موقع أميركي: "حماقة" ماكرون قد تقود "الناتو" نحو صراع نووي مع روسيا
يقول موقع أميركي إنه إذا أصرّت فرنسا ودول البلطيق على إرسال قوات إلى أوكرانيا، فإنّ فرنسا ستقود الشعب الأميركي إلى طريق نحو صراع نووي.
تناول موقع (تيب إن سايتس) "tipp in sights" الأميركي في تقرير، ما أعلنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن اعتزام بلاده إرسال قوات خاصة إلى أوكرانيا، وهو ما يعني إدخال قوات مقاتلة تابعة لإحدى دول "الناتو" إلى مسرح الحرب في أوكرانيا.
وبحسب الموقع، يبدو أنّ فرنسا تراهن "بسذاجة" على أنّ عضويتها في حلف شمال الأطلسي "الناتو" من شأنها أن تمنع روسيا من مهاجمة القوات الفرنسية. بل من المحتمل جداً أن تهاجم روسيا أي وحدة فرنسية/بلطيقية في أوكرانيا وتدمر وتضعف قدرتها القتالية بسرعة. وإذا هاجم الحلف بعد ذلك أهدافاً استراتيجية داخل روسيا، فعند هذه النقطة ستتولى العقيدة النووية الروسية زمام الأمور، وسيتم ضرب مراكز صنع القرار في حلف شمال الأطلسي بالأسلحة النووية.
وفيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية:
تشير التقارير إلى أنّ فرنسا تستعد لإرسال قوة قوامها نحو 2000 جندي، - وهو ما يقرب من لواء معزز يتألف من كتيبة مدرعة وكتيبتين آليتين، مع قوات لوجستية وهندسية ومدفعية مساندة ملحقة - إلى أوكرانيا "في وقت ما في المستقبل غير البعيد".
إنّ هذه القوة هي قوة رمزية بحتة، حيث أنّ قدرتها على البقاء في صراع حديث شديد الحدة لا تقل عن نطاق وحجم ما يحدث في أوكرانيا اليوم. ولن يتم نشرها مباشرة في منطقة الصراع، ولكنها ستكون بمثابة:
(1) قوة فرز/ سلك تعثر لوقف تقدم روسيا؛ أو (2) نشر قوة بديلة في منطقة غير نشطة لإتاحة الفرصة للجنود الأوكرانيين للقيام بمهمة قتالية. وبحسب ما ورد سيتم استكمال اللواء الفرنسي بوحدات أصغر من دول البلطيق.
وهذا من شأنه أن يعني إدخال قوات مقاتلة تابعة لإحدى دول "الناتو" إلى مسرح الحرب، مما يجعلها "أهدافاً مشروعة" بموجب قانون الحرب.
ومن الواضح أنّ مثل هذه الوحدات تفتقر إلى تفويض "الناتو". ولكن من وجهة نظر روسيا فإنّ هذا قد يشكل تمييزاً دون أي فرق. ويبدو أنّ فرنسا تراهن "بسذاجة" على أنّ عضويتها في حلف شمال الأطلسي "الناتو" من شأنها أن تمنع روسيا من مهاجمة القوات الفرنسية. بل من المحتمل جداً أن تهاجم روسيا أي وحدة فرنسية/بلطيقية في أوكرانيا وتدمر وتضعف قدرتها القتالية بسرعة.
في هذه الحالة، ربما يحسب الرئيس الفرنسي ماكرون أنه بعد الهجمات الروسية على قوات الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي - سواء كان تفويضاً من الناتو أم لا - يمكنه استدعاء المادة الخامسة من ميثاق "الناتو" وإقناع الحلف بالتدخل. ومن المرجّح أن يتخذ مثل هذا التدخل شكل طائرات تعمل من دول "الناتو" - وربما يشمل مهام اعتراض ضد أهداف تكتيكية داخل روسيا.
على شفا حرب نووية؟
من الناحية العقائدية والقانونية، فإنّ ردّ روسيا سوف يكون بشن ضربات انتقامية أيضاً ضد أهداف في دول حلف شمال الأطلسي. وإذا هاجم الحلف بعد ذلك أهدافاً استراتيجية داخل روسيا، فعند هذه النقطة ستتولى العقيدة النووية الروسية زمام الأمور، وسيتم ضرب مراكز صنع القرار في حلف شمال الأطلسي بالأسلحة النووية.
ونحن لا نعتقد أنّ روسيا قد تبادر إلى شن هجوم نووي ضد الولايات المتحدة، بل إنها ستترك الأمر للولايات المتحدة لتقرر ما إذا كانت راغبة في المجازفة بالدمار من خلال الاستعداد لشن ضربة نووية على روسيا. ومع ذلك، فقد تحسنت القوات الاستراتيجية الروسية إلى درجة أنّ قدرتها في بعض المناطق - الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت على سبيل المثال - تفوق قدرات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
بعبارة أخرى، قد يكون الإغراء الروسي بالضربة أولاً أقوى قليلاً مما كان عليه خلال الأزمات الماضية، ونحن أقل ثقة إلى حدّ ما في أن روسيا قد ترغب في "الذهاب ثانياً".
هناك عامل آخر مثير للقلق وهو أنّ الروس من المرجح أن يصدقوا أنّ حماقة ماكرون تحظى بموافقة ضمنية من بعض المسؤولين الأميركيين والغربيين الرئيسيين الآخرين، الذين يبدو أنهم يائسون لإيجاد طريقة ما لتغيير مسار الحرب في أوكرانيا - وخصوصاً مع اقتراب الانتخابات.
ما يجب القيام به
يتعين على أوروبا أن تدرك أنّ فرنسا تقودها إلى طريق التدمير الذاتي الحتمي.
كما يتعين على الشعب الأميركي أن يفهم أنّ أوروبا تقوده إلى أعتاب الإبادة النووية. وبما أنّ القادة الروس قد يشتبهون في أنّ ماكرون يعمل جنباً إلى جنب مع واشنطن، فإنّ الولايات المتحدة بحاجة إلى توضيح موقفها علناً وبشكل لا لبس فيه.
وإذا أصرّت فرنسا ودول البلطيق على إرسال قوات إلى أوكرانيا، فلا بدَّ أن يكون من الواضح أيضاً أنّ مثل هذا العمل لا يتمتع بتفويض من حلف شمال الأطلسي؛ وأنّ المادة الخامسة لن يتم تفعيلها نتيجة لأي انتقام روسي؛ وأنّ الترسانة النووية الأميركية، بما في ذلك الأسلحة النووية التي تشكل جزءاً من قوة الردع التابعة لمنظمة حلف شمال الأطلسي، لن يتم استخدامها نتيجة لأي عمل عسكري روسي ضد القوات الفرنسية أو قوات البلطيق.
وفي غياب هذا الوضوح، فإنّ فرنسا ستقود الشعب الأميركي إلى طريق نحو صراع نووي، وهو ما لا يصب بالتأكيد في مصلحة الشعب الأميركي أو الإنسانية نفسها.