التوحيد الأوروبي هو توحيد عربي

مثل العديد من الشعوب، أنتجت أوروبا وأظهرت رونقها ورعبها المتعدد الآلهة، وبعد ذلك، مثل العديد من الشعوب، تبنت التوحيد القادم من بلاد الشام، وما يعرف اليوم بالثقافة -العرقية العربية.

  • التوحيد الأوروبي هو توحيد عربي
    التوحيد الأوروبي هو توحيد عربي

كتبت سوزانا خليل في موقع "الميادين إسبانيول"  أن الحروب الصليبية والصهيونية والسعودية عبء خلفه الغرب الإمبريالي.

فيما يلي النص المنقول إلى العربية:

أوروبا ليست حاملة لتوحيدها، أي مسيحيتها، كما أنها ليست ملزمة بممارسة التوحيد النابع من تراث الأجداد؛ وهذا لا يجعلهم أقل أو أكثر أوروبيين، ولكن لا يجعلهم عرباً أو ساميون؛ وهو واقع يحدث بطريقة احتيالية في حالة الأوروبيين الذين تبنوا من نفس التوحيد العربي، العقيدة الدينية اليهودية، ويسمون أنفسهم ساميون، ليفرضوا من خلال الصهيونية عام 1948 نظاماً استعمارياً في فلسطين التاريخية؛ ومن يهيمن يطلق التسميات؛ وحدث أن أوروبا المسيحية فرضت عن طريق الحروب الصليبية في عام 1099 استعماراً لفلسطين، أسمته المملكة اللاتينية في القدس.

مثل العديد من الشعوب، أنتجت أوروبا وأظهرت رونقها  ورعبها المتعدد الآلهة، وبعد ذلك، مثل العديد من الشعوب، تبنت التوحيد القادم من بلاد الشام، وما يعرف اليوم بالثقافة -العرقية العربية.

لا يتعلق الأمر بجعل هذا نوع من الشوفينية العربية، بل المقصود هو إنقاذ من الاستعمار الصهيوني، مسألة اغتيال التاريخ  والثقافية والذاكرة التي تعيشها المنطقة.

لقد شوهوا أصوله التاريخية، وما هو اليوم عائد للأصل العربي، واختزلوه فقط بالإسلام؛ دعونا نتذكر أن أي شعب في سرديته التاريخية (التطور، الانغلاق، الغزو، الثورة) لا يحافظ على نفس الاسم، ونفس الحدود، ونفس الدين، وحتى أنه لا يحافظ على نفس اللغة.

لقد خلق السلف العربي أيضاً رونقه في تعدد الآلهة، تعدد آلهة البابليين، والكنعانيين، إلخ... والثلاثية التوحيدية اليهودية والمسيحية والإسلامية ليست أقدم توحيد في التاريخ العالمي؛ هذه الثلاثية هي إرث من نفس هذه الحضارة العرقية، السامية، للسلف العربي؛ وليس من قبيل المصادفة أن تكون مصادر الأديان الثلاثة من نفس الحضارة العرقية؛ من الشائع أن نسمع من يقول أنها مهد الديانات الثلاث؛ النقطة المهمة هي أن الديانات الثلاثة في مضمونها العقائدي والروحي تحافظ على نفس الجذور والجذع؛ الدين اليهودي هو دين وبنفس الوقت الدين الأم للمسيحية والإسلام؛ كل ديانة هي استمرار لسابقتها وتكملة لها، ومصدرها هي نفس النواة، وحتى يومنا هذا يتم تجاهل هذه الحقيقة لأسباب سياسية تتعلق بالهيمنة الغربية وليس فقط من قبل المعابد ولكن أيضاً من قبل الكهنوت الأكاديمي الفكري.

على الرغم من وجود إحساس، وثقافة، وشخصية، وروح علمانية في أوروبا اليوم، فإن أوروبا نفسها تمارس العلمانية في بعض الأشياء وبأشياء أخرى لا تمارسها؛ على سبيل المثال، من أجل الدفاع العادل عن حقوق المرأة، كان عليها أن تتخلص من هويتها الدينية المسيحية، وأن تلجأ إلى العلمانية... وأوروبا العلمانية نفسها تؤمن بالدولة القومية للدين اليهودي، وهي أيضاً غير قادرة على رؤية الطبيعة الاستعمارية لدولة الدين اليهودي تلك... وهذا يحصل اليوم في القرن الحادي والعشرين. 

أوروبا / الغرب اليوم "تعرف عن نفسها" كيهودية مسيحية، على الرغم من أن أوروبا بالتحديد هي التي مارست أكبر عملية إبادة جماعية بحق اليهود والمسيحيين.

كانت عمليات القتل بين الموحدين أنفسهم تحصل دائماً وكذلك التعايش؛ أعظم المذابح التي ارتُكبت بحق المسيحيين ارتُكبت في أوروبا وعلى يد أوروبيين؛ أوروبيون يذبحون أوروبيين أحدهم متعدد الآلهة والآخر توحيدي (مسيحي)؛ في وقت لاحق تحولت أوروبا إلى العقيدة الدينية التي كانت تمنعها في السابق؛ وأصبحت أوروبا المسيحية هذه تفرغ كراهيتها وترتكب المذابح بحق اشقاء أوروبيين من الديانة اليهودية؛ وبالمثل فإن الأوروبيين من الديانة اليهودية حملوا الكراهية والخوف من أخوتهم الأوروبيين معتنقي الديانة المسيحية؛ كراهية يهودية مسيحية منذ آلاف السنين، وهي غربية وليست شرقية.

عقائد توحيدية هي إرث من الثقافة العرقية العربية، دعونا نتخيل مهرجاً فكرياً يلوم العرب على تلك الكراهية الداخلية الأوروبية، لن نرى ذلك بما أن اليهودي المسيحي لا يعترف يأنه حامل لميراث من السلف العربي.

الأوروبي يعرِّف عن نفسه اليوم على أنه حامل ثقافة يهودية مسيحية، وانطلاقاً من علمانيتها تُبتهج أوروبا لقيام دولة قومية للدين اليهودي في فلسطين؛ هذا يحصل اليوم في القرن الحادي والعشرين.

ارتكبت أوروبا الثيوقراطية المسيحية المذابح بحق العرب المسيحيين واليهود الذين عارضوا الحروب الصليبية.

على الرغم من أن أوروبا تقدم نفسها على أنها يهودية مسيحية، ولها كل الحق بذلك، رغم أنها لا تشعر بأن خضارتها هي مساهمة عربية، إلا أنها مع ذلك تشعر بالازدراء والخوف من العربي.