"جيروزاليم بوست" تعلّق على مقالة في الميادين نت حول سفن النفط المتجهة إلى لبنان
يقول الكاتب في صحيفة "جيروزاليم بوست" إن هدف إيران "هو جعل لبنان أقرب إلى الاتفاق الاقتصادي الإيراني - الصيني الذي ظهر العام الماضي".
-
"جيروزاليم بوست": تعتقد إيران أنه مع قليل من الضغط، سوف تطوي الولايات المتحدة أوراقها
تناول الكاتب الإسرائيلي سيث فرانتزمان في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، معتبراً أنه بعد انسحابها منها فإنها ستنسحب من مناطق أخرى عديدة، ومتحدثاً في الوقت ذاته عن الدور الأميركي في لبنان.
وفيما يلي نص المقال المترجم إلى العربية:
تعتقد إيران أنه مع قليل من الضغط، الولايات المتحدة سوف تطوي أوراقها وتنسحب في العديد من المناطق، أحدها لبنان. إيران لديها هدف في لبنان وهو يتضمن إرسال ناقلات وقود إلى سوريا، مما سيساعد في جعل لبنان يبدو أقل اعتماداً على الغرب.
مثل العديد من السياسات الإيرانية، كتخصيب اليورانيوم، فإن السياسة الفعلية أكثر تعقيداً مما تصورها وسائل الإعلام الغربية. ترغب إيران أن تلعب العلاقات الخارجية بمزيج من التهديدات والهجمات والمبادرات الدبلوماسية والاقتصادية. تفعل ذلك بطريقة تشبه لعبة الشطرنج. تتباهى إيران علانية بنهجها المعقد متعدد الطبقات.
عندما يتعلق الأمر بلبنان، فإن ظهور ناقلة أو عدة ناقلات نفط قبالة الساحل السوري في الأيام والأسابيع المقبلة، قد يكون في الواقع مجرد قمة جبل الجليد لما يحدث بالفعل. قد تكون الناقلات مصدر إلهاء. نعلم أن حزب الله تفاخر بوصول هذه الناقلات الإيرانية قبالة الساحل السوري.
غرّد موقع "TankerTrackers.com" في 14 سبتمبر/أيلول/سبتمبر: "تأكيد مرئي: الناقلة الإيرانية FAXON (9283758) تقوم بتفريغ 33000 طن متري من النفط. بسبب عدم قدرتها على التوصيل مباشرة عن طريق البحر إلى لبنان بسبب العقوبات، توجهت السفينة بدلاً من ذلك إلى بانياس في سوريا للنقل البري، ستتطلب حمولة 1310 صهريج".
نحن نعلم الآن أن إحدى الناقلات المهمة موجودة قبالة الساحل السوري. لكن ماذا تقول إيران؟ تتفاخر وسائل إعلام، مثل "الميادين"، بأن إيران تطرد الولايات المتحدة، وشركاء الولايات المتحدة من المنطقة من خلال محور المقاومة. وتشمل هذه المقاومة حزب الله في لبنان والقوات الإيرانية في سوريا والحوثيين في اليمن، والميليشيات الموالية لإيران في العراق.
يشرح مقال في "الميادين" كيف تنظر إيران إلى قصة النجاح هذه بقوله: "يُفترض عدم تصنيف قرار الإدارة الأميركية بالسماح للحكومة اللبنانية بالتواصل مع الدولة السورية من أجل استيراد الغاز المصري على أنه استثنائي أو تلبية لمطلب الدولة اللبنانية بضرورة إعفائها من الالتزام بعقوبات قانون قيصر، إذ إن مقدماته لم تكن مبنية على أساس طلب رسمي لبناني لمواجهة الانهيار الذي تعانيه الدولة اللبنانية، إنما كان نتيجة تقدير أميركي مفاده أنَّ الحصار المفروض بهدف إخضاع المقاومة فيها لم يؤدِ إلى تحقيق النتيجة المتوخاة"، بحسب مقالة هذا الأسبوع.
ما الذي يعنيه هذا الخليط من الكلام؟ هذا يعني أن إيران سلمت الولايات المتحدة باليد "كاتش-22". الهدف: جعل الولايات المتحدة تعتمد على سوريا، النظام المتحالف مع إيران. في نفس الوقت كان الهدف هو تقليص نفوذ الولايات المتحدة في لبنان. دعمت الولايات المتحدة القوات المسلحة اللبنانية في الماضي وتدخلت في لبنان في الثمانينيات.
كما توضح أخبار وكالة "تسنيم" الإيرانية هدف طهران: "في المرحلة الأولى، كما ذكرنا، حالت المقاومة دون تحقيق الأهداف الأميركية برفضها الوقوع في فخ العدو، رغم كل الآلام والمعاناة التي تحمّلها الشعب. في المرحلة الثانية، وبقرار استراتيجي لكسر الحصار وعبور الفراغ السياسي نحو تحول اقتصادي بمساعدة الشرق، وجهت ضربة قاتلة للعدو. وكان أول عمل للمقاومة في هذا الصدد هو استيراد الوقود من إيران والاقتراح بأن تتولى الشركات الإيرانية والشرقية عملية استخراج الطاقة في لبنان".
هدف إيران هو جعل لبنان أقرب إلى الاتفاق الاقتصادي الإيراني - الصيني الذي ظهر العام الماضي.
تنظر إيران إلى لبنان على أنه "جزء من رقعة الشطرنج"، وتريد إزالة القطع الأميركية من تلك المنطقة. لا يمكنها استخدام الوسائل العسكرية، لذلك ستستخدم الوسائل الاقتصادية. يأتي ذلك في سياق مغادرة الولايات المتحدة لأفغانستان، حيث تعتقد إيران أنه مع قليل من الضغط، سوف تطوي الولايات المتحدة أوراقها، وتنسحب في العديد من المناطق. ولبنان هو أحد هذه المناطق.