"وول ستريت جورنال": حرب أوكرانيا ليست "هزيمة استراتيجية" لروسيا

الأمر المرعب هو أن يستمر المسؤولون في إدارة ابايدن في التأكيد على أن هذه الحرب "هزيمة استراتيجية" لبوتين. إنهم يحاولون إقناع الشعب الأميركي بأن الحرب قد تم الانتصار فيها.

  • أوكراني يقف أمام قبر في مدينة بوتشا.
    أوكراني يقف أمام قبر في مدينة بوتشا.

كتبت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في افتتاحيتها قائلة إن الدول الليبرالية التي تعتقدو أن القوة العسكرية لم تعد قوة مهيمنة في الشؤون الإنسانية، فلينظروا إلى الموتى الأوكرانيين في مدينة بوتشا، حيث يتم دفن الأوهام حول "النظام الدولي القائم على القواعد" مع جثث القتلى.

وتساءلت الصحيفة إن كانت الولايات المتحدة ستعمل حقاً مع روسيا لتنفيذ اتفاق نووي آخر مع إيران؟ وكيف أن روسيا لا تزال عضواً في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة؟ وقالت إنه لقد تبين عدم أهمية المجلس في هذا الصراع وأن الأمم المتحدة أسوأ من توصيف عديمة الجدوى. "فهي تحرّض ضمنياً الديكتاتوريين في العالم من خلال منحهم الشرعية السياسية".

واعتبرت الصحيفة أن الانسحاب الروسي من منطقة كييف يمثّل انتكاسة لأهداف الحرب الأصلية، لكنه ليس هزيمة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ربما كان يعيد تجميع قواته في محاولة أخرى للهجوم على كييف لاحقاً. أو ربما يغيّر أهداف حربه للتركيز على احتلال شرق وجنوب البلاد. يشير قصف السفن الروسية يوم الأحد إلى أن أوديسا، المدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالى مليون نسمة على البحر الأسود، لا تزال هدفاً للكرملين.

ورأت الصحيفة أن الأمر المرعب هو أن يستمر المسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في التأكيد على أن الحرب هي "هزيمة استراتيجية" لبوتين. إنهم يكررون نقطة الحديث وكأنهم يحاولون إقناع الشعب الأميركي بأن الحرب قد تم الانتصار فيها بالفعل. قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على شبكة سي إن إن الأحد: "إذا عدت إلى الوراء ونظرت إلى هذا، فقد كان هذا بالفعل نكسة استراتيجية دراماتيكية لروسيا، وأود القول، إنها هزيمة استراتيجية".

لكن افتتاحية الصحيفة قالت: "كلا، إنها ليست كذلك. لقد قتلت روسيا آلاف الأوكرانيين ، وألحقت أضراراً لا توصف، ولا تزال تسيطر على أراضٍ أكثر مما كانت عليه قبل" تدخلها. وإذا تمكن بوتين من تأمين هدنة تصادق على تلك المكاسب الإقليمية، ويكون قد انتزع الجزء الأكبر من موارد الطاقة في أوكرانيا، سيكون قادراً على إعادة التسلح والاستمرار كتهديد قاتل لبقية أوكرانيا، وحكومة رئيسها فلودومير زيلينسكي، وللدول الواقعة على الحدود في حلف وحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وتابعت الصحيفة أن هذا بلا شك سبب مواصلة زيلينسكي التعبير عن إحباطه من إحجام الولايات المتحدة وحلف الأطلسي عن توفير الأسلحة الثقيلة التي تحتاجها أوكرانيا للشروع في الهجوم واستعادة الأراضي المفقودة. تشير التسريبات في نهاية الأسبوع الماضي إلى أن الولايات المتحدة قد تساعد أخيراً في إدخال الدبابات الروسية القديمة إلى أوكرانيا، لكن البلاد بحاجة كذلك إلى صواريخ متطورة مضادة للسفن لحماية أوديسا، وكذلك إلى طائرات لمهاجمة الدبابات والمدفعية الروسية والأنظمة المضادة للطائرات.

وخلصت الافتتاحية إلى أنه "لا ينبغي أن يكون هدف الغرب هو "هزيمة استراتيجية" مجردة لروسيا، بل هزيمة فعلية واضحة للجميع، بمن في ذلك الجمهور الروسي. أوكرانيا سوف تضطر إلى تحديد المدة التي ترغب في القتال فيها. لكن طالما أن الولايات المتحدة ترغب في ذلك، فيجب على حلف الناتو توفير كل الدعم العسكري والدعم عبر العقوبات التي تحتاجها. "فإذا ربح بوتين هذه الحرب، سيكون هناك المزيد من الغزوات، والمزيد من جرائم الحرب، والمزيد من المشاهد المروعة مثل تلك في بوتشا في المستقبل"، بحسب زعم الصحيفة.

نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.