عملاقة الاستطلاع والمراقبة الإسرائيلية.. "هِرمز 450" تُسقطها نيران المقاومين في لبنان
لا غنى عن الطائرات المُسيّرة في مجال الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخبارية في الحروب، وأبرز هذه الطائرات "هِرمز 450"، التي تُعَدُّ ركيزةً أساسيةً في ترسانة "الجيش" الإسرائيلي، ودمّرتها المقاومة الإسلامية في لبنان. فماذا يعني إسقاط حزب الله نوعاً متطوراً كهذا من المسيّرات؟
أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان - حزب الله -، في بيانٍ رسمي، تدمير طائرةٍ مُسيّرة إسرائيلية، من طراز "هِرمز 450"، عبر استخدام صاروخ من نوع أرض - جو، فوق منطقة إقليم التفاح، حيث تمت مشاهدتها وهي تهوي بالعين المباشرة.
وأكّد حزب الله أنّ "جنود المقاومة سيظلون يقظين، ومستمرين في التصدي لأي تحركات معادية، ومنع طائرات العدو من تحقيق أغراضها الهجومية". فما مميزات هذه المسيّرة التي ضجّ الإعلام الإسرائيلي بحادثتها؟
في الساحة العسكرية الحديثة، أصبحت الطائرات من دون طيار (UAV) أدوات لا غنى عنها في مجال الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخبارية. واحدة من أبرز هذه الطائرات هي "هِرمز 450"، التي تُعَدّ ركيزة أساسية في ترسانة "الجيش" الإسرائيلي. وتتمتع هذه الطائرة بقدرات استثنائية، تجعلها مثالية للعمليات التكتيكية طويلة المدى.
التصميم والتطوير
"هِرمز 450" هي طائرة من دون طيار متوسطة الحجم، تم تصميمها وتطويرها بواسطة شركة "السهم الفضي"، التابعة لمجموعة "إلبيت سيستمز" الإسرائيلية. وتندرج ضمن الجيل الثالث من عائلة "هِرمز UAV"، وتتميز بقدرتها على الطيران مدة تصل إلى 20 ساعة متواصلة، والوصول إلى ارتفاع 18,000 قدم، الأمر الذي يتيح لها تغطية مساحات واسعة وتنفيذ مهمّات متعددة من الاستطلاع إلى المراقبة.
الخصائص والقدرات
من أبرز خصائص "هِرمز 450" جناحها الطويل وذيلها المرتفع، المصنوعان من مواد خفيفة الوزن تسهل عليها الطيران، فترات طويلة. تتميز الطائرة بقدرتها على حمل حمولة تصل إلى 150 كغم، الأمر الذي يمكنها من حمل معدات متنوعة، من الكاميرات البصرية والأشعة تحت الحمراء وأنظمة الرادار، من أجل تحسين قدراتها بشأن الاستطلاع والمراقبة.
التكنولوجيا والتجهيزات
تجهَّز "هِرمز 450" بأنظمة متقدمة، تشمل معدات كهربائية وبصرية للرؤية الليلية والرؤية في الأحوال الجوية السيئة. وتعتمد على آلية إلكترونية عالية التشفير، تضمن الأمان والحماية ضد محاولات الاختراق. كما تمتلك القدرة على بث الصور والمعلومات، التي تجمعها، إلى محطة أرضية بصورة مباشرة ومن دون فارق زمني، الأمر الذي يوفر دعماً استخبارياً فورياً لوحدات الجيش.
التسليح والاستخدام القتالي
على الرَّغم من أن الدور الأساسي لـ"هِرمز 450" هو الاستطلاع والمراقبة، فإنه تم تطوير نسخ مسلَّحة منها، قادرة على حمل أنواع متعددة من الصواريخ والقنابل. وهذه القدرة تجعل مهماتها لا تقتصر فقط على جمع المعلومات، بل أيضاً تنفيذ ضربات دقيقة، إذا لزم الأمر.
الأهمية الاستراتيجية
تؤدي "هِرمز 450" دوراً حيوياً في العمليات العسكرية والاستخبارية. وبفضل قدرتها على الطيران، فترات طويلة، وتزويدها بتقنيات متقدمة، تُعَدّ الطائرة أداة لا غنى عنها في تحقيق الأمن القومي وتوفير معلومات استخبارية حاسمة تساهم في اتخاذ القرارات الاستراتيجية.
"هِرمز 450" تُعَدّ مثالاً بارزاً على التقدم التكنولوجي في مجال الطائرات من دون طيار، وتقف شاهداً على الدور المتزايد لهذه التقنيات في الحرب الحديثة. وعبر قدراتها المتعددة وأدائها العالي، تواصل هذه الطائرة تعزيز موقفها أداةً استخبارية وتكتيكية رئيسة في القرن الحادي والعشرين.
ماذا يعني اسقاط حزب الله لهذا النوع من المسيرات؟
إسقاط طائرة من دون طيار، مثل "هِرمز 450" بواسطة صاروخ أرض - جو، ينطوي على عدة دلالات وتأثيرات، عسكرياً وسياسياً وتكنولوجياً:
1. التقدم، تكنولوجياً وعسكرياً: تمكن حزب الله من إسقاط طائرة من دون طيار متطورة، مثل "هِرمز 450". وهذا يعني أن لديه إمكان الوصول إلى أسلحة مضادة للطائرات متقدمة، ولديه القدرة على استخدامها بفعالية. وهذا يشير إلى ارتفاع مستوى كفاءته، عسكرياً وتكنولوجياً.
2. تأثير في التوازن الاستراتيجي: إسقاط طائرة مثل "هِرمز 450" يمكن أن يؤثّر في التوازن الاستراتيجي في المنطقة. وهذا الحدث يمكن أن يغيّر تقديرات القوى العسكرية، ويؤثّر في الاستراتيجيات المستقبلية للدول وحركات المقاومة.
3. الردع والرسائل السياسية: إسقاط طائرة من دون طيار يمكن أن يكون بمنزلة رسالة سياسية قوية، موجَّهة ليس فقط إلى الجهة التي تنتمي إليها الطائرة، بل أيضاً إلى المجتمع الدولي. ويمكن أن يُظهر هذا القدرة على الرد والدفاع عن النفس، وأن يكون وسيلة للردع.
4. الآثار النفسية والمعنوية: هذا النوع من الإنجازات يمكن أن يكون له تأثير كبير في المعنويات، سواء عبر زيادة معنويات محور المقاومة التي نفذت الإسقاط، أو تقويض معنويات "الجيش" الإسرائيلي المنهزم أصلاً.