"واشنطن بوست": إدارة بايدن سمحت للهجمات اليمينية بإفشال جهود مكافحة التضليل
جاء تعليق عمل مجلس إدارة مكافحة المعلومات المضللة الأميركي المنشأ حديثاً بعد أن تعرضت رئيسة المجلس لهجمات يمينية منسقة عبر الانترنت.
استقالت نينا يانكوفيتش، المديرة التنفيذية لمجلس مكافحة المعلومات المضللة التابع لوزارة الأمن الداخلي الأميركية، أمس الأربعاء، بعد أقل من شهر من تولي منصبها.
وكانت وزارة الأمن الداخلي الأميركي قد أعلنت في صباح يوم 27 نيسان / أبريل الماضي، عن إنشاء أول مجلس لمكافحة المعلومات المضللة بهدف معلن هو "تنسيق مكافحة المعلومات المضللة المتعلقة بالأمن الداخلي". واختارت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن نينا يانكوفيتش، الشخصية المعروفة في مجال مكافحة التضليل والتطرف، كمديرة تنفيذية لمجلس الإدارة.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، بررت يانكوفيتش استقالتها بأنها تنتظر ولادة طفل وأن قضاء وقت مع عائلتها يأتي على رأس أولوياتها. وقالت: "في الخريف، أخطط لمواصلة العمل الذي قمت به طوال مسيرتي المهنية لبناء الوعي بخصوص المعلومات المضللة في المجال العام والعمل على القضايا المتعلقة بالحرب الروسية في أوكرانيا ومواصلة عملي المتعلق بحرية النساء في التعبير على الإنترنت".
وأثار تأسيس ذلك المجلس وتعيين يانكوفيتش لرئاسته رد فعل شرساً من منتقدين يمينيين وشكوكاً من بعض الخبراء في المجال.
ولم ترد وزارة الأمن الداخلي على الفور على رسالة من الصحيفة تطلب التعليق على استقالة يانكوفيتش.
وأشارت الصحيفة إلى أنه عند تسمية يانكوفيتش، البالغة من العمر 33 عاماً، لإدارة مجلس الإدارة الذي تم إنشاؤه حديثاً، اختارت الإدارة الأميركية شخصاً يتمتع بخبرة واسعة في مجال المعلومات المضللة، والتي ظهرت كقضية ملحة ومهمة. فهي مؤلفة كتابين حول حرب المعلومات وتعبير المرأة أونلاين. وتضمنت حياتها المهنية أيضًا مهاماً في العديد من مراكز الفكر والمنظمات غير الربحية، وتضمنت أعمالاً ركزت على تعزيز المؤسسات الديمقراطية. وكان عملها يحظى باحترام كبير ضمن المجتمع الصغير من باحثي المعلومات المضللة.
وذكرت الصحيفة أنه بعد ساعات من الإعلان عن تعيين يانكوفيتش، تم تسليط الضوء عليها من قبل نفس القوى التي كرّست حياتها المهنية لقتالها. فقد تلقى مجلس الإدارة نفسه ووزارة الأمن الداخلي انتقادات بسبب "الاسم المشؤوم" والتفاصيل الضئيلة لمهمة محددة. لكن يانكوفيتش كانت في الطرف المتلقي لأقسى الهجمات، مع سوء وصف دورها لأنها أصبحت هدفاً أساسياً على منصات الإنترنت اليمينية. لقد تعرضت لوابل لا هوادة فيه من المضايقات وسوء المعاملة بينما تستمر التحريفات غير المضبوطة لعملها في الانتشار.
اليوم، بعد ثلاثة أسابيع فقط من إعلان مجلس إدارة المعلومات المضللة، يتم توقيفه مؤقتاً، وفقاً لعدد من الموظفين في وزارة الأمن الوطني. فيوم الاثنين الماضي، قررت وزارة الأمن الداخلي إغلاق المجلس، بحسب أشخاص عديدين على دراية بالوضع. وبحلول صباح الثلاثاء، كتبت يانكوفيتش خطاب استقالتها رداً على حل مجلس الإدارة.
لكن ليلة الثلاثاء، استدعيت يانكوفيتش إلى مكالمة عاجلة مع مسؤولي وزارة الأمن الداخلي الذين أعطوها خيار البقاء، حتى عندما تم تعليق عمل الوزارة بسبب رد الفعل العنيف الذي واجهته، وفقاً لأشخاص على دراية بالمكالمة.
وركزت مجموعات العمل داخل وزارة الأمن الداخلي على التضليل والمعلومات الخاطئة والمعلومات المضللة.
وصباح يوم أمس الأربعاء، استقالت يانكوفيتش رسمياً من منصبها داخل القسم.
وقال متحدث باسم وزارة الأمن الداخلي لصحيفة واشنطن بوست في بيان: "تعرضت نينا يانكوفيتش لاعتداءات شخصية غير مبررة وشريرة وتهديدات جسدية. في جلسات الاستماع في الكونغرس وفي المقابلات الإعلامية، دافع الوزير عنها مراراً على أنها مؤهلة بشكل بارز وأكد على أهمية عمل مكافحة المعلومات المضللة الذي تقوم به الوزارة، وسيواصل القيام بذلك".
تُعد تجربة يانكوفيتش مثالاً رئيسياً على كيفية عمل الجهاز الالكتروني اليميني، حيث يحاول المؤثرون اليمينيون المتطرفون تحديد هدف، وتقديم سردية ما ثم تكرار سوء التوصيف عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية بهدف تشويه سمعة ومهاجمة أي شخص يسعى إلى تحديهم.
نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت