"غازيتا": لماذا تزود واشنطن كييف بالذخائر العنقودية؟
في تفسير قرار واشنطن تزويد كييف بالذخائر العنقودية، أشار الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أن "هذه الحرب تعتمد على الذخيرة، التي نفدت لديهم، ولدينا القليل منها أيضاً".
يعالج المحلل العسكري في صحيفة "غازيتا" المسكوفية، غريغوري بلاكوشيف، مسألة تزويد الولايات المتحدة الأميركية النظام الأوكراني بالذخائر العنقودية، متوقفاً عند أهمية نفاد الذخائر التقليدية من مستودعات حلف شمال الأطلسي.
فيما يلي نص المقال كاملاً منقولاً إلى العربية:
ستنقل الولايات المتحدة ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا. تم الإعلان عن ذلك في 7 تموز/يوليو في البيت الأبيض. في تفسير هذا القرار، أشار الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أن المقذوفات التقليدية نفدت لدى كييف وواشنطن. في المقابل، وعدت موسكو بالفعل "برد صارم" من الجانب الروسي.
بالتوازي مع ذلك، أشار مساعد الرئيس الأميركي جيك سوليفان إلى أن أوكرانيا لن يتم قبولها في حلف شمال الأطلسي في فيلنيوس. ووفقاً له، كييف "لا تزال بحاجة إلى إجراء إصلاحات" لتلبية المعايير التي تنطبق على المرشحين للانضمام إلى الحلف.
كما أعلن نائب رئيس البنتاغون كولن كول أن الولايات المتحدة ستنقل ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا كجزء من حزمة مساعدات عسكرية أخرى. وبحسب قوله، فإن لدى واشنطن "مئات الآلاف من الذخائر العنقودية"، لكن لن يتم الإعلان عن العدد الذي تم نقله إلى كييف. في تفسير هذا القرار، أشار الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أن هذه الحرب تعتمد على الذخيرة، التي نفدت لديهم، ولدينا القليل منها أيضاً. لذلك، قبلت توصية وزارة الدفاع، وليس كإجراء دائم، ولكن لفترة انتقالية، نقل مثل هذه الذخائر حتى ننتج المزيد من المقذوفات من عيار 155 ملم.
بالتوازي ذكرت وسائل الإعلام الأميركية عمليات تسليم الأسلحة العنقودية نقلاً عن مصدر في البنتاغون، لم يذكر اسمه، قال إن الولايات المتحدة تعتزم إرسال ذخائر عنقودية لأوكرانيا، وزعم أنها ستشكل "تهديداً ضئيلاً للمدنيين". وفي ظل هذه الخلفية، أشار نشطاء حقوقيون من "هيومن رايتس ووتش" إلى الخطر الكبير لمثل هذه الأسلحة على المدنيين، وحذروا كلاً من روسيا وأوكرانيا من استخدامها. وبحسب المنظمة، فإن نسبة العناصر غير المنفجرة، كقاعدة عامة، أعلى بكثير من المعلنة، ما يؤدي إلى وقوع إصابات بين السكان المدنيين.
"الردّ سيكون قاسياً"
تعليقًا على قرار البيت الأبيض، قال غريغوري كاراسين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الاتحاد الروسي: إن ردّ الجانب الروسي على نقل الذخائر العنقودية من الولايات المتحدة إلى كييف سيكون قاسياً. هذه خطوة جديدة نحو التصعيد في جميع أنحاء أوكرانيا، وسيكون الرد عليها مؤلمًا للغاية. آمل أن يقدّر المجتمع الدولي الوضع، الذي أصبح ينذر بالخطر بشكل متزايد ويثير مخاوف جدية بشأن الوضع من القرارات الأحادية الجانب غير المفهومة تماماً لواشنطن وقيادة الناتو، حسبما نقلت عنه "ريا نوفوستي".
في وقت سابق، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بوربوك أن ألمانيا ستواصل الامتثال لاتفاقية الذخائر العنقودية والامتناع عن إمداد أوكرانيا بها. وكان قد تم التوقيع على اتفاقية الذخائر العنقودية في عام 2008 من قبل 123 دولة، لكن صدقت عليها 110 دولة. تعهدت أنه تحت أي ظرف من الظروف، تمتنع عن تصنيع أو استخدام أو نقل هذه الذخائر إلى أي جهة.
حول فيلنيوس
في تقريره الموجز، قال مساعد رئيس الولايات المتحدة للأمن القومي جيك سوليفان إنه لن يتم قبول أوكرانيا في الناتو عقب قمة الحلف في فيلنيوس (عاصمة ليتوانيا). ووفقاً له، كييف "لا تزال بحاجة إلى إصلاحات" لتلبية المعايير التي تنطبق على المرشحين لعضوية الناتو. من جهته، أشار جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إلى أن أوكرانيا لم تفِ حتى الآن بمتطلبات الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وصرح كيربي أن "أوكرانيا في خضم صراع" وأن التركيز يجب أن يكون على "مساعدة كييف على الانتصار فيه".
أما على المقلب الأوكراني، فرأى الوزير كوليبا أنه "على الرغم من كل شيء، ما زلنا نعمل (للدخول في الناتو). لا توجد نتيجة نهائية يمكن أن تكون في فيلنيوس. هذه مهمة صعبة للغاية. بغض النظر عما يحدث، سنواصل القتال". وأكد أن دعوة الناتو أوكرانيا ضرورية لتحفيز الجنود الأوكرانيين: للعضوية متطلبات رسمية، لكن الدعوة ليست كذلك. وقال إن كل ما هو مطلوب هو بعد نظر استراتيجي وإرادة سياسية.
ووفقاً له، فإن كييف تطلب من الحلف الاعتراف بـ "ثلاثة أمور واضحة" في القمة: "الناتو يحتاج إلى أوكرانيا تماماً كما تحتاج أوكرانيا إلى الناتو"، "كييف جزء لا يتجزأ من الأمن الأوروبي الأطلسي"، "يجب دعوة أوكرانيا للانضمام إلى الحلف الآن، لكنها ستصبح عضواً في الناتو عندما تفي تماماً بمتطلباته".
يذكر أنه، في عام 2008، عُقدت قمة الناتو في بوخارست، حيث تم النظر في احتمالات انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى الحلف. منذ تلك اللحظة، بدأت كييف وتبليسي مفاوضات مع بروكسل حول تقديم خطة عمل لعضوية الناتو. وفي شباط/فبراير 2019، اعتمد البرلمان الأوكراني تعديلات على الدستور، حددت مسار البلاد في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. أصبحت أوكرانيا الدولة السادسة التي تحصل على وضع الشريك الخاص بالبرنامج المعزز لحلف الناتو.
في أيلول/ سبتمبر 2022، أعلن زيلينسكي أن كييف تقدمت بطلب للانضمام إلى الناتو على أساس متسارع.
وفي حديثه عن القمة في عاصمة ليتوانيا، قال رئيس لجنة السياسة الخارجية في القوات المسلحة الألمانية (البوندستاغ) مايكل روث: يجب قبول أوكرانيا في الناتو "جزئيًا": بدلاً من توجيه الإنذارات أو أي تهديدات ضد روسيا، أؤيد تفسيراً مختلفاً قليلاً لأساس المعاهدة لإدراج أوكرانيا في الناتو. لن أضع شرطاً تعجيزياً. في حال انضمام أوكرانيا، ستعمل المادة الخامسة (المتعلقة بالدفاع الجماعي). وأوضح أن الالتزام بتقديم المساعدة لم ينتشر إلى مناطق أخرى من أوكرانيا.
ووفقاً له، يجب التأكيد أن الحل السلمي النهائي للنزاع هو "بيد أوكرانيا". وخلص روث إلى أن "هذا الاقتراح سيكون صالحاً حتى في الكرملين".
نقلها إلى العربية: عماد الدين رائف.