عملية جسر الكرامة عند الحدود الأردنية - الفلسطينية: باب قلق جديد يُفتح أمام "إسرائيل"
الإعلام الإسرائيلي يصف عملية جسر الكرامة عند الحدود الأردنية - الفلسطينية بـ "القاسية جداً"، ويؤكد أنّها تأتي "نتيجة الفشل الإسرائيلي في إجراءات الحماية" عند المعبر.
أجّجت العملية، التي نفّذها الشهيد الأردني ماهر الجازي (39 عاماً)، يوم أمس الأحد، عند معبر الكرامة عند الحدود الأردنية – الفلسطينية، والتي أدّت إلى مقتل 3 إسرائيليين يعملون حراساً لدى "سلطة المطارات الإسرائيلية"، مخاوف الإسرائيليين من فتح جبهة إضافية ضدهم من جهة الشرق، ووضعت مرّةً جديدة مستقبل العلاقات "الإسرائيلية – الأردنية" على المحك، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.
وبعد حدوث العملية، نفّذ "الجيش" الإسرائيلي، وفقاً لمصادر مُطّلعة، إجراءات عقابية بحق سائقي الشاحنات الأردنيين الذين كانوا حاضرين في المعبر، فجرى توقيفهم، بحسب إذاعة "الجيش" الإسرائيلي، كما تمّ إجبارهم على خلع ملابسهم، والاستلقاء على الأرض. وتم أيضاً إغلاق مداخل مدينة أريحا الفلسطينية، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وأفاد موقع قناة "مكان" الإسرائيلية بأنّه تمّت، اليوم الإثنين، إعادة افتتاح معبر اللنبي (الكرامة) أمام حركة المسافرين فقط، مع الإبقاء على إغلاقه أمام حركة الشحن، بينما أُعيد افتتاح المعبرين الحدوديين البريين الآخرَيْن مع الأردن، "إسحاق رابين" و"نهر الأردن"، بعد أن أغلقت المعابر الثلاثة عقب العملية.
"الشعور بالأمان في إسرائيل غرق في البحر منذ فترة طويلة"
في معرض تعليقه على العملية، حاول رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تحميل إيران المسؤولية عنها، وقال، بحسب صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية، إن "هذا يومٌ صعب، ونحن مُحاطون بأيديولوجيا قاتلة يقودها محور الشر الإيراني".
بدوره، ألمح الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، إلى مسؤولية إيران عن العملية، من دون أن يسميها، وقال: "سنواصل القتال بتصميم ضد الإرهاب، وضد أولئك الذين يسعون للمس بأمن إسرائيل ومواطنيها، وباستقرار المنطقة برمّتها. إن اتفاقيات السلام بين إسرائيل وجيرانها تشكل حجر الزاوية في السعي لتحقيق الاستقرار الإقليمي"، وفقاً لموقع القناة السابعة الإسرائيلية.
وعبّر عضو الكنيست، ديبي بيتون، الذي ينتمي إلى حزب "يوجد مستقبل"، الذي يرئسه رئيس الحكومة الإسرائيلي السابق، رئيس المعارضة الحالي، يائير لابيد، عن حالة القلق والخطر التي يعيشها الإسرائيليون. وقال إنّه "في إسرائيل 2024، يبدو أن بشائر العدو أصبحت روتينية، والهجمات تتراكم مثل حبات الرمل، وغرق الشعور بالأمان في البحر منذ فترة طويلة".
كما حذّر قائد ذراع البر في "الجيش" الإسرائيلي، اللواء احتياط غاي تسور، في مقابلةٍ مع القناة الـ"12" الإسرائيلية، من أنّ الإسرائيليين موجودون حالياً في وضع لا توجد فيه أي آلية تستطيع وقف التصعيد، لا في الضفة الغربية، ولا في مقابل الأردنيين، ولا في أي جبهة.
وحذّر تسور أيضاً من أنّه ليس لـ"إسرائيل" حالياً استراتيجية تستطيع من خلالها تحقيق أهدافها، أو إيجاد الآليات الملائمة لإسقاط التهديدات التي تواجهها.
"الجيش" الإسرائيلي لا يمتلك القوات الكافية
وأبدت وسائل الإعلام الإسرائيلية اهتماماً بالعملية، ووصفتها بأنّها "عملية قاسية جداً"، وأشارت إلى أنها حدثت "نتيجة الفشل في إجراءات الحماية" عند المعبر.
ورأى معلق الشؤون العربية في القناة الـ"12" الإسرائيلية، أوهاد حِمو، أنّ الحدود الأردنية الطويلة، والتي تمتد أكثر من 300 كيلومتر، "في أجزاء منها لا يوجد شيء"، مضيفاً أنّها، طوال أعوام، كانت حدوداً هادئة تماماً، لكن "هناك شيئاً ما تغير في السنة الأخيرة، إذ كما نعلم، يوجد تحديات، سواء من إيران أو من الإخوان المسلمين – حماس – وهذا تحدٍّ مهم جداً بالنسبة إلى إسرائيل".
من جهته، حاول معلق الشؤون العسكرية في القناة الـ"12" أيضاً، نير دفوري، توجيه البوصلة نحو إيران، وقال إنّ "التحقيق، الذي تجريه إسرائيل بالتنسيق مع الأردن، يفحص النقطة التالية: هل تم تجنيد منفذ العملية في الخارج، سواء من جانب حماس أو إيران؟".
وفي الوقت، الذي دعا محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشع، إلى إغلاق الحدود الأردنية، بسبب "التأجج والسخونة المتزايدين فيها منذ بداية الحرب"، دعا معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "معاريف" والقناة الـ"13" الإسرائيليتين، ألون بن دافيد، إلى أنّ "الجيش" الإسرائيلي لا يمتلك القوّات الكافية لتنفيذ كل المهمّات المطلوبة منه، بحيث يكون التعزيز في أيّ مكان على حساب ساحات أُخرى.
ولفت بن دافيد إلى أنّ الحدود الأردنية تُقلق "إسرائيل" كثيراً، إلى درجة أنّها تضغط على الولايات المتحدة الأميركية لنشر قواعد عسكرية في الأراضي الأردنية، رغبة منها في تقليص خطر الجبهة الشرقية لـ"إسرائيل"، وحماية "المملكة الهشة"، وفق توصيف بن دافيد.