المحطة التالية في السودان: حرب إقليمية بالوكالة؟

موقع "Responsible statecraft" الأميركي أوضح أنه ليس هناك ما يشير إلى رؤية إستراتيجية لكيفية مساعدة السودان على الهروب من أزمته الحالية.

  • المحطة التالية في السودان: حرب إقليمية بالوكالة؟
    التصعيد في تكنولوجيا ساحة المعركة لن يمر دون تحدي

نشر موقع "Responsible statecraft" الأميركي مقالاً للكاتب أليكس دي وال، يتحدث فيه عن كيف يمكن أن تتحول الأزمة الحالية في السودان إلى حربٍ بالوكالة بين القوى الشرق أوسطية.

وفي ما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية:

يبدو أنّ المرحلة التالية من معركة الخرطوم ستحسم في القاهرة وأنقرة وأبو ظبي.

القوى المتوسطة في الشرق الأوسط تتحدث عن السلام حتى في الوقت الذي تسلح فيه عملاءها المفضلين. النظرية هي أنه عندما يكتسب أحد الجانبين ميزة واضحة في ساحة المعركة، فإنّ الطرف الآخر سيسعى من أجل السلام. إنه نهج عالي المخاطر.

في حزيران/يونيو وتموز/يوليو، بدا أنّ موجة من الطاقة الدبلوماسية تبشر بأنّ عمليات الوساطة بين الولايات المتحدة والسعودية والاتحاد الأفريقي قد يتم تجاوزها بجهود أكثر قوة. لم ينجح الأمر على هذا النحو، حيث ألغت المبادرات المتنافسة بعضها البعض، وحولت الساحة الدبلوماسية إلى مجال للتموضع التكتيكي.

وفي أواخر حزيران/يونيو، عقدت منظمة "إيغاد"، وهي الكتلة الإقليمية في شمال شرق أفريقيا، اجتماع قمة وعينت الرئيس الكيني وليام روتو رئيسا للجنة الرباعية.. وبعد ذلك بوقت قصير، عقدت مصر "قمة الدول المجاورة للسودان".

لدى مصر منافسة دبلوماسية طويلة الأمد مع "إيغاد". قبل خمسةٍ وعشرين عاماً، أسفرت عملية السلام التي قامت بها "إيغاد" في جنوب السودان، بقيادة جنرال كيني، عن اتفاق سلام أعطى الفرصة للتصويت لصالح الانفصال. وتم تجاهل مبادرة مصرية ليبية موازية، تعارض بشدة منح حق تقرير المصير.

حققت قمة السيسي هدفه الأدنى المتمثل في عرقلة "إيغاد"، وبالتالي تقليص الساحة الدبلوماسية إلى مناورات تكتيكية دون توجيه استراتيجي.
وقد رعت قطر وتركيا الخطة المصرية من وراء الكواليس، وكلاهما يدعم الإسلاميين في السودان. لا أحد معجب بقيادة البرهان، لكنهم يفضلونه على البديل. وقد أعطى ذلك البرهان الضوء الأخضر لمقاطعة اجتماع المتابعة لقادة الإيغاد.

بعد قمة القاهرة، بدأ جنرالات القوات المسلحة السودانية يتحدثون عن كيفية إنهاء الحرب في غضون بضعة أشهر. ويأملون في أن تزودهم تركيا، المورد الرئيسي في المنطقة للطائرات بدون طيار الحديثة، بهذه التكنولوجيا التي ستغير قواعد اللعبة.

لكن التصعيد في تكنولوجيا ساحة المعركة لن يمر دون تحدي. تمتلك قوات الدعم السريع بالفعل بعض الطائرات بدون طيار الأقل قدرة الخاصة بها. وسوف تضغط على الإمارات لترسل لها نسخاً أحدث. وهذا من شأنه أن يحول السودان إلى حرب بالوكالة بين القوى الشرق أوسطية.

بعد توقف دام ستة أسابيع، استؤنفت محادثات التهدئة في جدة في منتصف تموز/يوليو. يصرّ الوسطاء على أنّ لديهم خطة وربما لديهم النفوذ لجعل الجنرالات يوافقون على وقف إطلاق النار. لكن ليس هناك ما يشير إلى رؤية إستراتيجية لكيفية مساعدة السودان على الهروب من أزمته.