"إسرائيل" ومحاولة التجسس عبر شبكات الواي فاي
السلطات اللبنانية تعتقل أحد أخطر العملاء الذين تسللوا إلى البلاد بهدف التجسس على الشبكات اللاسلكية، وتمت ملاحظة نشاطهم بشكل مثير للقلق. فكيف يمكن لـ "إسرائيل" التجسس عبر شبكات "واي فاي" في منازلنا وبيوتنا؟
التقرير الصحفي الذي نُشر في صحيفة "الأخبار" اللبنانية يوم الخميس 21/3/2024 يكشف عن توقيف إحدى أخطر شبكات التجسس لصالح "إسرائيل" في لبنان، ويسلط الضوء بشكل خاص على موضوع مسح الترددات اللاسلكية المتعلقة بالإنترنت. وتظهر الوقائع المثيرة بعد توقيف أحد أفراد الشبكة مصادفة أثناء تجواله في محيط مقر رئيس المجلس النيابي في بيروت، تظهر أنه تم العثور على معدات تقنية متطورة بحوزة السائق المشتبه به، بما في ذلك أجهزة مسح ترددات لاسلكية مرتبطة بمزودي خدمات الإنترنت، والتي يبدو أنها استخدمت لتحديد مواقع المستخدمين بطريقة غير قانونية.
وفي ما يلي أبرز النقاط التي تم تسليط الضوء عليها:
1. المكافأة الضخمة: تفجرت قضية التجسس بعد اكتشاف مبلغ مالي ضخم قدمه جهاز الموساد الإسرائيلي لخبيرين في هندسة الكمبيوتر، بقيمة تفوق 200 ألف دولار، لتنفيذ مهمة تجسسية تستهدف الشبكات اللاسلكية في بيروت والضاحية الجنوبية.
2. المسح الشامل: في محاولة للحصول على معلومات استخبارية دقيقة، قام العملاء بإجراء مسح شامل للمنطقة المستهدفة، بما في ذلك الشوارع والمباني والأماكن العامة، واستخراج أكثر من 56 ألف صورة عالية الجودة، بالإضافة إلى تسجيل أرقام لوحات السيارات.
3. اختراق الواي فاي: كانت العملية الأكثر تطوراً تلك التي استهدفت شبكات الواي فاي، حيث تمكن العملاء من الوصول إلى الشبكات المحلية واستخدامها كواجهة للتجسس وجمع المعلومات الحساسة.
4. الكشف عن النشاط الاستخباري: بفضل جهود حرس مجلس النواب اللبناني، تم اكتشاف نشاط العملاء وتوقيفهم، حيث تم تحديد تحركاتهم ومراقبتها بدقة.
من هنا، يثير مشهد اختراق شبكات الواي فاي تساؤلات كثيرة حول الطرق والتقنيات المستخدمة في هذه العمليات، وكذلك حول الجهات التي تقف وراءها وأهدافها الحقيقية. ينبغي للجهات المختصة في مجال الأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات تكثيف الجهود لفهم هذه الظاهرة بشكل أعمق وتطوير استراتيجيات وقائية لمنع حدوثها في المستقبل، وذلك من خلال اعتماد تقنيات الحماية القوية وتعزيز الوعي الأمني لدى المستخدمين، مع العمل على تطوير تقنيات اكتشاف وتفكيك الهجمات السيبرانية المستخدمة في اختراق شبكات الواي فاي.
اختراق شبكات WiFi
عملية اختراق شبكات الواي فاي تعتمد على مجموعة متنوعة من التقنيات والأدوات التي يستخدمها المهاجمون للوصول غير المصرح به إلى الشبكة. من بين الأساليب الشائعة التي يمكن استخدامها لاختراق الواي فاي:
1. الهجوم بالقوة العنيفة (Brute Force Attack): يعتمد هذا الهجوم على تجريب ملايين التركيبات المحتملة لكلمة المرور، حتى يتمكن المهاجم من تخمينها والوصول إلى الشبكة.
2. الهجوم بالقاموس (Dictionary Attack): يستخدم المهاجم قواميس كلمات مرور معروفة مسبقاً لتجريبها على شبكة الواي فاي، في محاولة لتخمين كلمة المرور والوصول إلى الشبكة.
3. استغلال ثغرات الأمان (Exploiting Security Vulnerabilities): يستخدم المهاجمون ثغرات أمنية في أجهزة الواي فاي للوصول غير المصرح به إلى الشبكة، ما يسمح لهم بتنفيذ هجمات متنوعة.
4. اعتراض معلومات الاعتماد (Credential Sniffing): يقوم المهاجمون بالتقاط حركة المرور على الشبكة لاستخراج معلومات الاعتماد الخاصة بالمستخدمين، مثل اسم المستخدم وكلمة المرور.
5. تقنيات اختراق الشبكة اللاسلكية (Wireless Network Hacking Techniques): تشمل هذه التقنيات استخدام البرمجيات الخبيثة وبرامج التجسس للوصول إلى بيانات الشبكة وتشويشها.
هذه الأساليب والأدوات تمثل جزءاً من التحديات التي تواجه أمن شبكات الواي فاي. وبالتالي، من المهم أن يكون المستخدمون ومسؤولو الأمان السيبراني على دراية بالتهديدات المحتملة ويتخذوا التدابير الوقائية اللازمة.
التحليل الكريبتولوجي
التحليل الكريبتولوجي (Cryptoanalysis) هو فن فك تشفير الرسائل المشفرة من دون معرفة المفتاح السري أو الخوارزمية المستخدمة في التشفير. يعدّ التحليل الكريبتولوجي فرعاً هاماً في علم العمليات السرية وأمن المعلومات، حيث يسعى المحللون الكريبتولوجيون إلى فك تشفير البيانات المشفرة بهدف استعادة المعلومات السرية أو الحماية من الهجمات السيبرانية.
يتضمن التحليل الكريبتولوجي مجموعة متنوعة من التقنيات والأساليب، بما في ذلك:
1. التحليل الترددي: حيث يتم تحليل التكرارات والأنماط في الرسائل المشفرة لاستنتاج المعلومات الأصلية.
2. التحليل التفاضلي: يركز على مقارنة الرسائل المشفرة مع الرسائل الواضحة (النص العادي) لاستخراج البيانات السرية.
3. التحليل الإحصائي: يعتمد على تحليل الإحصاءات المتعلقة بتوزيع الحروف والكلمات في الرسائل لاكتشاف الأنماط والقوانين اللغوية.
4. التحليل الكمبيوتري: يشمل استخدام الحوسبة والبرمجيات الخاصة بالتحليل الكريبتولوجي للتعرف على الأنماط والتشفيرات المستخدمة.
على الرغم من تطور تقنيات التشفير، فإن التحليل الكريبتولوجي يظل جزءاً حيوياً من أمن المعلومات، حيث يساعد في كشف الضعف في أنظمة التشفير وتعزيزها. ومع تزايد التهديدات السيبرانية، يصبح التحليل الكريبتولوجي أداة أساسية لتأمين البيانات وحماية الخصوصية.
نصائح للوقاية من اختراق الواي فاي
1. استخدام كلمات مرور قوية: اختر كلمات مرور قوية ومعقدة لشبكة الواي فاي الخاصة بك، وتأكد من تغييرها بشكل دوري. تجنب استخدام كلمات المرور الضعيفة أو السهلة التخمين.
2. تحديث البرامج والأجهزة: تأكد من تحديث برامج التشغيل والبرامج الأمنية لأجهزة الواي فاي بانتظام، حيث يتم تصحيح الثغرات الأمنية المعروفة وتقديم تحسينات في الأمان.
3. تشفير البيانات: استخدم إعدادات التشفير القوية مثل WPA2 أو WPA3 لحماية بياناتك من الوصول غير المصرح به.
4. إدارة الوصول: قم بتحديد من يمكنه الوصول إلى شبكة الواي فاي الخاصة بك وتقييد الوصول إذا لزم الأمر، مثل استخدام أنظمة مصادقة قوية مثل شهادات SSL.
5. تفعيل الحماية النشطة: قم بتفعيل ميزات الحماية النشطة مثل جدار الحماية وكشف التسلل لمنع الهجمات السيبرانية والتقاط البيانات.
6. تقديم التعليمات للمستخدمين: قم بتوعية المستخدمين حول أمان الشبكات اللاسلكية ونصائح السلامة عبر تقديم توجيهات وتدريبات حول كيفية حماية أجهزتهم وبياناتهم.
7. مراقبة الشبكة: قم بتنفيذ مراقبة مستمرة لشبكة الواي فاي للكشف عن أنشطة غير مصرح بها، وتفتيش الأجهزة للعثور على أي تهديدات محتملة.
8. التحديثات الأمنية للمعدات: احرص على استخدام أجهزة الواي فاي التي تحصل على التحديثات الأمنية بانتظام من قبل الشركة المصنعة.
في النهاية، يمكننا تأكيد أهمية تعزيز الأمان السيبراني والحفاظ على خصوصيتنا في عصر تزايد التهديدات الإلكترونية. من الضروري أن ندرك أنه حتى مع اتباع أفضل الممارسات وتطبيق إجراءات الأمان، فإنه من الصعب ضمان الحماية الكاملة لشبكاتنا.
لذلك، ينبغي لنا أن نكون حذرين ومدركين لمخاطر إرسال المعلومات الحساسة عبر الإنترنت بشكل عام، وخصوصاً عبر شبكات الواي فاي. يجب تجنب إرسال المعلومات الشخصية والمالية والحساسة عبر الواي فاي، والاعتماد على وسائل أمنية مثل الاتصالات المشفرة واستخدام شبكات افتراضية خاصة (VPN) لزيادة حماية بياناتنا.
وفي نهاية المطاف، يجب أن ندرك أن الأمان السيبراني هو مسؤولية مشتركة، ويجب علينا جميعاً العمل معاً لتعزيز الوعي الأمني واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أنفسنا وبياناتنا. من خلال تبني سلوكيات استخدام آمنة واستخدام التكنولوجيا بحذر، يمكننا تقليل مخاطر التعرض للاختراقات السيبرانية والحفاظ على أماننا الرقمي في عالم متصل ومتطور تكنولوجياً.