الفشل المروع لمجموعة الـ7 بشأن نزع السلاح النووي
تستخدم مجموعة الـ7 بيانها "رؤية هيروشيما بشأن نزع السلاح النووي" كفرصة للترويج للطاقة النووية، التي تكرست على أنها "حق غير قابل للنقض"، وتغضّ النظر عن معاهدتي عدم انتشار وحظر الأسلحة النووية، وتتهرب من مسؤوليتها عن التهديد الذي يتشكل على كل دول العالم.
قالت الكاتبة، ليندا بنتز غونتر، في مقالة لها في موقع "Counter Punch"، إنّ 7 من المنافقين الكبار يجولون في حديقة لأجل تقديم الاحترام، كما زعموا. وتصرفوا كأنهم في حفل افتتاح لمسرحية خرافية، لا تترك لمشاهدها أي فرصة كي يصدق ما يرى.
كانت الحديقة هي "حديقة هيروشيما التذكارية للسلام"، وكان الزوار هم قادة دول مجموعة الـ7 وهي: كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
بعد القمة، غرد الرئيس الأميركي، جو بايدن قائلاً: "اليوم، قمت أنا وزملائي من قادة مجموعة السبع بزيارة إلى حديقة السلام التذكارية في هيروشيما حيث قدمنا احترامنا".
لا شك، أنّ السير في حديقة لا يكرّم الضحايا، حيث قُتل نحو 140 الف ضحية من سكان المدينة، حين أسقطت الولايات المتحدة أول قنبلتين ذريتين على مدينتي ناكازاغي وهيروشيما.
معلم لا تعتذر الولايات المتحدة عن جريمتي هيروشيما وناغازاكي. وعلى منوالها لا تعتذر فرنسا والمملكة المتحدة مطلقاً، بالمدى الحقيقي للضرر الناجم عن عقود من التجارب النووية. كذلك تختزن كل من ألمانيا وإيطاليا قواعد الأسلحة النووية الأميركية بوفرة جهنمية.
نزع الأسلحة النووية يتطلب الاحترام
في ختام قمة "مجموعة السبع"، التي استضافتها اليابان، وعقدت عمداً في هيروشيما للتذكير بالعواقب المروعة لاستخدام الأسلحة النووية، أصدرت الدول الأعضاء بيانا مشتركا بعنوان: "رؤية هيروشيما بشأن نزع السلاح النووي".
لكن البيان، الذي لم يعترف قط بـ"معاهدة حظر الأسلحة النووية"، باعتبارها الأداة الحقيقية الوحيدة لنزع السلاح النووي، وهي أفضل من التنظير الخاوي والتمنيات الجوفاء، ومن إطلاق نار جماعي موجه بشكل أساسي إلى روسيا، التي ورد ذكرها في البيان المذكور 11 مرة، لإثارة المزيد من الحرب، ولا يهدف بالتأكيد إلى نزع السلاح، و يجعل من الحرب النووية أكثر احتمالاً.
وبنفاق مذهل، بينما ينتقد البيان كوريا الشمالية وإيران والصين، فإنه يخفق بسهولة في ذكر خطط الولايات المتحدة لإنفاق تريليون دولار لتجديد ترسانتها من الأسلحة النووية.
وبدلاً من ذلك، تدعي "المجموعة" أنه ما دامت الأسلحة النووية موجودة فيجب أن تخدم أغراضاً دفاعية وردع الاعتداء، لكنهم يفشلون بهذا بوضوح في أوكرانيا اليوم، وبالأمس في بقاع أخرى.
علاوة على ذلك، تستخدم مجموعة الدول السبع بيانها، كفرصة للترويج للطاقة النووية، التي تمّ تكريسها على أنها "حق غير قابل للنقض"، وتغضّ النظر عن معاهدتي عدم انتشار وحظر الأسلحة النووية، وتتهرب من مسؤوليتها عن التهديد الذي يتشكل على كل دول العالم.
ولمزيد من الخداع، لا تغفل "مجموعة السبع"، في بيانها عن ذكر كلمة سلمية 6 مرات في سياق الحديث عن الطاقة النووية. وهي تكرر هنا الكذبة الكبرى، عن أنّ الطاقة النووية "تساهم في توفير طاقة منخفضة الكربون وميسورة التكلفة"، في حين أنها ليست كذلك أبداً، ومكلفة أكثر بكثير من مصادر الطاقة المتجددة والتي لم تذكرها مجموعة الدول السبع مطلقاً.
إنّ إدامة انتشار تكنولوجيا الطاقة النووية لا يؤدي إلا إلى ضمان عدم إمكانية واقعية للقضاء على السلاح نووي أبداً. وهم لا يريدون سوى أنّ يروا روسيا وقد تمّ محوها كقوة جيوسياسية، حتى مع المخاطرة باستخدام السلاح النووي من قبل موسكو لمنع النتيجة التي تتمناها "مجموعة السبع" بوضوح.
هذا يعني أنّ روسيا لا تستحق اللوم على مواقفها في أوكرانيا. وهذا يجب أن يأخذ مكانة في نضال المنظمات الشبابية والمدنية الساعية إلى نزع السلاح النووي من كل الكوكب. ولا بدّ لقادة "مجموعة السبع"، إلقاء نظرة في المرآة، والاعتراف بدورهم في التوترات العالمية الحالية، واتخاذ بعض الإجراءات الجريئة، والاستماع إلى الناجين من قنبلتي هيروشيما وناغازاكي، والاعتراف بالواجب الأخلاقي لنزع السلاح النووي، وتأمين عالم أكثر أماناً وخالياً من أسلحة الدمار الشامل للأجيال القادمة.
نقله إلى العربية: حسين قطايا