"نيوز 1": إيران تضع معادلة جديدة للرد على القصف الإسرائيلي في سوريا
الكاتب الإسرائيلي يوني بن مناحم، يقول إن إيران تقرر الرد على القصف الإسرائيلي في سوريا بمهاجمة سفن إسرائيلية في عرض البحر، لأنهم في هذه الساحة لديهم تفوق عسكري على "إسرائيل".
موقع "نيوز 1" الإسرائيلي ينشر مقالاً للكاتب يوني بن مناحم، يتحدث فيه عن معادلة إيران الجديدة للرد على الهجومات الإسرائيلية، ويشير إلى أن الإيرانيين اختاروا توسيع الحرب البحرية ضد "إسرائيل"، لأنهم في هذه الساحة لديهم تفوق عسكري عليها. وفيما يلي نص التقرير المنقول إلى العربية:
تُغير إيران قواعد اللعبة وتضع معادلة جديدة رداً على القصف الإسرائيلي في سوريا ضد أهداف إيرانية وأخرى لحزب الله. إيران قررت أن الرد على ذلك سيكون بمهاجمة سفن إسرائيلية، أو سفن أجنبية بملكية إسرائيلية في عرض البحر، وهذا تقدير كبار المسؤولين الأمنيين في "إسرائيل" بعد الهجوم بنهاية الأسبوع ضد السفينة "ميرسر ستريت" في خليج عمان.
ونتيجة الهجوم المذكور قتل اثنين على متن السفينة أحدهما بريطاني والآخر روماني. والسفينة بملكية يابانية لكن تديرها شركة بريطانية خاصة، يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر.
وبحسب التقديرات لمصادر أمنية إسرائيلية، فقد تعرضت السفينة لهجوم من قبل مسيّرتين انتحاريتين، قد تحطمتا على متن السفينة الواحدة بعد الثانية. ويبدو أن الطائرتين المسيّرتين انطلقتا من سفينة إيرانية في وسط البحر أجرت عملية تعقب استخباري مطول للسفينة "ميرسر ستريت".
الطائرات المسيّرة الإيرانية دقيقة ولديها القدرة على الطيران لمسافات طويلة تصل إلى مئات وحتى آلاف الكيلومترات، فهي خطيرة للغاية.
هذا هو الهجوم الإيراني الخامس ضد سفن إسرائيلية، أو تلك التي يعتبرونها كذلك، والتقدير في "إسرائيل" هو أن الإيرانيين اختاروا توسيع الحرب البحرية ضد "إسرائيل"، لأنهم في هذه الساحة لديهم تفوق عسكري عليها، ولدى إيران أسطول بحري ضخم، وطائرات مسيّرة وصواريخ دقيقة قادرة على الوصول إلى مدى إصابة من مسافة تبعد مئات الكيلومترات بل وآلاف الكيلومترات عبر سفن من دون أن تستطيع "إسرائيل" حمايتها. ونحو 90% من البضائع التي تصل إلى "إسرائيل" عن طريق البحر، الأمر الذي يمنح إيران الفرصة لضرب الكثير من الأهداف في وسط البحر.
لم يحاول الإيرانيون إخفاء مسؤوليتهم عن الهجوم ضد سفينة "ميرسر ستريت"، إذ أفادت قناة "العالم" الإيرانية نقلاً عن مسؤولين إيرانيين أن الهجوم جاء رداً على الهجوم الإسرائيلي الأسبوع الماضي على مطار "الضبعة" بالقرب من مدينة القصير في منطقة حمص في سوريا.
تحاول إيران إرسال رسالة إلى "إسرائيل" عبر الهجوم بأنها لن تسلم بالقصف الإسرائيلي لأهداف في سوريا للمحور الذي تترأسه، وأن "إسرائيل" مكشوفة أمام مهاجمة أهداف إسرائيلية في عرض البحر من دون أن تكون قادرة على حمايتها.
قال مسؤولون كبار في "تل أبيب" إن "إسرائيل سترد عسكرياً على هجوم إيران الإجرامي ضد المدنيين الأبرياء، وإن إسرائيل ستستمر في مهاجمة أهداف في الأراضي السورية لمنع التمركز العسكري الإيراني ونقل الأسلحة إلى حزب الله ومشروع الصواريخ الدقيقة".
عقوبات على الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية
الهجوم الإيراني ضد السفينة "ميرسر ستريت" جاء قبل أيام قليلة من دخول الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي إلى السلطة، فيما المحادثات النووية في فيينا بعد 6 جولات من المناقشات عالقة.
الهجوم على السفينة "ميرسر ستريت" يورط إيران ليس فقط مع "إسرائيل" ولكن أيضاً مع بريطانيا ورومانيا واليابان. وأطلقت "إسرائيل" الآن حملة دولية تطالب بمعاقبة إيران على "أنشطتها الإرهابية العالمية". الرسالة الإسرائيلية هي أنه على العالم تقييد إيران ومعاقبتها على "أنشطتها الإرهابية" وإنتاج الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، وليس فقط فرض قيود في الملف النووي.
مصادر أميركية أفادت أن الولايات المتحدة تدرس خطة لفرض عقوبات على برنامج الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيّرة لإيران، هذا ما أفادت به صحيفة "وول ستريت جورنال" في نهاية هذا الأسبوع.
وترى الولايات المتحدة في هذه القدرات لدى إيران، تهديداً آنياً للاستقرار في الشرق الأوسط. ويستعد الأميركيون للتركيز على عوامل الشراء والموردين الذين يشترون قطع غيار لبناء العديد من الطائرات المسيرة والصواريخ الدقيقة.
الطائرات المسيرة الإيرانية التي تمتلكها القوات الحليفة لإيران غيّرت وجه الحرب الجوية في المنطقة ويمكنها الطيران لمسافات تصل إلى مئات بل وآلاف الكيلومترات وضرب أهداف بدقّة كبيرة.
تفاخر قائد حرس الثورة الإيرانية الجنرال حسين سلامي، الشهر الماضي بأن بلاده تمتلك طائرات مسيّرة يمكن أن تطير 7000 كيلومتر وتهبط في أي مكان. الطائرات المسيّرة هي نوع من أسلحة الحرب الحديثة التي تهدد كل دولة، وتجد معظم الرادارات الموجودة، صعوبة في تحديد مكانها أثناء الطيران.
إن الاهتمام الأميركي الإسرائيلي بموضوع الطائرات المسيّرة بدأ بعد الهجوم الذي نسب لـ"الحوثيين" بواسطة الصواريخ الباليستية والمسيرات المفخخة ضد منشآت النفط لشركة "آرامكو" بالسعودية، في 14 أيلول/سبتمبر 2019، حيث أصابت الطائرات المسيّرة التي تحلق لمسافات طويلة بمئات الكيلومترات أهدافاً دقيقة وألحقت أضراراً جسيمة.
يوجد تنسيق أمني بين "إسرائيل" والولايات المتحدة فيما يتعلق بقضية الطائرات المسيرة الإيرانية، وليس من المستبعد أن يتم إقامة هذا التعاون أيضاً بين الولايات المتحدة والأردن.
في مجموعة العمل المشتركة الإسرائيلية الأميركية التي اجتمعت في واشنطن قبل أكثر من شهرين، اقترحت "إسرائيل" أن يضم التعاون بين والولايات المتحدة و"إسرائيل" دول عربية تواجه خطر الطائرات المسيّرة مثل السعودية والأردن.
كذلك، اقترح الطاقم الإسرائيلي إنشاء "منطقة حظر طيران" في سماء الشرق الأوسط أمام الطائرات المسيّرة الإيرانية، وكل مسيّرة تحلق في هذه المنطقة يتم اسقاطها.