ويكيليكس: بيريز استخدم رايس من أجل الضغط على باراك
الوثيقة التي نُشرت في "ويكيليكس" تُظهر أن شمعون بيريز واصل، بعد أن عُيّن لمنصب الرئاسة، العمل بطرق مختلفة من أجل تحقيق أفكاره، وذلك من خلال استخدام صلاته السياسية وعبر استخدام وسائل ضغط مختلفة على متخذي القرارات.
وأوضح بيريز في اللقاء أنه معني بأن يترك بوش وراءه "إنجازات ملموسة" وذلك لأنه "من غير المرجح أن يتم التوصل إلى اتفاق سياسي مع الفلسطينيين حتى شهر أيار/ مايو"، ولأنه لا توجد أيضاً حاجة إلى مزيد من الصور التذكارية العابرة.
وفي وثيقة تحمل عنوان "الرئيس بيريز يقترح اتفاقاً بشأن المناطق الصناعية في الضفة الغربية قبيل زيارة رئيس الولايات المتحدة الأميركية" يتم عرض خطة بيريز.
ووفق هذه الخطة ستقام ثلاث مناطق صناعية في مناطق السلطة الفلسطينية – في مناطق جنين وترقوميا وأريحا - حيث أن التمويل سيصل من دول مانحة وافقت على ذلك: ألمانيا وتركيا واليابان.
وكان بيريز يعتقد أن إقامة تلك المنشآت ستشكل إنجازاً كبيراً سيكون بوسعه الدفع باتجاه تحسين الوضع في المنطقة.
وفي ضوء الحاجة إلى موافقات من قبل الأجهزة الأمنية، فهو قد اقترح أن تقوم وزيرة الخارجية كونداليزا رايس باستغلال زيارتها إلى إسرائيل لإجراء لقاءات مع رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض ومع وزير الأمن ايهود باراك بهدف "التغلب على العوائق". وهو "دفعنا لنطلب من وزيرة الخارجية رايس الضغط على باراك"، قال السفير (الأميركي) في تقريره.
ووفق الوثيقة فإن بيريز وصف مطولاً أمام السفير اللقاءات التي أجراها مع المستويات على الأرض في الجيش الإسرائيلي وفي المنظومة الأمنية، بما في ذلك مع مدير عام وزارة الأمن في ذلك الحين بنحاس بوخريس (هو ليس مهماً، لأن باراك يتخذ القرارات الهامة بنفسه، قال بيريز)، وقائد المنطقة الوسطى، في تلك الفترة، غادي شيمني.
وجاء في تقرير السفير إن "بيريز قال لشيمني إن عليه أن يلعب دوره من أجل التأكد أنه يمكن الانطلاق في طريق إقامة المناطق الصناعية في منتصف شهر أيار/ مايو".
ويبدو أن السفير (الأميركي) قد شعر على ما يبدو، أن بيريز يخطط لخطوة مستقلة، وأنه لم يُشرِك بذلك متخذي القرارات.
ويعلق السفير في ملاحظة له قائلاً: "إنه في الوقت الذي يدعي فيه بيريز أنه ينسق الأمر مع رئيس الحكومة أولمرت، من غير الواضح إذا ما كان أولمرت موجود فعلاً في لب الموضوع". وطلب السفير من وزارة الخارجية الحصول على "توجيهات إضافية" في الموضوع.
ولم يكن بالإمكان تعقب رد وزارة الخارجية الأميركية في وثائق "ويكيليكس"، إلا أنه كان قد تم في الصحافة الإسرائيلية، في حزيران/ يونيو 2008، نشر خبر مفاده أنه تم عقد لقاء في القدس بين باراك وفياض ورايس من أجل البحث في هذه المواضيع، وأن باراك قد صرح في نهاية اللقاء إن "إسرائيل ستواصل تأييد تنفيذ المشاريع الاقتصادية مع الفلسطينيين في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".
هذا وقد لعب تنفيذ المشاريع الاقتصادية المشتركة بين إسرائيل والدول العربية والفلسطينيين دوراً مركزياً في رؤية بيريز، وهو قد عمل على دفع تحقيق هذا الموضوع خلال تسلمه مسؤولياته الرسمية.
والوثيقة التي نُشرت في "ويكيليكس" تُظهر أنه واصل، بعد أن عُيّن لمنصب الرئاسة، وهو منصب رمزي وخالٍ من أية مسؤولية سياسية خارجية أو داخلية، واصل بيريز العمل بطرق مختلفة من أجل تحقيق أفكاره، وذلك من خلال استخدام صلاته السياسية وعبر استخدام وسائل ضغط مختلفة على متخذي القرارات.