الأردن في فترة عاصفة

مع عودة طاقم السفارة في عمان بما في ذلك الحارس بسلام، وإعلان الأردن بأنه قد تمت مهاجمته (الحارس)، انتهى هذا الفصل من الأزمة حول جبل الهيكل المسجد الأقصى. وهنا يجب الانتباه إلى السبب الذي دفع الملك الأردني عبد الله، على خلاف المواقف الأردنية الأولية، إلى إنهاء الأزمة بسرعة.

أردنيون يشيعون محمد الجواودة..وأزمة السفارة تأتي في توقيت سيء تطورت بين الحكومة الأردنية وبين قبيلة الحويطات الكبيرة

لقد جاءت أزمة السفارة في توقيت سيء. ذلك أنه قد تطورت بين الحكومة الأردنية وبين قبيلة الحويطات الكبيرة، التي يُحسب على شقها الفلسطيني كل من صائب عريقات وخالد مشعل، تطورت حالة من المواجهة بعد أن أُدين أحد أبنائها، الذي يعمل في الأمن، بقتل ثلاثة جنود أميركيين. وقد خرج أبناء القبيلة في مظاهرات ضخمة أغلقوا خلالها الطرقات وهددوا بالذهاب إلى العاصمة عمان. وهم يدّعون أن القضاء الأردني قد تعرض لضغوط أميركية من أجل إدانة ابن قبيلتهم البريء من التهمة الموجهة إليه.

 

إن الحكومة (الأردنية) تتعامل مع هذه القبيلة (الحويطات) بقفزات من الحرير لأن أفرادها يشكلون العمود الفقري لقوات الأمن الأردنية، وهي مرتبطة بحبلها السري بالتاريخ الهاشمي، وذلك لأنها أتت إلى الأردن خلال الثورة العربية الكبرى التي قام بها لورانس العرب.

 

وعليه فإنه ليس بوسع الأردن أن يسمح لشعبه بخوض أزمتين متشابهتين في آن واحد، وهو كان معنياً بإنهاء الأزمة مع إسرائيل بالسرعة الكلية. وعلاوة على ذلك فإن أقوال إمام أحد المساجد في مكة قد فاجأ الجميع. فهو قد قال إن الإجراءات في جبل الهيكل (المسجد الأقصى) هي شأن إسرائيلي داخلي. وقد ورد في التفاصيل أن السعودية قد وجهت أئمة المساجد لديها بعدم دعم الموقف الفلسطيني. ومن ناحية الأردن فإن معنى هذا الأمر هو أن السعودية لا تعترف بوضعه الخاص في المسجد الأقصى الخاضع، حسب رأيها، بشكل حصري لمسؤلية إسرائيل.

 

هناك فعلاً خلافات بين الأردن وبين السعودية ودول الخليج في موضوع قطر والعلاقة مع الأخوان المسلمين، وقد سادت الخشية في الأردن، بطبيعة الحال، من ألاّ تعترف دول الخليج بموقعه الخاص في المسجد الأقصى. 


ترجمة: مرعي حطيني