدبابات. وقد كانت هذه السرايا الثلاث قبل ذلك وحدات مستقلة بحد ذاتها تم الربط فيما بينها داخل كتيبة واحدة هي "كتيبة استطلاع اللواء".

وقد تم تحديد اسم الوحدة الجديدة "كتيبة استطلاع اللواء" لكل "الجيش" الإسرائيلي كاسم موحد، فلم يعد هناك ما يسمى الوحدة اللوائية أو وحدة استطلاع اللواء. السرايا الثلاث التي تشكل كتيبة الاستطلاع ذات موقع متساوٍ، وتشبه بعضها بعضاً، ولا توجد أي أفضلية لإحداها على الأخرى، لا من حيث العتاد لدى كل منها، ولا من حيث ظروف الخدمة أو المخصصات، ولا من حيث أي أفضلية أخرى لجهة اختيار المقاتلين في نهاية مسيرة إعدادهم، فكل المواصفات المطلوبة من الجنود والمزايا المتوفرة لديهم هي عينها في السرايا الثلاث المكونة لكتيبة استطلاع اللواء.

يتمّ تكليف السرايا الثلاث المكوّنة لكتيبة استطلاع اللواء، المشار إليها آنفاً، والتي يتولى قائد الكتيبة الإشراف المباشر عليها، بمهمة قيادة لواء المشاة في المعركة لكي تكون رأس السهم الذي يقوم بالاستطلاع، وتوجيه الطريق وتمهيده، ورفع العوائق، والقضاء على قوات "العدو" المدرّعة التي يمكن أن تعترض طريق لواء المشاة، إذ تمتلك كتيبة الاستطلاع الخبرة القصوى بوصفها قوة الإغارة على مسافات بعيدة، وتقوم السرايا الثلاث بمهام مختلفة داخل الكتيبة، بحسب اختصاص كل واحدة منها، للحصول في نهاية الأمر على نتائج ميدانية تساهم في نجاح مهمة اللواء وتحقيقه الأهداف المرجوّة.

1- سريّة الاستطلاع

يعدّ قيادة وتوجيه لواء المشاة أثناء حركته المهمة الرئيسيّة لسريّة الاستطلاع، إضافة إلى رصد واستطلاع تشكيلات "العدو"، وتقديم المعلومات الاستخباراتية لقائد اللواء، والتعامل أيضاً مع جيوب المقاومة القوية، والقيام بعمليات على مسافات بعيدة، وفي بعض الأحيان بعيدة جداً من مكان تموضع اللواء. هذه العمليات تقتضي توفر أهليّة وخبرة على مستوى عالٍ جداً لدى عناصر السريّة.

2- السريّة المضادة للدبابات

إنّ مهمّة هذه السرية هي قيادة الكتلة الأساسية للواء، والتعامل مع أي عائق أو حاجز محصن أو أي قوات مدرّعة خاصة "بالعدو"، والقدرة على تدمير أي مصادر للتهديد موجود على مسافة بعيدة، وهي تمثل ما يشبه المستشعرات بالنسبة إلى اللواء، إذ تسير دائماً في مقدمة القوات، مع الإشارة هنا إلى أن السريّة المضادة للدبابات هي وحدة مختارة، وأن المقاتلين فيها على درجة عالية من الخبرة العملياتية والقدرات القتالية.

3- سرية الهندسة والمتفجرات

تتلخص مهمة هذه السريّة في اختراق التشكيلات المحصنة المعادية التي تعترض طريق اللواء، وفتح أو إقامة عوائق الألغام والتحصينات، وتنفيذ مهام التفجير، وإقامة الجسور، واستخدام العتاد والآليات المختلفة، واختراق العوائق المعقّدة، واحتلال أهداف العدو الموجودة على محور حركة اللواء.

من أجل الالتحاق بكتيبة استطلاع اللواء، يجب أن يمر المجندون بعدة مراحل، فبعد الوصول إلى قاعدة "الأغرار" الخاصة باللواء، تتم عملية الفرز إلى الوحدات اللوائية، إذ تستمر هذه العملية لمدة 3 أيام، ويحق لكل جندي وُجد أنه مؤهل لأداء الخدمة الميدانية، وتم قبوله في لواء المشاة، أن يشارك في عملية الفرز، ولا يوجد أي نوع من الخبرة المطلوبة أو أي اختبارات مسبقة. 

وخلال عملية الفرز، تُفرض على الجنود واجبات وأعباء من أجل امتحان قدراتهم البدنية، وبشكل خاص قدرتهم النفسية والذهنية على مواجهة الأعباء الصعبة والضاغطة، والقدرات الشخصية العالية، مع التركيز على مواصفات معينة مثل التصميم والإرادة الصلبة التي تتمثل بالقدرة على المثابرة والصمود في مواجهة الأوضاع الصعبة والضغوط المتلاحقة والأوضاع المتقلّبة، وكذلك القدرة على المواجهة وامتصاص الضغوط والمصاعب من مختلف الصنوف، ومن اتجاهات غير متوقعة، والقدرة على الأداء العالي مع الجماعة والعمل ضمن فريق.

اقرأ أيضاً: إضاءة تفصيلية على الوحدات والتشكيلات العسكرية الإسرائيلية (2)

تبدأ الدورة التدريبية لتأهيل المقاتلين في كتيبة استطلاع اللواء بخضوعهم لدورة "أغرار" تستمرّ لمدة 6 أشهر داخل قاعدة التدريبات في اللواء، يتلقّون في نهايتها تدريبات متقدمة على بعض التخصصات، وينتقلون بعدها إلى قاعدة وحدة الاستطلاع. وهناك يتعلّمون اكتساب الخبرات الأولية لاستخدام الخرائط الطبوغرافية وخبرات الرصد وأسس محاربة "الإرهاب".

وخلال عملية التأهيل، يخضع الجنود في إطار الطواقم والجماعات لدورات في استخدام الخرائط الطبوغرافية. وفي أحيان أخرى، يقومون بهذا العمل بشكل منفرد، ويحمل الجنود في بعض تلك التدريبات أوزاناً كبيرة. 

إضافةً إلى ذلك، يخضعون لدورات متقدّمة في التخفي والتمويه، وفي استخدام الخرائط والرصد، والقتال ضد المشاة، والقتال في أوضاع مختلفة، مثل المناطق السكنية ومخيمات اللاجئين.

بعد عام و4 أشهر، ينهي المقاتل عملية الإعداد، وينضم رسمياً إلى كتيبة الاستطلاع في اللواء، بحسب السريّة التي اختارها.

ثانياً: الوحدات الشّرطيّة

1- وحدة المهام الخاصّة

هي إحدى وحدات "النّخبة" في الشرطة الإسرائيلية. تعد من "أفضل" الوحدات المختارة في "إسرائيل" وعلى مستوى العالم في مجال مكافحة "الإرهاب" والقتال القصير، إذ تتبع لما يُعرف بقوات حرس الحدود، وتنفذ مهامها ضمن تخصصات الشرطة الإسرائيلية، وبتنسيق عالٍ مع جهاز الشاباك وباقي المنظومة الأمنية، مع ضرورة الإشارة هنا إلى أنَّ هذه الوحدة لديها معرفة كافية بجيوش وأنظمة الأمن في العديد من بلدان العالم، وهي تستقبل سنوياً العديد من البعثات التي تشمل مقاتلين من دول أجنبية للدراسة والتدريب والاستفادة من خبراتها.

تأسَّست وحدة المهام الخاصة عام 1974 إثر عملية "معالوت" الفدائية، بعد محاولة فاشلة لتحرير الطلاب المحتجزين كرهائن قامت بها وحدة الاستطلاع في لواء "غولاني" ودورية المهام الخاصة التابعة لهيئة الأركان العامة "سييرت متكال". وقد قتل فيها نحو 30 إسرائيلياً.

وفي إثر هذه العملية، أدرك قادة الأجهزة الأمنية في "إسرائيل" أن هناك حاجة ماسّة لإنشاء وحدة خاصة لمحاربة "الإرهاب" تعرف كيفية التعامل مع الحالات الطارئة بالسرعة القصوى، وبأقل قدر من الخسائر، وذلك باستخدام قوة كبيرة مركّزة ودقيقة. وكان أول قائد لهذه الوحدة هو الجنرال آساف حيفتس الذي أصبح في ما بعد قائداً عاماً للشرطة الإسرائيلية.

تبدأ عملية الفرز والقبول للعمل في وحدة المهام الخاصة فقط بعد أداء الخدمة العسكرية التي تصل إلى ثلاث سنوات من الخدمة النظامية، وأحياناً أكثر من ذلك، إذ يمكن للجنود الذين أدّوا خدمتهم العسكرية في الوحدات القتالية، وكذلك لخريجي المناصب القيادية، المشاركة في عمليات الفرز والقبول، مع إعطاء الأولوية للمحاربين القدامى في وحدات الاستطلاع وقادة الجماعات والضباط، مع الإشارة إلى أنَّ بإمكان جنود الوحدات المدرّعة والهندسة الحربية وآخرين الالتحاق بالوحدة، لا خريجي وحدات المشاة فحسب.

تتضمن عملية الفرز والقبول بالوحدة الخضوع لاختبارات بدنية قاسية، ولفحص طبي دقيق ومقابلة خاصة، ويخضع المتقدّم لفترة اختبارات صعبة تصل إلى أسبوع، يمارس فيها الكثير من الجهد الجسدي الذي قد يؤثر في ذهنية المتقدمين. وبعد إنهاء فترة الفرز والقبول، يتم اختيار المقاتلين للانضمام إلى الوحدة وإخضاعهم لدورة تدريبية بعد المرور بعملية الفرز الأمني.

يشار هنا إلى إمكانية مشاركة الفتيات في الخدمة داخل إطار الوحدة، إذ يشاركن في المهام القتالية وفي مهام الدعم القتالي، ويتم التركيز في اختيار المتقدمات للخدمة في الوحدة على خريجات دورات الطيران ودورات ضباط البحرية وغيرهن من المقاتلات المتميزات.

من الأمور اللافتة في الانضمام إلى وحدة المهام الخاصة، أنها تنشر إعلانات في الصحف اليومية مرتين سنوياً عن حاجتها إلى "متطوّعين" للالتحاق بها. ويشير الإعلان إلى حاجة الوحدة إلى مقاتلين من الضباط والمسعفين ممن لا تقل سنوات دراستهم عن 12 سنة، وأعمارهم عن 30 عاماً، أو خريجي الوحدات القتالية المختلفة، شرط تمتعهم بصحة جيدة، على أن يخضعوا لامتحانات القبول وتجاوزها. ويضيف الإعلان: "إننا نعرض عليكم عملاً مثيراً مع فريق تدريبي متخصص بأجر مناسب وخدمات جيدة، إضافة إلى السفر إلى الخارج لاستكمال الدراسة للراغبين في ذلك".

وبما أنه تم إنشاء وحدة المهام الخاصة للتعامل مع حالات أمنية معقّدة وصعبة، فقد تم تزويدها بمختلف الإمكانيات والمقاتلين الذين تمرّنوا على مجموعة مختلفة من الحالات والتدريبات، بعضها سري ولا يُشار إليه عبر وسائل الإعلام، ولكن المهمة الأولى للوحدة هي توفير حل لحالات "الإرهاب" المعقّدة وكيفية التعامل مع الحالات التي تشتمل على وجود رهائن.

تعد هذه الوحدة من أكثر الوحدات التي يُلقى على عاتقها مهام كبيرة وحسّاسة في "إسرائيل"، بدءاً من المهمات المعقّدة والخطرة التي يتم تنفيذها أحياناً برفقة وحدات من الشاباك، مروراً بإلقاء القبض على قادة العصابات الإجرامية في "إسرائيل" والعمل في أماكن خطرة، وانتهاء بإيجاد الحلول المناسبة للتعامل مع المطلوبين المتحصنين في أماكن صعبة.

اقرأ أيضاً: إضاءة تفصيلية على الوحدات العسكرية الإسرائيلية (البحرية والجوّية) (3)

تنفّذ الوحدة عملياتها باستخدام الأساليب التكنولوجية المتقدّمة، وأساليب العمل والقتال الفريدة من نوعها والأسلحة المتطورة، إذ يتم تنفيذ المهام الواسعة من خلال طواقم متعددة داخل الوحدة مثل: 

- طواقم القناصة: تضم المقاتلين المستخدمين لأسلحة القنص المتطورة بعيدة المدى، من أجل إبعاد العدو عن نطاق الخطر على الجنود المنفذين لعمليات الاقتحام. ويُعرف عن قناصي وحدة المهمات الخاصة مستواهم المهني المتطور.

- طواقم الاقتحام: يشكّل هؤلاء المقاتلون أكبر قسم في الوحدة، ويكونون عادة على تماس مباشر مع قوات "العدو".

- طواقم الكلاب: تضم المقاتلين الذين يستخدمون وسائل قتالية بيولوجية، مثل كلاب الهجوم وكلاب الكشف عن المتفجرات.

- طواقم المتفجرات: تضم المقاتلين الذين يستخدمون المتفجرات في الحالات المعقّدة التي تتطلب تدخلاً سريعاً وعنيفاً، واللجوء إلى التعامل الخاص من خلال استخدام العبوات الناسفة لخرق الجدران والأبواب أو إزالة العبوات الناسفة الخاصة بالعدو.

يُشار هنا إلى وجود بعض الوسائل القتالية الخاصة التي يتم تطويرها خصيصاً للوحدة، مثل معدات القنص والتسلق والانزلاق والمتفجرات وما إلى ذلك، إضافة إلى وسائل قتالية مطوّرة من قبل الصناعات العسكرية والشركات المتخصصة في "إسرائيل" والعالم.

اكتسبت الوحدة منذ نشأتها "رصيداً" كبيراً في المنظومة الأمنية في "الجيش" الإسرائيلي، وفي الشرطة الإسرائيلية، وفي "الشاباك". وقد تعاملت منذ بداية نشاطاتها مع مئات الحالات الخطرة التي بقي معظمها سرياً ولم يُعلن عنه حتى الآن. 

2- وحدة "متسادا"

يتألف قطاع السجون في "إسرائيل" من عدد كبير من الأسرى الذين يشكّلون من وجهة نظر الحكومة والأجهزة الأمنية الإسرائيلية خطراً أمنياً على كل مناحي الحياة في الكيان الصهيوني، إضافة إلى كونهم يشكّلون تهديداً دائماً على السلك العامل في مصلحة السجون، وهم يحاولون في كثير من الأحيان عدم الانصياع إلى النظام العام في السجون الإسرائيلية، ويسعون للتمرد عليه ومجابهة الإجراءات المجحفة التي تنفذ بحقهم، لا سيما على صعيد محاولة كسر إرادتهم، ومسح ذاكرتهم الوطنية، وحرمانهم من أدنى حقوقهم الأساسية.

وقد تجلّت هذه الظاهرة في عدد كبير من الهجمات ضد أعضاء الطواقم العاملة في مصلحة السجون، وكذلك عبر الإضرابات ومحاولات الهروب من عدد من السجون.

وقد كانت مصلحة السجون الإسرائيلية تعتمد على مساعدة الجيش والشرطة لمواجهة الأحداث الطارئة التي كانت تقع داخل المعتقلات، إلا أن التغيير الذي طرأ على الأوضاع داخل السجون، وزيادة عدد الحوادث التي اتسم بعضها بالخطورة، دفع إلى إجراء إعادة تقييم للاحتياجات الأمنية وإعادة التنظيم بما ينسجم مع التطورات التي حدثت، وتم الأخذ بعين الاعتبار أيضاً تحليل النتائج التي توصلت إليها "لجنة أور" في ما يتعلق بضرورة استخدام السلاح "غير القاتل" لمواجهة النشاطات "العنيفة" داخل السجون، بحيث لا يشكل خطراً على حياة الأسرى.

وبناء عليه، تم إنشاء وحدة "متسادا" عام 2003، وهي وحدة عملياتية تتكون كلها من مقاتلين نوعيين ينتمون إلى مصلحة إدارة السجون، ويمتلكون خبرة قتالية غنية في مجال محاربة "الإرهاب" وحماية الشخصيات المهمة، وهو الأمر الذي اكتسبوه خلال خدمتهم السابقة كمقاتلين أو ضباط في وحدات النخبة، وفي مختلف الدوريات في "الجيش" الإسرائيلي، ووحدة المهمات الخاصة التابعة لشرطة حرس الحدود، إذ يدور الحديث هنا عن مقاتلين مهنيين ذوي خبرة، وهم يجيدون تماماً الحرب القصيرة والقتال القريب واستخدام وسائط القتال المختلفة وإطلاق النار من خلال بندقيات القنص.

تشكّل وحدة "متسادا" طاقماً خاصاً لتقديم الرد السريع في زمن الطوارئ، فالمقاتلون في هذه الوحدة موجودون دائماً في حالة جاهزية عالية لتقديم الحل النهائي والمناسب لحالات الطوارئ من كل الأنواع، مثل "التظاهر ومحاولات التمرد واحتجاز الرهائن"، وما إلى ذلك من مهام خاصة أخرى. هذه الوحدة مؤهلة لتقديم الرد المهني والمجدي لأي سيناريو محتمل، ليس داخل السجون فحسب، بل في كل أنحاء البلاد أيضاً، وخلال وقت قصير.

تتكوّن وحدة "متسادا" من عدد من الطواقم التي تخضع لعشرات التدريبات المختارة خلال أيام الأسبوع، والتي تركز على سيناريوهات محتملة، مع قيامها كذلك بتنفيذ مهام اعتيادية خاصة بالوحدة.

المقاتلون في وحدة "متسادا" متخصّصون في استخدام الأسلحة غير القاتلة، وخصوصاً من المسافات القصيرة. وقد عملت هذه الوحدة إلى الآن في عشرات الحالات الخطرة التي حدثت في مختلف المنشآت التابعة لمصلحة إدارة السجون، إضافة إلى مساعدتها في تقديم حلول لبقية قوات الأمن في البلاد في أوقات الطوارئ، وهي تشارك أيضاً وتساعد في المناورات القطرية للقوات الخاصة.

3- وحدة نحشون "الأفعى"

تشكّل هذه الوحدة الذراع العملياتية لمصلحة السجون. أقيمت عام 1973، وهي الوحدة الرئيسية لمرافقة الأسرى أثناء التنقلات المختلفة، وتعد وحدة تدخّل سريع وحماية، وتستخدم في مختلف فروع السجون وفي المحاكم. وإضافة إلى عملها كوحدة المرافقة الرئيسية لمصلحة السجون، تقوم بمهام أمنية خاصة ذات علاقة بمصلحة السجون.

تشمل مهام هذه الوحدة، من بين أمور كثيرة، مرافقة السجناء في التنقل بين مختلف السجون، والتدخل عند وقوع الاضطرابات لفرض السيطرة والأمن، وهي تساعد في القيام بعمليات تفتيش واسعة النطاق داخل السجون للكشف عن وجود أسلحة أو أجهزة اتصال أو أي شيء يساعد في تواصل الأسرى مع العالم خارج السجون، بما يمكن أن يؤدي إلى نشاطات تمس أمن "الدولة".

إضافة إلى ذلك، تقوم هذه الوحدة بتوفير الحماية للأشخاص العاملين في سلك الشرطة الإسرائيلية الذين يتم توجيه التهديدات إليهم وإلى عائلاتهم من قِبل المعتقلين الإسرائيليين الجنائيين، وكذلك في جلب الأسرى من الخارج وفق اتفاقيات التسليم المتبعة، ومرافقة الأسرى والسجناء إلى السجون، وتأمين الحراسة عليهم داخل قاعات المحكمة، وكذلك توفير مرافقة خاصة للمعتقلين "الجنائيين" الخطرين خلال زياراتهم المنزلية أو خلال ذهابهم للعلاج الطبي.

يقوم أفراد "نحشون" كل يوم بمرافقة نحو 1800 سجين جنائي أو أسير فلسطيني باستخدام سيارات المرافقة الخاصة بالوحدة، وهو ما يساوي نحو 390 ألف أسير في كل عام.

يوجد في الوحدة المئات من السيارات العملياتية الخاصة والحافلات والشاحنات والدراجات النارية التي تتناسب مع القيام بمهام المرافقة للأسرى، إذ تُستخدم هذه السيارات كسجون متنقلة تحمل المساجين الخطرين، سواء كانوا أمنيين أو جنائيين، الذين يوجد احتمال عالٍ لهروبهم خلال عملية نقلهم على امتداد ساعات اليوم، وعلى كل الطرقات في البلاد.

في الجزء المقبل بإذن الله، سنتحدّث عن بعض الوحدات والتشكيلات المدفعية والمدرّعة التي تشمل سرايا الاستطلاع في سلاح المدرعات والوحدات المضادة للدبابات ووحدات المدفعية.