"واشنطن بوست": دعوات لمنح كوتا للنساء والملوّنين في جوائز نوبل
يقول النقاد إن عملية الاختيار لجائزة نوبل لا تأخذ في الحسبان كيف فضلت التمييز الجنسي والعنصرية الممنهج تاريخياً الرجال البيض ومنعت العديد من النساء والملوّنين من الحصول عليها.
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إنه بعد فوز الصحافية الفلبينية ماريا ريسا بجائزة نوبل للسلام هذا العام إلى جانب الصحافي الروسي ديمتري موراتوف، كانت هذه هي المرة الـ59 فقط التي تُمنح فيها جائزة نوبل لإمرأة، من بين نحو ألف رجل حائزين على جائزة نوبل في تاريخها.
منذ إنشائها في عام 1901، كرمت جائزة نوبل الإنجازات الفكرية في الفيزياء والكيمياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب والأدب والسلام - وكان الفائزون إلى حد كبير من البيض والذكور والأميركيين. (كانت العالمة ماري كوري، إحدى المتلقيات والمتلقين الأوائل اللذين تم تكريمهم مرتين).
وعلى الرغم من الدعوات لإصلاح الفجوات التاريخية بين الجنسين والأعراق، مثل تحديد حصص (كوتا) خاصة بهم، قال غوران هانسون، رئيس الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم التي تمنح جوائز العلوم، إن ذلك قد تم استبعاده. وصرّج لوكالة فرانس برس في مقابلة نُشرت الإثنين الماضي، "لقد قررنا أنه لن يكون لدينا حصص للجنس أو العرق". وأوضح أن على الناس الفوز "لأنهم توصلوا إلى أهم اكتشاف". وقال هانسون إن الفكرة تمت مناقشتها آخر مرة منذ نحو ثلاثة أسابيع، لكنها رفضت لأنها "ستكون، كما نخشى، قد اعتبرت أن هؤلاء الفائزين بالجائزة حصلوا على الجائزة لأنهم نساء، وليس لأنهم الأفضل".
لكن النقاد يقولون إن عملية الاختيار لا تأخذ في الحسبان كيف فضلت التمييز الجنسي والعنصرية الممنهج تاريخياً الرجال البيض ومنعت العديد من النساء والأشخاص الملوّنين من الصعود إلى قمة مجالاتهم.
وأقر هانسون بأن العملية لم تكن دائماً عادلة. وقال: "إنه لأمر محزن أن هناك عددًا قليلاً جدًا من النساء الحاصلات على جائزة نوبل، وهذا يعكس الظروف غير العادلة في المجتمع، لا سيما في السنوات الماضية، لكنها لا تزال قائمة". أضاف: "وهناك الكثير لفعله. إن تخصيص حصة (للنساء) لإصلاح الخلل لن يتماشى مع روح وصية ألفريد نوبل الأخيرة".
وكان ألفريد نوبل، وهو عالم صناعي وكيميائي سويدي، قد وضع القواعد التأسيسية للجوائز في وصيته، والتي كُتبت قبل عام من وفاته في عام 1896. وذكر على وجه التحديد أن اللجنة لا ينبغي أن تنظر في جنسية المرشح عند منح الجائزة.
ورأت الصحيفة أنه في السنوات التي تلت ذلك، أصبحت الجائزة مرادفة لقمة الإنجاز المهني. لكن إنجازات العديد من النساء والملوّنين لم تكن جزءاً من هذا التاريخ. وكانت الفجوة بين الجنسين شديدة وبشكل خاص في مجال العلوم. فقط أربعة من بين أكثر من 200 فائز في تاريخ جائزة الفيزياء كانوا من النساء. وفي العام الماضي، كانت العالمات إيمانويل شاربنتييه وجنيفر دودنا أول امرأتين تفوزان بجائزة نوبل في الكيمياء من دون وجود متعاون من الذكور.
ولا يزال مستلمو الجائزة من البيض بشكل ساحق. كان أكثر من عشرة من الفائزين بجائزة نوبل من السود، ولم يفز أي شخص أسود، ذكراً كان أو أنثى، في فئة العلوم، بحسب مؤسسة سميثسونيان.
وقال هانسون إنه وزملاءه حاولوا سد هذه الفجوات من خلال تشجيع المزيد من التنوع في عملية الترشيح. وقال: لقد تأكدنا من معرفتنا في اللجان والأكاديميات. لقد تلقينا محاضرات من قبل علماء الاجتماع، وأجرينا مناقشات جماعية، وبذلنا الكثير من الجهد في ذلك".
وأوضح أن جزءاً من المشكلة هو أن "حوالى 10 في المائة فقط من أساتذة العلوم الطبيعية في أوروبا الغربية أو أميركا الشمالية هم من النساء، وحتى عددهن أقل إذا ذهبت إلى شرق آسيا". وأضاف: "نحن بحاجة إلى مواقف مختلفة تجاه النساء في مجال العلوم، حتى يحصلن على فرصة لتحقيق هذه الاكتشافات التي يتم تكريمها".
في تغريدة هذا الشهر، سلطت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة تركز على المساواة بين الجنسين، الضوء على مدى ندرة اختراق النساء لسقف جائزة نوبل. وقالت فيها: "لسوء الحظ، فإن التمثيل الناقص للحائزين على جائزة نوبل على مر السنين هو مجرد مؤشر آخر على التقدم البطيء في مجال المساواة بين الجنسين".
نقله إلى العربية: الميادين نت