"إسرائيل هيوم": "إسرائيل" تعتمد "سياسة النعامة"
صحيفة إسرائيلية تنقل عن لواء إسرائيلي إعلانه عدم قدرة الجيش الإسرائيلي، خلال حربٍ قادمة في الشمال، أن ينقل قواتٍ إلى الجبهة عن طريق وادي عارة الذي يربط بين السهل الساحلي وبين الجليل الأسفل لفلسطين.
تشير صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية، في تقرير نشرته، إلى أنّ "ما حدث من اضطرابات خلال عملية ما تسميه "حارس الأسوار" هي مجرد مقدّمة لما سيحصل في الحرب القادمة"، مضيفةً أنّ "إسرائيل تبدو كمن فقدت غريزة بقائها، والقدرة على توضيح التبعات القاسية للمهتمين بإلحاق الضرر بها وبمواطنيها وهي تعتمد سياسة النعامة وتدفن رأسها". فيما يلي النص المنقول إلى العربية:
هذه المرة لا يمكننا القول إننا تفاجأنا ولم نرَ هذا قادماً. الاضطرابات ضمن حدود الدولة خلال عملية "حارس الأسوار"، وما يستمر في حدوثه منذ انتهاء العملية ولا يبدو أنه سينتهي قريباً، يُشعلون ما لا يُحصى من الأضواء الحمراء ويخربشون [يُخطّون] عنواناً كبيراً وأحمراً على الجدار.
خلاصات لجنة التحقيق في فحص إخفاقات الحرب القادمة تُكتب في هذه الأيام، ولا حاجة لمعرفة معلوماتٍ استخبارية سرية، أو وثيقة لخريج من كلية القيادة والأركان، كي نفهم حجم التهديد أو آثاره.
كل ما هو مطلوب هو الإصغاء لما يقوله ضباط كبار، الذين يرسمون صورة قاتمة على وجه المعركة القادمة. فقط قبل حوالي 10 أيام أجرى اللواء إيتسيك تورجمان مقابلة أعلن فيها أنه خلال حربٍ في الشمال، الجيش الإسرائيلي لن ينقل قواتٍ إلى الجبهة عن طريق وادي عارة. والسبب، حسب قوله، هو قطع طرقات وأعمال شغب سيتسبب بها عرب في المنطقة، وسيشكّلون إمكانية مهمة لعرقلة القدرة على تركيز نظم قوات الجيش الإسرائيلي".
تورجمان سبقه اللواء أهاروف حاليفا، الذي أوصى بإنشاء حرسٍ وطني لمعالجة الاضطرابات المتوقعة، ونائب رئيس الأركان المنصرف، اللواء إيال زامير، يُلمح أكثر إلى أنه يجب على الجيش الإسرائيلي الاستعداد من جديد لإمكانية أن ترافق الحرب في جبهاتٍ إضافية اضطرابات من النوع الذي شهدناه في "حارس الأسوار".
كذلك الشرطة تدرك الخطر جيداً. في هذا لأسبوع قال ضابط في لواء الشمال أن حزب الله يعمل على إنفاذ أسلحة إلى "إسرائيل" كعِبرَة من "حارس الأسوار"، من أجل استخدامها لأغراض أنشطة تخريبية في الجولة القادمة.
وهؤلاء ليسوا مجرد ضباط ينشرون توقعات شبه "أبوكالبسية" [رؤيا آخر الأيام] – إنه الواقع اليومي. عكا مستمرة في كونها مدينة يُهاجَم فيها يهود بصورة دائمة، وكذلك اللد لم يعُد فيها النظام بعد إلى سابق عهده. التظاهرات المؤيدة لمتّهمين بقتل يهود واستهدافهم خلال "حارس الأسوار" هي مسألة عادية، وتتم دون إزعاج.
"إسرائيل" تبدو كمن فقدت غريزة بقائها، والقدرة على التوضيح للمهتمين بإلحاق الضرر بها وبمواطنيها، ولمن يساعد العدو خلال حرب، بأن التبعات ستكون قاسية.
أسباب ذلك كثيرة ومتنوعة. ربما هذا إدمانٌ على الهدوء، وربما مفهومٌ نحن أسرى له، وربما حقيقة أن من يمسك حالياً بمواقع السلطة هو حزب جزء من أعضائه يدعمون المشاغبين ويتضامنون مع جهاتٍ إرهابية. وربما هذا مجرد كبت.
شيء واحد يمكن قوله بيقين. بدل التعامل مع الواقع المُقلق، "إسرائيل" تعتمد سياسة النعامة – تدفن رأسها عميقاً في التراب، وتغرق في أفكارٍ عبثية بأنه فقط إذا تركنا التهديد وسمحنا له بالموت على مهله – سيختفي عن وجه البسيطة. وهذا، طبعاً، لن يحدث.
هناك مجموعة وسط عرب "إسرائيل"، وهي في تزايد، تقول بصورة واضحة: "نحن معنيون بإلحاق الضرر بكم وبأولادكم، وسنُسرُّ كثيراً بمساعدتكم في خسارة الحرب".
نحن نتعامل مع هذا بإنكار، ونرفض الاعتراف بوجود مشكلة. وعليه، هنا يضربون يهود في الشارع، وهناك يرشقون حجارة أو توثيق مجموعات من الأسلحة على الشبكات الاجتماعية. أعمال الشغب الأخيرة كانت مجرد أزمة صغيرة. حلقة، وليس مجرد ساعة تنبيه.
لحظة عابرة، وليس ضوءاً أحمراً ضخماً. سنفحص كل شيء في لجنة التحقيق بعد الحرب القادمة.