"تايمز أوف إسرائيل": الاستعداد لهجمة قد لا تحدث أبداً

وسائل إعلام إسرائيلية تنشر مقالاً تتحدث فيه عن "استعداد الجيش الإسرائيلي لضرب المواقع النووية الإيرانية خلال السنة الجديدة".

  • "تايمز أوف إسرائيل": من غير الواضح تماماً ما إذا كانت "إسرائيل" ستنفذ بالفعل مثل هذه الهجمات

نشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، اليوم الخميس، مقالاً للكاتب الإسرائيلي جوداه آري غروس، يقول إن "الجيش الإسرائيلي سيركّز على كبح جماح طهران في سوريا، كما أنه يعلن استعداده لضرب المواقع النووية الإيرانية خلال السنة الجديدة".

وفيما يلي نص المقال منقول إلى العربية:

يضغط الجيش الإسرائيلي بكامل قوته في الجهود المبذولة لتطوير تهديد موثوق به ضد منشآت طهران النووية، بينما يستعد أيضا للصراع المقبل المحتمل في غزة.

يعتقد الجيش الإسرائيلي أنه حدّ بشكل كبير من قدرة إيران على نقل الأسلحة والمعدات عبر سورية خلال العام الماضي من خلال الضربات الجوية، ويخطط لمواصلة القيام بذلك في سنة 2022، حسبما علمت الـ "تايمز أوف إسرائيل".

"يأمل الجيش أن تنتج هذه الهجمات عقبة بين الرئيس السوري بشار الأسد وطهران".

في الوقت نفسه، يمضي الجيش قدما ً في استعداداته لـ "ضربة" محتملة على المنشآت النووية الإيرانية، وسط محادثات مستمرة في فيينا بين طهران والقوى العالمية بشأن العودة لاتفاق 2015 لوقف البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية مقابل تخفيفٍ في العقوبات.

بينما تتواصل الجهود لتطوير ما يشير إليه المسؤولون الإسرائيليون على أنه "تهديد عسكري موثوق به" ضد برنامج إيران النووي، وعلى الرغم من الخطاب العدواني أحياناً من السياسيين الإسرائيليين وضباط الجيش الإسرائيلي، فإنه لا يزال من غير الواضح تماماً ما إذا كانت "إسرائيل" ستنفذ بالفعل مثل هذه الضربة حتى لو كانت إيران على وشك تطوير سلاح نووي: من المؤكد أن مثل هذا الهجوم سيؤدي إلى انتقامٍ واسع النطاق من قبل إيران بشكل مباشر وأيضاً من خلال وكلائها في المنطقة، مما قد يغرق "إسرائيل" في حرب ضخمة ومدمرة متعددة الجبهات.

سيعتمد القرار بشأن كيفية المضي قدما في نهاية المطاف على مجموعة متنوعة من العوامل، من درجة الدعم الأميركي لمثل هذه العملية إلى مستوى جاهزية الدفاعات الجوية الإسرائيلية وملاجئ القنابل – وربما الأهم من ذلك، مدى إيمان الجيش الإسرائيلي أن هجومه سيؤدي في الواقع إلى تقييد برنامج إيران النووي. في ظل ظروف معينة، يعتقد الجيش أن تكلفة مثل هذه العملية قد تفوق فوائدها على الأمن القومي الإسرائيلي.

بالإضافة إلى الاستعداد لمواجهة التهديدات الإقليمية الأكبر، يتوقع الجيش الإسرائيلي أيضا تخصيص موارد كبيرة في العام المقبل [الصحيح الجديد] لمواجهة حماس في قطاع غزة، على الرغم من وقف إطلاق النار حاليا مع الحركة بعد الصراع الذي استمر 11 يوما في أيار/مايو ومحاربة النشاط في الضفة الغربية، التي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في أعمال العنف مؤخراً، في كل من الهجمات الفلسطينية ضد الإسرائيليين وهجمات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين، وفقاً لإحصاءات الجيش الإسرائيلي.

في حين أن العام الماضي قد يطابق حتى الآن الرقم القياسي المنخفض لعام 2020 لعدد الإسرائيليين الذين قُتلوا في الهجمات التي انطلقت من الضفة الغربية، مع 3 ضحايا حتى يوم الثلاثاء، يقابل ذلك العدد الكبير من الإسرائيليين الذين قُتلوا في هجمات من غزة، حيث قُتل 13 شخصا في القتال في أيار/مايو (12 منهم مدنياً) وقُتل ضابط من حرس حدود بالرصاص خلال تظاهرات عند السياج الحدودي في غزة في آب/أغسطس الماضي.

بشكلٍ عام، يرى الجيش الإسرائيلي مساراً إيجابياً للأمن الإسرائيلي في العام المقبل الجديد. يعتقد الجيش أن معظم أعداء الدولة يهابون من بدء صراع واسع النطاق ضد "إسرائيل". إن علاقات القدس المتنامية مع دول في الشرق الأوسط، من الحلفاء العلنيين الجدد مثل الإمارات العربية المتحدة والبحرين والى شركاء أكثر رسوخا مثل الأردن ومصر، توفر لـ"إسرائيل" قدرة أكبر على العمل في المنطقة الأوسع. بعد سنوات بدون ميزانية، تمنح ميزانية الدولة التي تم إقرارها حديثا للجيش الإسرائيلي الموارد اللازمة للتفاوض على اتفاقيات طويلة الأمد مع مقاولي الدفاع في الولايات المتحدة وفي الداخل من أجل ضمان حصول الجيش على الأسلحة والأنظمة التي يحتاجها السنوات القادمة.

اضطرابات سلسلة التوريد

وفقاً للتقديرات العسكرية، لم تتمكن إيران من نقل أنظمة أسلحتها عبر المنطقة – سواء عن طريق الجو أو البحر أو البر – ما يقرب من 70% من الوقت، بفضل التدخل الإسرائيلي، وقدرتها على القيام بذلك محدودة في بقية المناطق. نتيجة لذلك، فإن عدد أنظمة الأسلحة المتقدمة أو الإستراتيجية في سوريا آخذ في التناقص، حسب رأي الجيش الإسرائيلي.

قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي للصحفيين، كجزء من إحاطة نهاية العام: "تسببت الزيادة في عدد العمليات في العام الماضي في تعطيل كبير لجميع مسارات تزويد الأسلحة في جبهات مختلفة يتواجد فيها أعدائنا".

على مدار العام الماضي، شن الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات الجوية على أهداف في سوريا باستخدام مئات القنابل، وهي زيادة طفيفة في عدد العمليات منذ عام 2020 ونحو ضعف ما كانت عليه في عام 2019.

في الآونة الأخيرة، اتهمت سوريا "إسرائيل" بشن هجوم نادر على ميناء البلاد في اللاذقية، وهي المنطقة التي امتنعت "إسرائيل" عن مهاجمتها حتى هذا الشهر بسبب وجود القوات الروسية في مكان قريب. كان هذا هو الهجوم الثاني من نوعه على الميناء في الشهر الماضي، ما يشير على الأرجح إلى أن موسكو وقّعت إلى حد ما على هذه العمليات.

لا يعتقد الجيش الإسرائيلي أنه سيعوق بشكل كامل جهود إيران لنقل أسلحة متطورة إلى وكلائها، لكنه يأمل في الحد من ذلك قدر الإمكان. بالإضافة إلى الضربات المباشرة لمخابئ الأسلحة الإيرانية والمنشآت المرتبطة بإيران في سورية، يتطلع الجيش الإسرائيلي أيضاً إلى تحصيل ثمن من دمشق للسماح لإيران بالعمل في البلاد، في محاولة لإقناع الأسد بالتوقف، أو على أقل تقليص، هذا الدعم.

يظهر هذا الجهد في ضربات الجيش الإسرائيلي للدفاعات الجوية السورية وضد قواعد الوحدات العسكرية السورية التي تتعاون مع حرس الثورة في إيران.

الاستعداد لضربة قد لا تحدث أبداً

سيواصل الجيش الإسرائيلي استعداداته لضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية في العام المقبل، مع خطط لإجراء تدريب في الربيع لمحاكاة مثل هذا الهجوم والجهود المستمرة للحصول على الذخائر اللازمة للمهمة.

بينما يعتقد الجيش الإسرائيلي أنه يمكن أن يتخذ شكلاً من أشكال العمل العسكري ضد برنامج إيران النووي في غضون مهلة قصيرة، فمن المحتمل أن يكون لذلك تأثير محدود.

في الوقت الحالي، على سبيل المثال، لدى الجيش الإسرائيلي القدرة على قصف موقع التخصيب الإيراني في نطنز، وهو هدف أسهل حيث أن أجزائه الموجودة تحت الأرض قريبة بما يكفي من السطح لضرب الذخائر العادية. مع ذلك، فإن موقع فوردو، المدفون في أعماق الأرض تحت جبل من الصخور، سيكون من الأصعب بكثير ضربه دون استخدام قنابل قوية وثقيلة للغاية من نوع خارقة التحصينات والتي ليس لدى إسرائيل بالضرورة القدرة على حملها.

سيستغرق الأمر عدة أشهر على الأقل ومن المرجح أن يستغرق الأمر أكثر من عام لتطوير القدرات لشن ضربة أكثر شمولاً من شأنها أن تعرقل البرنامج النووي الإيراني لعدة سنوات. على الرغم من أن مثل هذا الهجوم يُقصد به أيضا أن يكون له تأثير رادع ضد التخصيب في المستقبل، فحتى الضربة الأكثر شمولاً لن تؤدي إلا إلى تأخير البرنامج النووي، حيث لن تضيع المعرفة الفنية والخبرة التي جمعها العلماء الإيرانيون بالفعل.

سمحت الميزانية الوطنية التي تم إقرارها مؤخراً، والتي تضمنت دفعة كبيرة للإنفاق الدفاعي – بعضها مخصص بشكل خاص للتحضير لمثل هذه الضربة – للجيش بالمضي قدما في هذه الجهود، ليس فقط شراء الذخائر اللازمة للهجوم ولكن أيضاً من أجل تعزيز أنظمة الدفاع الجوي التي من شأنها أن تكون حاسمة في الدفاع عن البلاد من الانتقام المتوقع.

"إن خطة حشد القوات التابعة للجيش الإسرائيلي تقدمت بشكل ملحوظ، بوتيرة متسارعة في العام الماضي"، قال كوخافي هذا الأسبوع. "في قلب ذلك كان هناك تحسن ملحوظ في عدد أهداف العدو التي تم تحديدها وفي الاستخبارات، إتمام الصفقات لزيادة عدد القنابل والصواريخ الاعتراضية بشكل كبير، النهوض بخطط شبكة دفاع جوي وطنية؛ وإدخال تحسينات على أنظمة الاتصال".