لقاء أبو مازن مع زعيمة المعارضة الإيرانية

رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن يلتقي زعيمة المعارضة الإيرانية، مريم رجوي وبذلك تتخلى السلطة الفلسطينية عن سياستها الحيادية في المنطقة وتنضم إلى المعسكر المعادي لإيران.

عباس خلال لقائه رجوي في باريس
من تحت الرادار، يطرأ تحول بعيد الأثر في السياسة الفلسطينية، ومن المفيد أن نتابع هنا إذا ما كان هذا التحول جدياً أم ظاهرياً. فخلال زيارته الأخيرة إلى باريس التقى رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، زعيمة المعارضة الإيرانية، مريم رجوي، وحتى أنه التقط صورة علنية معها. وبذلك تخلت السلطة الفلسطينية عن سياستها الحيادية في المنطقة وانضمت إلى المعسكر المعادي لإيران. وفي رد على ذلك أطلق بعض المتحدثين الإيرانيين تهديدات ضد السلطة الفلسطينية. وفوراً بعد اللقاء في باريس طلب أبو مازن زيارة السعودية وذلك من أجل أن يقبض ثمن هذا اللقاء، إلا أن الزيارة لم تتم.

لقد غضبت الدول العربية السنية من الفلسطينيين بسبب سياستهم الحيادية. وهم قد وجهوا لهم النقد الشديد وذكّروهم بأنهم لم يكونوا حياديين في صراع الفلسطينيين ضد إسرائيل، والآن وهم في ضائقة يتبنى الفلسطينيون موقفاً حيادياً. وعليه، وخلافاً للتصريحات الرسمية، أبلغت الدول العربية الفلسطينيين أنها لن تؤيد خطوة تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل في موضوع المستوطنات. ومن البديهي أن أبو مازن سيطلب في السعودية ثمن ذلك والمخاطر التي أقدم عليها بلقائه مع زعيمة المعارضة الإيرانية في باريس.

فهل ستستجيب السعودية لذلك؟ لا يمكن، على وجه اليقين، معرفة إذا ما كان قد تم تقديم وعود بذلك خلف الكواليس. إلا أنه يمكن أن تفضل السعودية الانتظار حتى ترى جدية اللقاء. وتأجيل اللقاء (مع أبو مازن) يدل على ذلك. وكانت هي، في الماضي، قد طلبت من أبو مازن لقاء الزعيم اللبناني سعد الحريري إلا أنه لم يصدر شيء عن هذا اللقاء، وواصلت منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان ممارسة دور الحليف مع حزب الله ضد السلفيين. 
ومن المهم أن نرى ما إذا كان اللقاء مع المعارضة الإيرانية سيغير هذه السياسة في لبنان. ويمكن الافتراض أن ذلك لن يحدث لأن السلفيين في لبنان هم العدو المشترك لكل من منظمة التحرير الفلسطينية وحزب الله، وهم يشكلون تهديداً على مخيمات اللاجئيين، في الوقت الذي لا توجد لحزب الله مصلحة في هذه المخيمات.      


ترجمة مرعي حطيني