أسبوع جيد جداً لإيران
لقد نجح الإيرانيون. إنهم لا يلعبون. فقط بعد ساعات على خطاب الرئيس دونالد ترامب، الذي يرسم معالم السياسة الأميركية الجديدة تجاه إيران، كان كبار المسئولين الإيرانيين على الأرض في العراق وسوريا لا يذلّون الولايات المتحدة فحسب، بل ويغيرون التوازن الاستراتيجي لصالح إيران [استعادة كركوك].
الواقع هو أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تكون أكثر خيانة مما هي عليه اليوم. لقد تلقّت سمعة الولايات المتحدة ومصداقيتها الاستراتيجية في المنطقة وخارجها ضربة هائلة.
في يوم الخميس، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الأكراد السوريين، الذين قادوا القوات التي هزمت داعش في الرقة، قلقون الآن من أن الولايات المتحدة سوف تتخلى عنهم أيضاً.
لحسن الحظ، ليس كل شيء أسود. إسرائيل ليست الولايات المتحدة. لكنها أقوى من الأكراد. وتبذل إسرائيل كل ما في وسعها لمساعدتهم وكبح جماح توسّع إيران. وهذا، في الوقت الذي يبدو فيه ترامب غير قادر على ترجمة مواقفه إلى سياسات على أرض الواقع.
وبينما اتصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتحدث معه حول برنامج إيران للأسلحة النووية وتزايد وجودها في سوريا، التمس نتنياهو من بوتين دعم الاستقلال الكردي في العراق.
من المثير للاهتمام أن مكتب بوتين، وليس إسرائيل، هو الذي كشف عن الاتصال.
يذكر أن نتنياهو تحدث في الأيام الأخيرة بشكل مطول مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، بالإضافة إلى آخرين، من أجل استمالتهم لدعم حكومة إقليم كردستان المناهضة لإيران.
من خلال عدم التخلي عن الأكراد ومواصلة الضغط على الغرب - بما فيه إدارة ترامب - لدعم البارزاني وحكومته، ومن خلال التصدي ضد تمكين إيران في سوريا والعراق ولبنان، يحاول نتنياهو استغلال نقاط ضعف إيران وتوسيعها. وهو يفعل هذا حتى فيما تصبح قوة إيران أكثر وضوحاً، وتزداد قوة إيران ضد أميركا التي لا تزال من دون هدف استراتيجي.
إن أعمال نتنياهو لوحدها لن توقف إيران. لكنها توضح أن صعود إيران ليس أمراً لا يمكن وقفه. هناك الكثير من الجهات الفاعلة التي لديها أسباب كثيرة لمعارضة تمكين إيران. وبمجرد أن يروا الخطر الذي تشكله إيران عليهم، يعملون معا وكل على حدى، ويمكنهم أن يساعدوا على تحجيمها.
في مرحلة ما، قد يستعيد الأميركيون صوابهم ويُنهون العمل.