عملية تل أبيب: إسرائيل تمتحن جرحها
عملية تل أبيب تتصدر الصحافة الإسرائيلية قراءة وتحليلاً ورسماً للسيناريوهات المقبلة. وما بين الحديث عن ضرورة تشديد القبضة على الفلسطينيين يأس إسرائيلي من نجاعة الخطوات الإسرائيلية فالانتفاضة الثالثة "على ما يبدو لن تخبو بسرعة" تقول هآرتس.
وقالت الصحيفة "تنافس وزراء الحكومة فيما بينهم من ينشر بياناً أكثر تطرفاً" لكنها اعتبرت أن أقوالهم المتحمسة والعليلة مثل خطوات العقاب الجماعي ليست لها أي قيمة حقيقية. فهي "لن تضمن حياة مواطن اسرائيلي واحد، بل تعمق فقط الإحباط والكراهية لدى من فرض عليهم العيش تحت الاحتلال الإسرائيلي، ونهايتها أن تدفع المزيد من الشبان إلى الإرهاب".
واعتبرت الصحيفة أنه من المذهل "كيف أن حكومة إسرائيل لا تستخلص الدرس وتستوعب ما كان يفترض أن يكون واضحاً منذ زمن بعيد: الإرهاب سيستمر طالما لا يوجد أفق أمل للشعب الفلسطيني. فلا يمكن لأي خطوات عسكرية أن تقضي عليه ولن تتمكن أي تصريحات متبجحة من أن تضع حداً له".
بين غزة وشارونا
وكتب في مقالته التي حملت عنوان "بين غزة وشارونا" "دوماً سيكون هناك من سيطرح الاقتراح لمعاقبة عموم الفلسطينيين بإلغاء التصاريح أو التسهيلات. رئيس الأركان في الغالب سيفرح بأن هذا سيحقق أثراً معاكساً – سيدفع المزيد منهم إلى دائرة الإرهاب. وأول أمس، وعن حق، لم يعارض. فليس معقولاً أن يتمتع الفلسطينيون بتسهيلات رمضان في الوقت الذي يحتفلون فيه بالقتل في تل أبيب". بن ديفيد اعتبر أنه "للحظة، في الأسبوع الماضي، كان وهم ما بأن هذا بات خلفنا. إن الظاهرة لن تختفي. فالجدران العالية التي أقمناها على الحدود قد توقف المخربين، ولكنها لا تمنع الأفكار العنيفة من التسلل إلى قلوب وعقول الفلسطينيين. أجواء العنف التي تحيط بالمنطقة ستجد دوماً المزيد من الشبان الذين سيرغبون في الأخذ بها". ودعا الكاتب الإسرائيلي إلى "عدم التسليم بهذه الظاهرة ومواصلة القتال ضدها" مشيراً إلى أن "الإرهاب والعنف سيرافقان وجودنا هنا دوماً، ولشدة الأسف سيبقيان يرافقانا. في مثل هذه الايام على الزعماء أن يذكروا الاسرائيليين بأنه رغم الارهاب فإن شيئاً حقاً لا يهدد وجودنا هنا كدولة، وأنه لا توجد أي قوة في الشرق الاوسط، ولا حتى الارهاب، يمكنها أن تغير حقيقة وجودنا كدولة مزدهرة من 8 مليون نسمة".
كان يجب قتل المخربين
وقال إن "الفشل يبرز أكثر في السلوك مع المشغلين للمقيمين بلا تصاريح. فعندما يمسك الفلسطينيون يعادون إلى بيوتهم، ويخرج أرباب عملهم اليهود بلا شيء. مخرب قاتل طعن جندياً في جفعتايم أمسك به، وأرباب عمله في الموقع المجاور عوقبوا بوقف البناء أسبوعين. نكتة محزنة". واعتبر أن "المواطن مستعد لأن يسلم بانفجار الإرهاب الذي لا يمكن إحباطه مسبقاً ولكن لا يوجد ما يدعو إلى التسليم بالإهمال واللامبالاة وعدم الاكتراث ما بين الطعن وبين اطلاق النار".