"واشنطن بوست": تصاعد جرائم المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة
وجدت وكالة تابعة للأمم المتحدة أن 115 فلسطينياً تعرضوا للضرب أو للهجوم من قبل المستوطنين منذ بداية العام 2021، مما أسفر عن استشهاد أربعة فلسطينيين.
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في تقرير لها إن المستوطنين الإسرائيليين قد ضاعفوا بشكل كبير من هجماتهم على الفلسطينيين في الضفة الغربية خلال الأشهر الأخيرة، حيث ارتفعت حوادث العنف بنحو 150 في المائة في العامين الماضيين، وفقاً لبيانات قدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي في اجتماع وزارة الأمن الإسرائيلية هذا الشهر.
ووجدت وكالة تابعة للأمم المتحدة بشكل منفصل أن 115 فلسطينياً تعرضوا للضرب أو للهجوم من قبل المستوطنين منذ بداية العام 2021، مما أسفر عن مقتل أربعة فلسطينيين. وتم توثيق أكثر من 300 حادثة تدمير للممتلكات، بما في ذلك قطع أشجار الزيتون وحرقها خلال موسم حصاد الخريف، خلال نفس الفترة الزمنية.
وقالت الصحيفة إن موجة الضرب والحرق المتعمد والتخريب ورشق الحجارة - معظمها في الأماكن التي تقع فيها المزارع والبساتين الفلسطينية بجوار المستوطنات اليهودية المقامة على الأراضي الفلسطينية التي احتلتها "إسرائيل" في حرب عام 1967 – دفعت بعض قادة الائتلاف الحاكم في "إسرائيل" إلى الدعوة إلى قمع عنف المستوطنين.
وعقد وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس اجتماعاً للمسؤولين الأمنيين في وقت سابق من هذا الشهر وقال إن الجيش سيصدر أوامر جديدة يوجّه فيها الجنود لبذل المزيد لمنع الحوادث وحماية الفلسطينيين، وفقاً لتقارير إعلامية. وقال غانتس في بيان بعد الاجتماع: "جرائم الكراهية هي الأصل الذي ينمو منه الإرهاب وعلينا استئصاله".
وأشارت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هو المسؤول عن الأمن في مناطق الضفة الغربية المحتلة حيث توجد المستوطنات، لكن مقاطع الفيديو التي جمعتها مجموعات حقوق الإنسان الإسرائيلية تظهر أن الجنود لا يفعلون الكثير للتدخل أثناء الأحداث.
وتقول الجماعات الحقوقية إن الجنود من المرجح أن يقوموا باحتجاز الفلسطينيين أكثر من المستوطنين، وفي بعض الحالات ساعدوا المستوطنين في هجماتهم على الفلسطينيين. لكن في حالات أخرى اشتبك المستوطنون مع جنود إسرائيليين.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان، "إن أي ادعاء بأن الجيش الإسرائيلي يدعم أو يسمح بالعنف من قبل السكان في المنطقة هو ادعاء كاذب".
من جهتهم، احتج المستوطنون على أن الشكاوى تتجاهل العنف والتخريب الذي يمارسه الفلسطينيون في الضفة الغربية و"إسرائيل". وتتراوح تلك الحوادث من تهشيم إطارات وإلقاء حجارة على مركبات وطعن وهجمات دهس ضد جنود إسرائيليين. ففي أيار / مايو الماضي، قُتل طالب يهودي يبلغ من العمر 19 عاماً في إطلاق نار من سيارة مسرعة بينما كان ينتظر في محطة للحافلات على جانب الطريق. وأدين رجل فلسطيني في القضية. ويقول المدافعون عن حقوق الانسان "إن الجرائم التي يرتكبها الفلسطينيون تتم ملاحقتها قضائيا بقوة بينما يمر عنف المستوطنين عادة من دون عقاب".
ويوم الأربعاء الماضي، سلم قادة الأمن الإسرائيلي - مجموعة من أكثر من 300 مسؤول عسكري وأمني واستخباراتي إسرائيلي متقاعد - رسالة إلى أعضاء الكنيست الإسرائيلي، استنكروا فيها عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين باعتباره "تهديداً لسيادة القانون والمكانة الدولية لدولة إسرائيل". وقالوا إن "مجموعات من المستوطنين ترتكب أعمال عنف مميتة ضد الفلسطينيين - معظمهم من القرويين العاجزين - في المناطق الخاضعة لسيطرتنا. هذا غير مقبول تماماً من منظور أخلاقي وإنساني، ويتعارض مع القيم اليهودية لإسرائيل".
نقله إلى العربية: الميادين نت