حزب الله والنيران

صحيفة "جيروزاليم بوست" تقول إن الحرائق الأخيرة تفتح الباب على التفكير بمخاطر سيناريو مختلف جداً، متسائلة ماذا ستفعل فرق الطوارئ للتعامل مع حريق واسع النطاق في نفس الوقت الذي تتعرض فيه لهجوم صاروخي من قبل حزب الله؟". وتحذر بأنه خلافاً للوضع الحالي لن تحظى إسرائيل بتعاطف دول العالم.

إسرائيل واجهت في الأيام القليلة الماضية واحدة من أسوأ الحرائق في تاريخها
قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن "إسرائيل واجهت في الأيام القليلة الماضية واحدة من أسوأ الحرائق في تاريخها، حيث تم تدمير مساحات شاسعة من الغابات والمناطق الريفية في زخرون يعقوب، نفيه شالوم، موديعين، نفيه ايلان وناتاف. كما تم إجلاء عشرات الآلاف من منازلهم في منطقة حيفا وحدها".


الصحيفة التي أكدت "أن عدم وقع خسائر بشرية يشكل دليلاً على نجاح رجال الإطفاء"، رأت أن "هذه الحرائق تفتح الباب على التفكير بمخاطر سيناريو مختلف جداً". وتساءلت الصحيفة "ماذا كان ليحدث لو اضطرت فرق الطوارئ في إسرائيل للتعامل مع حريق واسع النطاق في نفس الوقت الذي تتعرض فيه لهجوم صاروخي من قبل حزب الله؟" مشيرة إلى أن "هذا السيناريو ليس مستبعداً إذ إن سقوط وابل من الصواريخ والقذائف على إسرائيل يمكن أن يؤدي بسهولة إلى نشوب حرائق أكبر من تلك التي اشتعلت في مختلف أنحاء البلاد خلال الأيام القليلة الماضية، إذا ما سقطت الصواريخ في أحراش يابسة بعد فترة طويلة من الجفاف تزامناً مع هبوب رياح عاتية، عندها يمكن بسهولة حصول حرائق ضخمة".

 

الصحيفة حذرت من أنه خلافاً للوضع الحالي "إسرائيل لن يكون لديها تعاطف دول العالم، ليس من الفلسطينيين والأتراك أو من دول صديقة، لأن هذه الدول ستعارض التدخل وسط ظروف الحرب لمساعدة إسرائيل، فالعالم يساعد إسرائيل بانفتاح أكبر، إذا ما تعرضت لكارثة طبيعية، إلاّ أنّه "يتخاذل"، عندما تدخل تل أبيب في مواجهة مع العالم العربي، فالمجتمع الدولي لن يستغرق وقتاً طويلاً لإدانة إسرائيل إذا ما دافعت عن نفسها، وفقاً للصحيفة، ضد أي عمل يقوم به حزب الله ضدها، كما حصل بعد اندلاع حرب لبنان الثانية في العام 2006 بفترة وجيزة.


الصحيفة لفتت إلى أنه عند قيام حزب الله بشن هجوم صاروخي كبير على إسرائيل، من المرجح أن يكون الردّ الإسرائيلي مدمراً للغاية، ليس استساغة إسرائيلية لتدمير جنوب لبنان، لكن لأن حزب الله يخزن عمداً كميات كبيرة من ترسانته الصاروخية في المناطق المدنية. وإسرائيل تمتلك الحق قانونياً وأخلاقياً في تدمير هذه المنازل كوسيلة للدفاع عن نفسها ضد حزب الله.


وختمت "جيروزاليم بوست" بدعوة إسرائيل للاستعداد لسيناريو "لا تتلقى فيه أي مساعدة من المجتمع الدولي في إطفاء الحرائق التي تسببها صواريخ حزب الله".