استمرار حزب الله في رفع وتيرة نيرانه، ومواصلته إطلاق الصواريخ والمسيرات نحو شمال "إسرائيل" ووسطها، وتصديه للعملية البرية التي يُنفذها "الجيش" الإسرائيلي في جنوبي لبنان، دفع بالمزيد من السياسيين والخبراء والمعلقين الإسرائيليين للتحذير من خطورة الوضع الحالي، وقتامة التوقعات المستقبلية لمسار المواجهة بين "إسرائيل" وحزب الله الذي بدأ بالتعافي، بشكلٍ رفع فيه من فاتورة الأثمان التي يُكبدها للـ "جيش" الإسرائيلي، ومنعه من تحقيق هدف الحرب، أيّ إعادة سكان الشمال إلى "منازلهم".

وفي تعليق لافت قال وزير التعليم، يوآف كيش، (من الليكود)، إنّه منذ أكثر من سنة وسكان الشمال في حالة إخلاء، ولم يعودوا إلى "منازلهم"، وهذا "ثمن باهظ".

بدوره، رأى رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود أولمرت، في مقابلة مع القناة "الـ 12" الإسرائيلية، أنّ "إسرائيل" لم تستطع حتى الآن تأمين الظروف التي تسمح بعودة سكان الشمال إلى "منازلهم"، محذراً من أن القتال في الشمال مسار غير قصير، وغير رخيص، بل يجبي أثماناً بالأرواح من الجنود الإسرائيليين، الذين كان آخرهم الجنود الخمسة من "سييرت غولاني".

أولمرت حذر أيضاً من أن "الجيش" الإسرائيلي، حتى لو وصل إلى نهر الليطاني، لن يستطيع بعد نهاية الحرب أن يمنع حزب الله من العودة إلى الحدود.

وفي سياق ذي صلة، رأى رئيس شعبة العمليات في "الجيش" الإسرائيلي سابقاً، اللواء احتياط إسرائيل زيف، أيضاً في مقابلة مع القناة "الـ 12" الإسرائيلية، أنّه على الرغم من كل ما فعله "الجيش" الإسرائيلي مقابل حزب الله، لم يتمكن من "سحقه"، لا بل بدأ حزب الله بالانتعاش.

زيف لفت إلى أن "إسرائيل" لا تمتلك حلاً لمشكلة القذائف الصاروخية والصواريخ، والصواريخ المضادة للدروع. مشكلة إضافية لا تمتلك "إسرائيل" حلاً لها في مواجهة حزب الله، هي المسيرات، إذ بحسب أقوال قائد تشكيل الدفاع الجوي سابقاً، العميد احتياط أرييه فيشباين، للقناة "الـ 12"، يوجد في "إسرائيل" خشية من تهديد المسيرات، حيث أطلق على "إسرائيل" حتى الآن، نحو 1200 مسيرة، تمكن نحو 200 منها من اختراق الدفاعات الإسرائيلية.

وفيما يخص فداحة الأثمان التي يدفعها "الجيش" الإسرائيلي في لبنان، رأى مراسل الشؤون العسكرية في قناة "كان"، روعي شارون، أنّ "الجيش" الإسرائيلي يدفع أثمان مؤلمة في لبنان.

المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، نداف آيال، رأى أنه يوجد في "إسرائيل" خشية حقيقية من حرب استنزاف، مؤكداً أن حزب الله لن يُدمّر على أيّ حال.