صحافة تركية: نتنياهو سيقع في شر أعماله
كان الأسرى الإسرائيليون يقتلون تباعاً، ولكن موت 6 أسرى في وقت واحد أدّى إلى انفجار موجة من الغضب لدى الرأي العام الصهيوني.
صحيفة "ضوغرو خبر" التركية تنشر مقالاً للكاتب حسن صاباز يتحدث فيه عن العثور على جثث 6 أسرى إسرائيليين مؤخراً، وكيف يستخدم بايدن هذا الحدث لصرف الأنظار عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" في غزة.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:
يبدو أنّ العثور على جثث 6 أسرى من الصهاينة في نفق مهجور سيشكل بداية تطورات جديدة. كان أحد هؤلاء الأسرى يحمل الجنسية الأميركية، وهذا ما حدا بالرئيس الأميركي جو بايدن إلى تهديد حماس من خلال تصريحه: "سوف نحاسب حماس على فعلتها هذه"، والمفارقة هنا هي أنّ بايدن يحاول بهذا التصريح صرف الأنظار عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها القوات الإسرائيلية المجرمة في غزة، وأي إنسان عاقل سيجد تناقضات في تصريحاته.
بايدن من جهة يطرح مقترحاً حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ومن جهة أخرى يقدم آلاف الأطنان من الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية للطرف الآخر المتمثل في النظام الإرهابي الذي يرفض هذا المقترح ويرتكب المجازر الجماعية.
القنابل التي يرسلها بايدن تدك المستشفيات، وتسويها بالأرض، وتدمر قوافل المساعدات الإنسانية، وتمزق الأطفال والرضّع إلى أشلاء، ثم يخرج علينا بتصريحات يُجرِّم فيها المقاومين الذين يدافعون عن أرضهم أمام المحتلين. لذلك، فإنّ أميركا شريكة في كل قنبلة تُرتكب بواسطتها الجرائم، وتعد مسؤولة عن كل رضيع يُقتل بوحشية.
وعلى الرغم من وجود أسرى لدى المقاومة التي تريد الاستفادة منهم في تبادل الأسرى، فإنّ شركاء مرتكبي المجازر الجماعية الذين يقدمون شتى أنواع الأسلحة للإرهابيين البرابرة الذين يدمرون كل ما يرونه من المباني والخيام هم المسؤولون في الحقيقة عن مقتل الأسرى.
وسيذكر التاريخ أنّ بايدن الذي قضى من عمره 50 سنة في السياسة الأميركية التي تقلّد فيها أعلى المناصب المختلفة سخّر السياسة الأميركية لخدمة الصهيونية وإشباع رغبات الأخرق المدعو نتنياهو المصاب بجنون العظمة.
صحيح أنّ أميركا دافعت عن السياسات الصهيونية، وجعلت أولويتها تنصب في تحقيق الأمن لنظام الاحتلال الإرهابي دائماً، ولكن ربما لم تكن في وقت سابق ساذجةً وعديمة التخطيط الاستراتيجي إلى هذا الحد، حتى إنّها أمست ذنَباً للصهيونية.
ويبدو أنّ نتنياهو مصمّم على جرّ الكثيرين معه في المستنقع الذي ينغمس فيه باستمرار.
وبات معروفاً للكثيرين أنّ نتنياهو وسموتريتش وبن غفير كانوا يخططون للهجوم على غزة وتدميرها بشكل كامل قبل 7 أكتوبر بوقت طويل، وإخلائها من أهاليها، وتهيئتها لإنشاء مستوطنات، وكذلك أصبح معروفاً أنّ المقاومة الفلسطينية أدركت ذلك، وأعدّت العدة للمقاومة قبل 7 أكتوبر بوقت طويل أيضاً.
لم يؤدِّ طوفان الأقصى إلى إخماد المخططات الصهيونية فحسب، بل إلى تقوية شوكة المقاومة بقبضها على عدد من الأسرى واستيلائها على وثائق كانت محفوظة في وحدات المخابرات الإسرائيلية.
وكانت المقاومة الفلسطينية تتوقع ما سيحدث، فكان عليها أن تذعن للصهاينة المجرمين وتنتظر منهم تدمير غزة بأكملها أو أن تقاوم وتستشهد بكرامة المناضل، كما قال أحمد ياسين، ولكن ينبغي إدراك هذه الحقيقة جيداً: نتنياهو وحكومته لا يأبهون بالعقوبات الدولية ولا بالأسرى المحتجزين عند المقاومة الفلسطينية.
إنّ صرف الأنظار عن الإبادة الجماعية من خلال التركيز على المشاركة في مفاوضات تبادل الأسرى، وإلهاء الرأي العام بأحداث أخرى غير المجازر الجماعية، وبث الأمل في نفوس المظلومين، ومن ثم تخييب آمالهم، هو من الأساليب التي يتبعها القتلة المعقَّدون نفسياً.
وقد كان الأسرى يقتلون تباعاً في حين كان نتنياهو يذرف دموع التماسيح أمام وسائل الإعلام، ولكن موت 6 أسرى في وقت واحد أدّى إلى انفجار موجة من الغضب في الرأي العام الصهيوني، والمرحلة القادمة ستُظهر لنا أنّ القاتل المعقّد نفسياً سيقع في شر أعماله.