"هآرتس": هكذا تسببت سارة نتنياهو بمقتل 13 جندياً إسرائيلياً في لبنان
تحدّث مقال هآرتس عن شهادة العميد المتقاعد في الجيش الإسرائيلي أمل أسعد واقتراحه خطة للانسحاب من لبنان، وكيف استشار بنيامين نتنياهو زوجته سارة في مسألة تبنّي هذه الخطة.
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالاً لأمير أورن، اليوم الأربعاء، تحدّث فيه عن شهادة العميد المتقاعد في "الجيش الإسرائيلي" أمل أسعد واقتراحه خطة للانسحاب من لبنان، وكيف استشار بنيامين نتنياهو زوجته سارة في مسألة تبنّي هذه الخطة أم لا.
وتنشر الميادين نت ترجمته الحرفية:
كل الأوصاف المحرجة والمخزية لسلوك الزوجين الإمبراطوريين انضمت الآن إلى شهادة العميد في الاحتياط أمل أسعد. مظلّي، مقاتل، قائد، ضابط كبير، أخ ثكل. جرح بمعارك لبنان، من عام 1982 مروراً بنيابة قائد وحدة الارتباط (يكال) إلى تفضيله التسرّح من الخدمة الدائمة وعدم انتظار الترقية إلى رتبة اللواء، الذي يعدّه له رئيس الأركان شاؤول موفاز.
في عام 1999، لم يكن أسعد أحد معارضي نتنياهو. مواقف الليكود بزعامة نتنياهو بدت له أفضل من مواقف حزب العمل بقيادة إيهود باراك.
إحدى الأفكار التي اشتعلت فيه وفشل في تسويقها لوزيري الأمن، إسحاق مردخاي وموشيه أرينس: الخروج من لبنان.
كانت لديه خطة مفصلة، من أربع إلى خمس صفحات. في جوهرها: الاعتراف بأنّ البقاء في جنوب لبنان لا يحمي الجليل، وعَرَض الخروج في مسار علني وقويّ، مصحوباً بدخول فوري من فرقتين وعرض الأهداف التي سيتمّ مهاجمتها بعد الخروج، إذا تجرّأ حزب الله على مهاجمة "إسرائيل".
من خلال السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، رتّب لأسعد لقاء مع نتنياهو. تمّ عرض الخطة ومناقشتها. نتنياهو تردّد. تقترب انتخابات رئيس الحكومة والكنيست: نتنياهو ضدّ باراك ضدّ مردخاي.
في وقت لقاء نتنياهو -أسعد، لم يكن باراك قد تعهّد بعد بانسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان، في غضون عام من أداء اليمين لحكومته في حال انتخابه، وكان باراك مجرّد مرشّح .
القوة هي في يد رئيس الحكومة المتولي هذا المنصب. إذا أعلن نتنياهو أنّه ينوي الخروج من لبنان، ستكون لهذه الخطوة معنى حاسم.
يوم الجمعة، في وقت مبكر من بعد الظهر، جلس أسعد مع نتنياهو في غرفة العمل في الطابق الأرضي. قرأ نتنياهو وفكّر وطلب من أسعد الإذن بالتشاور مع زوجته سارة. لم يبقَ لأسعد المتفاجئ أيّ استجابة جوهرية.
نزلت سارة نتنياهو من مكان إقامتها، وقرأت خطة العميد أسعد لخروج الجيش الإسرائيلي من لبنان، ربيع 1999.
هي لم ترفضها، ثقل مسؤولية القائد واضح فيها. من الواضح أنّها كانت تتصارع مع الاعتبارات هنا أو هناك. أخيراً، انتهى وقت الأفكار وحان وقت اتخاذ القرار القيادي.
"لا"، قالت سارة في عام 1999، وعين عام 2022 تذكر غيداء الريناوي الزعبي باعتبارها آخر إمبراطور روماني في الكولوسيوم. "لن نخرج من لبنان الآن"، قالت سارة.
وهكذا، بكلّ بساطة، لم تغادر "إسرائيل" لبنان قبل عام من "شفق الصباح" في أيار/مايو 2000، (اسم عملية الانسحاب من لبنان). وأمر رئيس الوزراء نتنياهو، بتحويل القرار إلى السلطة العليا (سارة)، والذي بموجب ما ستنطقه سيحكم بيبي وسيتحرّك.
معنى الأمور لا يحتاج إلى تأكيد. هي بحدّ ذاتها مدوية. في هوامشها هناك حقيقتان: هي تسند شهادات نير حيفتس وعوزي أراد في قضية التشهير ضدّ أولمرت، وهي تتناقض مع رواية بنيامين نتنياهو في ملفات الزوجين المتهمين بهما.
ومع ذلك هناك فرق بين الشمبانيا والسيجار ("وجبات من خمسة أطباق"، نتنياهو في ملف التبذير بمقرّ الإقامة)، وتنصيب لواء، وتعيين رئيس هيئة أركان أو رؤساء موساد وشاباك، وبين قرار سياسي وأمني من الدرجة الأولى: الخروج من لبنان. حرب مع إيران. استخدام سلاح يوم الدين.
في العام الأخير من بقاء "الجيش الإسرائيلي" في لبنان، قُتل 12 أو 13 جندياً، هناك وعلى الحدود، وهذا مرتبط في كيفية إلحاق هؤلاء في هذه الجبهة.