نهب وترهيب.. فلسطينيون يتحدثون عن تفاصيل اقتحام الاحتلال لمنازلهم في الضفة
خلال اقتحامه لمخيمات الضفة الغربية، يمارس جنود الاحتلال الإسرائيلي أبشع أنواع الإعتداءات خلال مداهماتهم للمنازل. الميادين نت التقت بفلسطينيين نقلوا لها ما فعله الاحتلال.
منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول / اكتوبر 2023، كثف الاحتلال الإسرائيلي من اقتحاماته لمدن الضفة الغربية، تحديداً المخيمات، معتمداً سياسة الانتقام والعقاب الجماعي، فتراه في كلّ اقتحام يتعمد تجريف البنى التحتية وتحطيم السيارات وسحق كل ما يتواجد في الشارع بالجرافات، في محاولة للتسبب بأكبر خسائر مادية ممكن للفلسطينيين.
وإن كانت تلك الممارسات تهدف إلى الحاق أكبر خسائر مادية ممكنة للفلسطينيين، إلا أن الاحتلال اعتمد ممارسات اضافية، تمعن في التنكيل بالفلسطينيين في عقر بيوتهم، من خلال اقتحام البيوت والتمركز بها، وما يرافق ذلك من اتلاف الاثاث وسرقة المقتنيات وانتهاك للخصوصية.
خلال اقتحام قوات الاحتلال لمخيمي طولكرم وجنين الشهر الماضي، واستمرار الاقتحامين لمدة يومين متواصلين، تمركز جنود الاحتلال في منازل المواطنين الفلسطينيين، متعمدين ممارسة كل اساليب الاستفزاز، وانتهاك حرمات البيوت وتحويلها مرتعاً لهم.
انتهاك الخصوصية
رئام بدو (25 عاماً) من مخيم طولكرم، ابنة واحدة من العائلات التي اقتحمت قوات الاحتلال منازلهم، روت للميادين نت تفاصيل عن ذلك اليوم، وقالت إنه "عند الساعة السابعة صباحاً في اليوم الأول من العملية العسكرية، بدأ الاحتلال هدم مدخل المنزل بالجرافة العسكرية، ثم اقتحمته القوات الراجلة، والتي يزيد عددها على عشرين جندياً مدججين بالسلاح".
وأضافت أن جنود الاحتلال طلبوا من ساكني المنزل المكون من طبقتين، البقاء في الطبقة الأرضية، رغم أنها أوضحت لهم أن كل من في المنزل من النساء، إلا أن الجنود اعتلوا الطابق العلوي وبدأوا بتكسير المحتويات من أثاث وفراش على مسمع من الأم وبناتها الستة.
لم يعط جنود الاحتلال أي توضيح أو اجابة حول كم سيستمر هذا "الاستيطان" في منزل العائلة، رغم اصرار بدو على السؤال والتأكيد انهن مدنيات وليس لديهن أي شيء ممكن أن يكون الجنود يبحثون عنه، وكان الجواب يأتيهن: "قد نبقى في المنزل يوم، أو حتى أسبوع".
وبحسب ما أفادت بدو، فإن جنود الاحتلال طلبوا منهن الانتقال للطابق العلوي، وحشروهن في غرفة واحدة تحت مراقبة 3 جنود طيلة فترة الاقتحام للمنزل التي استمرت تسع ساعات، دون أدنى احترام لخصوصيتهن كفتيات.
وأضافت بدو، أن انتهاك الخصوصية، بلغ أقصاه، عندما كن يطلبن "الاذن" للذهاب إلى الحمام لقضاء الحاجة، ويرفض الجنود الأمر مراراً ثم "يسمحون" بذلك لكن الجندي يرافق كل واحدة ويقف أمام باب الحمام!
في "رحلة مهينة" إلى الحمام، مرت بدو من أمام المطبخ، ووجدت الجنود يعدون القهوة والطعام، فطلبت أن تعد هي أيضاً بعض الطعام لشقيقاتها الصغيرات، ليجيبها الجندي الإسرائيلي "اليوم رمضان ما في أكل"، بحسب ما روت بدو.
سرقة ونهب
المقتنيات الشخصية، كانت أيضاً ضمن "بنك أهداف" القوات المقتحمة لمنزل بدو في مخيم طولكرم، فسرق جنود الاحتلال مصاغ الفتيات، وزجاجات العطر، كما صادروا الهواتف المحمولة لشقيقات رئام بدو بعد أن أمر أحد الجنود بفتح الهواتف وقام بنشر صور وعبارات باللغة العبرية من حساب أختها مسك على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن ثم وضع تعليقات عليها من حسابات أختها وأمها.
وبينت بدو أن الجندي فتح الهاتف الذي يخص شقيقتها مآثر التي تعمل في مجال الصحافة، فوجد عليه صور تخص الشهداء وتشييعهم، فقام بتكسيره، وتكسير لابتوب عليه العديد من المواد التي تحتاجها لدراسة الماجستير، الأمر الذي يؤكد اعتداء الاحتلال على الصحفيين وحقوقهم، خاصة وأنه سبق ذلك، تحقيق مع العائلة حول معدات تصوير تخص الشقيقة الصحفية.
تحويل المنازل لثكنات عسكرية
لا يخفي الاحتلال ممارسات جنوده، بل أن الجنود يصورون أنفسهم وينشرون مقاطع مقززة على مواقع التواصل، وربما كان أشهرها الشهر الماضي، فيديو صوره جنود الاحتلال في منزل الفلسطيني عدنان الغول في مخيم جنين، والذي حولهوه لمركز تحقيق ميداني.
الميادين نت التقت الغول، ودونت شهاته حول ما حصل، وأكد أن عدد من الفيديوهات التي قام جنود الاحتلال بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت من داخل المنزل، مشدداً أن هذا اعتداء وحشي وهمجي على المواطنين وممتلكاتهم ويعد سرقة ونهب لها.
"حولوا منزلي إلى ثكنة عسكرية" هكذا وصف الغول ما قام به جنود الاحتلال، مضيفاً أن "الاحتلال كان يعتقل الفلسطينيين ويتقدم بهم إلى منزل، كما قاموا بوضع مركباتهم العسكرية بساحة البيت وجعلوها موقفاً لهم".
وتابع الغول "بيتي مكون من 3 طوابق، الطابق الأرضي كان موجود به المعتقلين، ويجلسون أمامهم الجنود يستهزؤن بهم، ويشعلون النرجيلة ويحققون معهم، والطابق الثاني شقة لنجلي تواجد بها الجيش كانوا يتناولون فيه الطعام والشراب ويغنون ويرقصون، فجأة أحد الجنود وضع أصابعه بأذنيه وفجروا منزل لأحد الجيران من داخل الشقة بعد تمديد الأسلاك، ومع صوت الانفجار تعالت ضحكاتهم في المكان".
وقال الغول، إن "الجنود كانوا يتبولون في زوايا البيت وعلى السجاد والفراش، واستعملوا كل محتويات البيت من الطعام والغاز والقهوة، كل شيء كان في المنزل تم استعماله، ولم يبقوا لنا شيء على حاله"، مضيفاً أن العديد من أدوات المنزل قام برميها لأنها أصبحت غير صالحة للاستعمال الآدمي، من فراش وسجاد، وشبابيك وأبواب وغير ذلك، استطاع استصلاح بعضها، لكن جزء كبير منها تم اتلافه.
قبل الانسحاب من المنزل، قام الجنود بالكتابة على جدران المنزل باللغة العبرية ووضع أسهم ورموز منها نجمة داوود، بحسب ما كشف الغول، الذي اوضح انه لا يعرف أصلاً معنى هذه الكتابات والرموز وهذا أيضاً اعتداء واستفزاز.