"كومسومولسكايا برافدا": ثلاثة عوامل ستغير مسار الحرب الأوكرانية

رئيس مكتب التحليل العسكري السياسي الروسي ألكسندر ميخائيلوف يتحدث عن مجريات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وعن الأسباب التي يمكن أن تشكل عوامل تحول وتغير مسار العملية الخاصة هذا الشتاء.

  • "كومسومولسكايا برافدا": عدد من الأسباب التي يمكن أن تشكل عوامل تحول وتغير مسار العملية الخاصة هذا الشتاء

حدد المحلل العسكري ألكسندر ميخائيلوف، على صفحات صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" المسكوفية، ثلاثة عوامل ستغير مسار العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.

ورأى رئيس مكتب التحليل العسكري السياسي، ألكسندر ميخائيلوف، أن تجمع القوات الروسية في منطقة العملية العسكرية الخاصة قد حدد نقاط انطلاق للهجوم والدفاع، قائلاً: "جنودنا مستعدون بشكل أفضل من العدو للعمليات القتالية في درجات حرارة دون الصفر".

هناك عدد من الأسباب التي يمكن أن تشكل عوامل تحول وتغير مسار العملية الخاصة هذا الشتاء. أولها الضربات الروسية على منشآت الطاقة الأوكرانية. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاطر كبيرة تتمثل في انخفاض الدعم من الغرب وهروب المرتزقة الأجانب المشاركين على نطاق واسع في القتال.

الهجمات على البنية التحتية تبطل نشاط خطوط السكك الحديدية، كما يقول ميخائيلوف في برنامج "ماذا سيحدث؟" عبر أثير إذاعة "كومسومولسكايا برافدا"، فالخدمات اللوجستية المتمثلة في نقل الذخيرة والأسلحة الجديدة والأفراد، ونقل الجنود الجرحى، من خط الاشتباك، وشحن المعدات المتضررة أو التالفة، أو التي تحتاج إلى إصلاح، كل تلك الخدمات متوقفة. يجري الآن إصلاح المعدات الغربية بشكل أساسي في بولندا وأوروبا الشرقية بشكل عام. هذه الخدمات اللوجستية معطلة. وبالتالي، في ما يتعلق بفصل الشتاء، عندما تعظم الحاجة إلى المعدات والوقود، والمولدات الكهربائية، وما إلى ذلك، أي ما يؤمن قضاء فصل الصقيع بشكل طبيعي، يصطدم واقع توصيل الإمدادات بمشاكل لوجستية كبيرة.

وفي ما يلي بعض من تفاصيل المقابلة:

ما مدى خطورة الهجوم المضاد للقوات المسلحة الروسية، في أي اتجاه يرجح أن تتقدم قواتنا؟

خط التماس الآن طويل جداً، يصل إلى نحو 1200 كيلومتر. بدءاً من منطقة خيرسون وحتى حدود منطقة خاركيف، لا تتوقف الاشتباكات، فخط الجبهة بأكمله نشط. صحيح أن الأحوال الجوية تؤدي إلى بعض القيود، فالجانبان يتآلفان مع ما يقتضيه الشتاء، وتتم إعادة تجهيز المقاتلين، وتجهيز الإمداد بالمعدات العسكرية المعدّة لفصل الشتاء بالوسائل والمواد المناسبة من الوقود وزيوت التشحيم. وهذا يشمل تزويد القوات بالمعدات ذات الصلة، ما يجعل من الممكن خلق ظروف معيشية أكثر راحة. في هذا الصدد، فإن القوات الروسية مستعدة بشكل أفضل من العدو. لقد شكلنا خط دفاع طويل وعميق القيادة. يمتد على طول الضفة اليسرى لنهر الدنيبر وعلى طول خط الاشتباك حتى منطقة خاركيف. 

من جانبنا، تتركز قوات إضافية من الأفراد، وتجري عملية تعبئة الجنود الروس للسيطرة على المدن والبلدات في المناطق الروسية الجديدة (التي ضمّتها روسيا)، وذلك لحفظ القانون والنظام هناك، بالإضافة إلى البنى المادية والتقنية. في المقابل، كل شيء أكثر بؤساً على كل الجانب الأوكراني. ونرى أن جميع المحاولات التي قامت بها القوات المسلحة الأوكرانية خلال الأسابيع القليلة الماضية لإحراز أي تقدم قد باءت بالفشل. بعد إعادة تجميع القوات الروسية من خيرسون إلى الضفة اليسرى، لم تعد المدن والبلدات تخضع لسيطرة أوكرانيا. على العكس من ذلك، أصبح عدد من البلدات تحت سيطرة روسيا، وفي مقدمتها بلدات تابعة لجمهورية دانيتسك الشعبية، من التقدم نحو أرتيموفسك (باخموت) وتحرير البلدات الصغيرة في في جوارها، مع توقعات بالوصول إلى سلافيانسك وكراماتورسك. وهذا يؤدي إلى تحقيق التحرير الكامل لأراضي دونباس، كنتيجة رئيسة للعملية الخاصة. دعونا نأمل أن تتحقق هذه الأهداف في الأسابيع المقبلة.

هل تعتقد أن ذلك سيتحقق فعلاً خلال الأسابيع المقبلة؟

أعني تحرير أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية. أسابيع مفهوم فضفاض. لكن يبدو لي أنه في الشتاء، أي بين كانون الأول/ ديسمبر وشباط/ فبراير، ستكون هناك نقطة تحول في مسار الأعمال العسكرية، لأن الجيش الروسي أكثر استعداداً لفصل الشتاء مادياً وتقنياً.  المعدات العسكرية الروسية تعمل في درجات حرارة منخفضة، على عكس المعدات الغربية، التي لا يتم اختبارها دائمًا في هذه الظروف. ووحدات المرتزقة التي يقوم عليها هذا الدعم الجماعي للجيش الأوكراني أشك بشدة في أن أفرادها مستعدون للقتال في درجات حرارة دون الصفر وفي غياب الدعم المناسب. يبدو لي أنه بعد العام الجديد سوف يهربون من أوكرانيا بشكل جماعي.

أعتقد أن الشتاء سيضع كل شيء في مكانه، فـ"الجنرال جليد" تقليدياً في الجانب الروسي. قد يؤدي الوضع على الجبهة إلى مقترحات سياسية من نظام كييف، الذي يعاني من مشاكل مع الطاقة كما يعاني شركاؤه الغربيون، الذين باتوا أقل استعدادًا لتزويده بالسلاح. يبدو لي أن أشكال المساعدة المقدمة إلى أوكرانيا ستتم مراجعتها قريباً من أجل إجراء تخفيض كبير. وسيصرح بذلك السياسيون الأوروبيون، إما قبل حلول العام الجديد أو بعده مباشرة ما سيتسبب بخيبة أمل، بالطبع، بين النخب الأوكرانية. لكن يجب القول إنه حتى النخب الأميركية، المسؤولة مباشرة عن الصراع، قد سئمت من الأجندة الأوكرانية.

 

نقله إلى العربية: عماد الدين رائف 

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.