"نيويورك تايمز": بيلوسي غادرت تايوان تاركة وراءها أزمة
أعلنت الصين قيوداً تجارية جديدة على تايوان بما في ذلك تعليق استيراد بعض الفاكهة والأسماك وحظر تصدير الرمال إلى الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي.
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إنه تم الترحيب برئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي في تايوان من قبل القادة التايوانيين المتحمسين لقبول الدعم الأميركي. لكنها عندما غادرت أمس، تركت وراءها أزمة.
فقد التقت بيلوسي مع المشرعين التايوانيين ثم مع رئيسة تايوان تساي إنغ-وين، وقدمت تأكيدات بالدعم الأميركي للجزيرة التي تزعم الصين أنها تابعة لها.
وقالت الصحيفة إن بيبوسي تركت أزمة وراءها، ومهدت الطريق لسياسة حافة الهاوية الجديدة بين الصين والولايات المتحدة في الصراع على القوة والنفوذ في آسيا. وتستعد تايوان الآن لبدء بكين التدريبات العسكرية بالذخيرة الحية اليوم الخميس، في تصعيد لم يسبق له مثيل في الآونة الأخيرة. خلال التدريبات، من المتوقع أن تطوق القوات الصينية الجزيرة، وتسقط الصواريخ في البحار على بعد 10 أميال فقط من ساحلها.
وأضافت الصحيفة أن هذه الاجتماعات، على الرغم من كونها سطحية من حيث الجوهر، قد لاقت ترحيباً واسع النطاق في تايوان باعتبارها انتصاراً رمزياً نادراً أظهرت فيه قوة أجنبية كبرى دعمها في مواجهة معارضة شديدة من الصين.
قامت بيلوسي بالرحلة على الرغم من إحباط الرئيس جو بايدن، وهي أعلى عضو في حكومة الولايات المتحدة تزور الجزيرة منذ 25 عاماً. واعتبرت الصين ذلك إهانة.
وأكدت بيلوسي، التي توجهت إلى كوريا الجنوبية في وقت متأخر من بعد ظهر أمس الأربعاء، دعم الولايات المتحدة لتايوان، وأشادت بمعالجة تايوان لوباء كوفيد والتقت بقادة حقوق الإنسان. في كل لحظة كانت تنقل أيضًا رسالة لا لبس فيها: يمكن لبكين عزل تايوان، لكنها لا تستطيع منع القادة الأميركيين من السفر إلى هناك.
قدمت بيلوسي أيضاً تعهدات اقتصادية، حيث من المأمول توقيع صفقة تجارية وشيكة بين تايوان والولايات المتحدة وشيكة وعقدت اجتماعاً ودياً مع رئيس شركة T.S.M.C العملاقة للرقائق التايوانية. تعتبر الشركة واحدة من أكثر الشركات أهمية من الناحية الجيوسياسية في العالم. تم التودد للشركة من قبل المسؤولين الأميركيين على أمل زيادة الإنتاج المحلي من الرقائق الدقيقة.
وتمت رحلة بيلوسي على خلفية التحذيرات الساخنة المتزايدة من بكين. فإلى جانب التدريبات العسكرية، ضربت سلسلة من عمليات الاختراق المواقع الالكترونية الحكومية التايوانية. واستخدمت الصين مكانتها كأكبر شريك تجاري لتايوان للهجوم، وأعلنت قيوداً تجارية جديدة أمس الأربعاء، بما في ذلك تعليق استيراد بعض الفاكهة والأسماك من تايوان وحظر تصدير الرمال إليها، وهي مادة بناء رئيسية.
ورأت الصحيفة أن زيارة بيلوسي قد تؤدي كذلك إلى الإضرار بمساعي البيت الأبيض لحشد الدعم ضد الصين من الحلفاء الرئيسيين في المنطقة الذين يقول المحللون إنهم شعروا بالتهميش بسبب الرحلة، والإحباط بسبب التوترات المتصاعدة.
وأضات أنه أثناء قيام بيلوسي بجولة في تايبه، عاصمة تايوان، تبع ذلك في بعض الأحيان أجواء كرنفالية تقريباً. لكن الجو صار أكثر خطورة عبر المضيق الذي يفصل بين الصين وتايوان، بالنظر إلى الإمكانات الحقيقية لمواجهة عسكرية. وستمثل التدريبات الصينية بالذخيرة الحية تحدياً مباشراً لما تعتبره تايوان أراضيها. وأشارت إحداثيات التدريبات إلى أنها يمكن أن تتم في أقرب مسافة من الاختبارات السابقة خلال المواجهة قبل 26 عاماً.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ أمس إن المزيد من الأعمال الانتقامية ضد الولايات المتحدة وتايوان ستنجم عن زيارة بيلوسي.
وقالت هوا: "بالنسبة للإجراءات المضادة المحددة، ما يمكنني قوله هو أنها ستشمل كل ما يجب تضمينه. الإجراءات المعنية ستكون حازمة وقوية وفعالة، وسيواصل الجانب الأميركي والقوى الانفصالية في تايوان الشعور بها".
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قد أمضت شهوراً في بناء استراتيجية اقتصادية ودبلوماسية في آسيا لمواجهة الصين، وتركت زيارة بيلوسي الحلفاء يتساءلون عن الضرر الذي لحق بالجبهة الموحدة للرئيس. فقد سعت أوروبا، التي لا تدعم استقلال تايوان في الغالب، إلى البقاء بعيداً عن الصراع.