مؤتمر وارسو: استعراض قوة أمام التهديد الإيراني
السبل لوقف إيران ستكون في أساس المؤتمر الدولي – رغم أنه لإعتبارات مفهومة سينعقد هذا تحت العنوان الغامض "الإستقرار والأمن في الشرق الاوسط". إسرائيل التي تشارك في المؤتمر، ستجد نفسها في إحدى المرات النادرة تجلس على طاولة واحدة مع زعماء عرب في محفل دولي همه الأساسي التغيير، لا النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني.
المؤتمر الدولي الذي سيفتتح في وارسو غداً الأربعاء بقيادة الولايات المتحدة يبدو كانعطافة في الاستراتيجية الشرق أوسطية للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
فبعد بضع خطوات أحادية الجانب، مثل الانسحاب من الإتفاق النووي مع إيران أو قرار سحب القوات من سوريا - يلوح هنا، ربما لأول مرة، جهد أميركي علني لتجنيد ائتلاف واسع ضد التهديد الإيراني. بكلمات أخرى: البيت الأبيض يقترح الآن على كل الدول في المنطقة وخارجها ممن يقلقهم الخطر الإيراني في المجال النووي، الصواريخ الباليستية والمؤامرات التقليدية، أن يتعاونوا وأن يستعدوا لمواجهة الخطر المشترك. ليس فقط في الغرف المغلقة وفي التنسيقات السياسية، مثلما كان حتى الآن، بل بالمؤتمرات وبالاستعراضات العلنية للقوة.
إن السبل لوقف إيران، فضلاً عن العقوبات، ستكون في أساس المؤتمر الدولي – رغم أنه لإعتبارات مفهومة سينعقد هذا تحت العنوان الغامض "الاستقرار والامن في الشرق الأوسط".
اسرائيل التي تشارك في المؤتمر، ستجد نفسها في إحدى المرات النادرة تجلس على طاولة واحدة مع زعماء عرب في محفل دولي همه الأساسي، التغيير، لا النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني.
هذه الحقيقة هامة بحد ذاتها. فالاجتماع في بولندا سيسمح لإسرائيل ليس فقط تنسيق المواقف واجمال الخطوات مع ممثلي العالم العربي السُني في الصراع ضد ايران بل ان تختار ايضا هل وفي اي ظروف يمكن "رفع مستوى" وكشف العلاقات السرية الجارية منذ زمن بعيد، وفقا للتقارير، بين القدس ودول الخليج وغيرها في ضوء العدو المشترك.
فضلاً عن هذا، ستكون هذه أيضاً فرصة ممتازة لرئيس الوزراء وللوفد الاسرائيلي لأن يستوضحوا عن كثب في أحاديث جانبية وفي الكواليس موقف دول الكتلة السُنية من "صفقة القرن" للرئيس ترامب لحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. فهل سيؤيدون الخطة؟ هل سيضغطون على ابو مازن لقبولها؟ هل سيطلبون ادخال التعديلات عليها؟
هذه الخطة، التي إستكمل اعدادها، كما سرب امس، ولكن نشرها سيؤجل إلى ما بعد الانتخابات في إسرائيل لن تكون كما أسلفنا في أساس المداولات في مؤتمر وارسو. ومع ذلك، فإن واضعيها الأساسيين، جاريد كوشنير وجايسون غرينبلت سيصلان إلى بولندا للهدف نفسه، أي استيضاح إذا ما كان يمكن تحقيق دعم عربي له.
دول وهيئات مختلفة لن يصلوا إلى المؤتمر، سواء تلقوا الدعوة أم لا. الروس أعلنوا منذ الآن بأنهم لن يأتوا، لأن النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني لن يبحث فيه وإيران هي التي ستكون على المهداف.
الإيرانيون، الذين لم يتلقوا الدعوة، حاولوا بداية إحباط المؤتمر من خلال اطلاق التهديدات على بولندا، وأمس استغلوا إحتفالات الأربعين للثورة كي يعودوا ليهددوا بتدمير إسرائيل وليتعهدوا بأنهم لن يكفوا عن تطوير الصواريخ الباليستية.
مفوضية الاتحاد الأوروبي هي الأخرى، التي تحاول بكل قوتها الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، لن تأتي على ما يبدو وكذا الفلسطينيون، الذين تلقوا الدعوة، أعلنوا عن عدم الوصول خشية أن يكونوا عرضة للضغوط لقبول صفقة القرن.
أكثر من 40 مندوباً لدول عربية ودول أخرى تلقوا الدعوة للمؤتمر في بولندا، والإختبار الأول لنجاحه سيكون في عدد ومستوى المشاركين الذين سيصلون بالفعل. أما الإختبار الثاني فسيكون في قدرة المؤتمر على خلق إجماع تصريحي حول الحاجة إلى صد إيران. أما الإختبار العملي فسيكون منوطاً بمدى الإستعداد والجرأة لكل واحد من المشاركين في الخطوة.