الجمهوريون أدركوا أنه لن تقوم دولة فلسطينية هنا

لقد أدرك الجمهوريون الأمر الذي ما زلنا غير قادرين على استيعابه إلى الآن، أو جزء صغير منا على الأقل. اثنان من المرشحين الجمهوريين للرئاسة، تيد كروز وماركو روبيو، والرئيس المنتخب ترامب، بالإضافة إلى بديل السفير دان شابيرو، ديفيد فريدمان – لجميع هؤلاء قاسم مشترك واحد على الأقل وهو الإعتراف بأن الاستيطان في يهودا والسامرة لا يشكل عقبة أمام السلام.

هذه الانعطافة، مقارنة بالسياسة الأميركية على مدى عقود، من شأنها أخيراً أن تدفن مسيرة أوسلو التي تحتضر، وأن تدفع باتجاه عميلة أحادية الجانب تحدد من جديد المناطق التي تمتلك إسرائيل السيادة فيها. إذاً، ما الذي أدركه هؤلاء بالضبط، في حين أن قسماً منا لمّا يدرك ذلك بعد؟ اضبطوا أنفسكم جيداً – لن تقوم دولة فلسطينية هنا. بالنسبة للذين كانوا قد أدركوا ذلك، أنا لم آتِ بجديد. أما بالنسبة لهؤلاء الذين يريدون إقامة قيادة إلى جانبنا ترعى وتمجد مبدأ الإرهاب، فيبدو أن أجهزة الاستيعاب لديهم حساسة أكثر من اللازم.

 

كما أن هناك أعضاء في اليسار الذين يصرخون عندما يسمعون كلمة "ضم" محذرين من نهاية الديمقراطية. ذلك أنه بالنسبة للمعارضة لدينا، تكون الديمقراطية جيدة عندما يفوزون هم فقط  وهم لا يدركون أيضاً أنه ليست هناك حلول سحرية.

 

لا يوجد لهذا الصراع مثيل في التاريخ. وغالباً ما تلتقي الصراعات في الشرق الأوسط بواقع عنيف. ويمكنكم الآن أيضاً أن تلقوا بنظرة على الواقع في سوريا. وعندما يكون الواقع غير مثالي، فإن الحلول تكون غير مثالية أيضاً. وعندما يكون الحديث متعلقاً بإسرائيل فإن العكس هو الصحيح – فدولة إسرائيل تفعل كل ما في وسعها لتفادي العنف.

 

وما الذي أدركه الجمهوريون أيضاً؟ لقد أدركوا أنه من الطبيعي أن تكون سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في عاصمة إسرائيل، القدس. إن هذا أمر مشروع لترامب، على خلاف عدد غير قليل من سابقيه: كارتر وفورد وريغن وكلينتون وبوش، الذين أعلنوا عن نيتهم نقل السفارة إذا كان هناك اعتراف بالقدس الموحدة كعاصمة لإسرائيل. ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، إذا ما تم فعل ذلك حقاً، لن يكون تحولاً في السياسة الأميركية وحسب، بل سيكون أيضاً رسالة للفلسطينيين وللدول الأوروبية، ولأجزاء من اليسار الإسرائيلي، من ذوي أجهزة الاستيعاب البطيئة، مفادها: إننا نفهم الأمر الذي لم تستوعبوه أنتم حتى الآن.

 

ترجمة: مرعي حطيني