"جيروزاليم بوست": جيفري: يجب الضغط من أجل التزام واشنطن بشأن إيران
المبعوث الأميركي السابق إلى العراق جيمس جيفري يقول إنه على "إسرائيل" الضغط من أجل التزام الولايات المتحدة بشأن إيران إذا انضمت إلى خطة العمل المشتركة الشاملة.
صحيفة "جيروزاليم بوست" تجري مقابلةً مع السفير جيمس جيفري، المبعوث السابق إلى العراق، وتنقل عنه قوله إن هناك التزاماً قوياً من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالانضمام إلى الاتفاق النووي مع إيران لعام 2015، وهنا نورد الترجمة الحرفية للمقال:
قال السفير جيمس جيفري، المبعوث السابق إلى العراق، إنه يتعيّن على "إسرائيل" الضغط من أجل التزام أميركي جاد ضد إيران في المنطقة إذا عادت الولايات المتحدة إلى خطة العمل المشتركة الشاملة. وقال: "ليس هذا ما تريده إسرائيل. هذا ما يريده شركاؤها في اتفاقيات أبراهام. لديك إجماع (في الشرق الأوسط) على أن أميركا بحاجة إلى فعل المزيد".
جيفري هو رئيس برنامج الشرق الأوسط في مركز ويلسون. شغل سابقاً منصب الممثل الخاص في سوريا والمبعوث الخاص للتحالف الدولي "لهزيمة داعش" خلال إدارة ترامب. قبل ذلك، كان نائب مستشار الأمن القومي في إدارة بوش وسفيراً في العراق وتركيا خلال إدارة أوباما.
قال السفير جيفري لصحيفة "جيروزاليم بوست" إنه يعتقد أن هناك التزاماً قوياً من إدارة بايدن بالانضمام إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، وقال إن السبب الأول هو حقيقة توقيع الاتفاق النووي لعام 2015 أثناء رئاسة باراك أوباما. "كان هذا هو إنجازه الأساسي، وهذه الإدارة، بالطبع، مكوّنة من شركاء مقربين جداً من الرئيس أوباما". وقال إن السبب الثاني هو الرغبة في عكس سياسات عهد ترامب.
وقال جيفري: "لكن السبب الثالث هو سبب محدد للغاية يمكنني التعاطف معه، حيث كنت نائب مستشار الأمن القومي في إدارة بوش في السنوات الأخيرة عندما كان علينا التعامل مع مشكلة إيران". وقال إن حكومة الولايات المتحدة مهتمة "بألا تكون هناك أزمة تلوح في الأفق، أو حرب مع إيران، تهيمن باستمرار على سياستنا الخارجية بأكملها. كان هذا صحيحاً في 2007 - 2008، وهو صحيح أكثر الآن عندما يكون لدينا تهديدات أكبر بكثير مما كانت لدينا في سنة 2007: تغيّر المناخ، الكورونا، الصين، روسيا. الآليات التي تقومون بها، التنسيق، لا سيما مع الحكومة الإسرائيلية، التي، بالطبع، شديدة التوتر وقادرة على اتخاذ الإجراءات الخاصة بها. المتطلبات العسكرية التي يجب أن تكون مطبقة مع اقتراب (إيران) من قدرة نووية؛ ذهاباً وإياباً، مرهقة للغاية.
هذا يلفت الانتباه بعيداً عن كل شيء آخر، وهناك حالة يمكن إثباتها أنه إذا كان بإمكانك تأجيل هذا الأمر على مدى السنوات الخمس إلى العشر القادمة التي أنجزت فيها شيئاً، لذلك أعتقد أن هذه الأسباب الثلاثة التي تجعل هذه الإدارة تريد ذلك".
ومضى يقول إن الإيرانيين "يريدون الاتفاق بشدة لأن العقوبات تشل اقتصادهم".
بعد مغادرة البيت الأبيض الأسبوع الماضي، قال الرئيس الإسرائيلي المنتهية ولايته، رؤوفين ريفلين، للصحفيين إنه كان لديه انطباع بأن العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة ليست صفقة منتهية. وفقاً لجيفري، فإن الإدارة تقول ذلك "للاستهلاك العام. في الأسابيع القليلة الماضية، قللّت الإدارة من أهمية خطة العمل الشاملة المشتركة وتحدثت عن العقبات، "ربما لن نحققها". هذا، أولا وقبل كل شيء، للضغط على الإيرانيين الذين يطالبون بالكثير. ثانياً، إنه أيضاً لتبرير تنازلات بعيدة المدى كانت الإدارة تفكر فيها. أعتقد أن الإدارة تلعب لعبة مزدوجة هنا قليلاً، لأنني أعتقد أنها تمضي قدمًا في المفاوضات".
وتابع "أعتقد أنهم يتوقعون أنهم سيحصلون على صفقة. لكنني أعتقد أنهم يدركون أنه سيتعيّن عليهم تقديم تنازلات وسيحاولون التصرف كما لو أن الصفقة قد انهارت تقريباً ومن المهم حقاً الحصول على الصفقة. وهذه (التنازلات) ليست كلها بهذا الحجم. إليكم سبب كونها كبيرة، وإليكم ما يجب على "إسرائيل" أن تفعله: أولاً وقبل كل شيء، سيكون من الجيد دعوة رئيس الوزراء الجديد إلى واشنطن. هذه علاقة مهمة للغاية. يجب على "إسرائيل" الضغط من أجل تدخل أميركي جاد ضد إيران في المنطقة إذا عادت الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة. هذا ليس ما تريده "إسرائيل". هذا ما يريده شركاء اتفاقية أبراهام. لديك إجماع (في الشرق الأوسط) على أن أميركا بحاجة إلى فعل المزيد. لقد كان السجّل مختلطاً. مقاربة هذه الإدارة لليمن، وهو أحد المجالات التي تحتاج فيها لمنافسة إيران، كانت ضعيفة للغاية. لقد تخلينا للتو عن جميع نقاط الضغط لدينا وتوقعنا أن يقدم "الحوثيون" وإيران تنازلات. بدلاً من ذلك، يواصلون هجماتهم على هذه القاعدة الرئيسية في اليمن".
هل ترى سيناريو يبتعد فيه بايدن عن الصفقة؟
"إذا فعل، عندها ستصل إيران بسرعة كبيرة إلى نقطة حيث سيكون أمامها أسابيع أو أقل من امتلاك ما يكفي من المواد الانشطارية لبناء سلاح نووي. وسيخلق ذلك أزمة عسكرية ودبلوماسية مستمرة لإدارة بايدن بشأن قضية يعتقدون أنها من الدرجة الثانية. ليس الأمر أنه ليس مهماً، إنه كذلك. لكن بالمقارنة مع روسيا والصين والكورونا والمناخ، فهي أقل أهمية ولا يريدون أن يتحولوا بسبب ذلك. لذلك، لديهم حافز هائل للحصول على صفقة".
ما هو فهمك لوعد الإدارة بأن يكون لها اتفاقية "أطول وأقوى"؟
"لم تقدّم الإدارة أبداً أي تفسير لسبب اعتقادها أن إيران، التي أوضحت أنها لا تريد التفاوض (على صفقة مختلفة) ستوافق على القيام بذلك.
إنه أمر مزعج بعض الشيء لأنه غير ناضج وهؤلاء الرجال لديهم خبرة كبيرة. إنهم يقولون بشكل أساسي: "بالتأكيد، هناك عيوب في الاتفاق، وكلنا نعرف العيوب في اتفاق 2015. لكن لا بأس، سنتفاوض فقط على اتفاقٍ جديد من شأنه أن يحل كل تلك المشاكل". وتكمن الصعوبة في ذلك في أن الطريقة الوحيدة التي يمكن حتى من الناحية المفاهيمية أو النظرية أن يكون ذلك ممكناً هو دفع الإدارة والأوروبيين، الذين يميلون إلى التفكير بهذه الطريقة على أي حال، نحو الافتراض القاتل بأن إيران دولة طبيعية تريد حقاً أن تكون صديقة لبقية العالم. هذه مشكلة قاتلة. هذا هو أسوأ شيء في خطة العمل الشاملة المشتركة. يمكنك عقد صفقة معهم بشأن مسألة فنية، في هذه الحالة القضية النووية. لكن لا يمكنك أن تنسى أنك تتعامل، مرة أخرى، على حد تعبير كيسنجر، "قضية وليست دولة"، قضية هدفها ترسيخ الهيمنة على الشرق الأوسط ".
وفي حديثه عن الوضع في لبنان، قال السفير جيفري "إنها مأساة، لكنها أيضاً درس. والعنوان الرئيسي لذلك هو بغداد. (الدرس هو) إذا لم تقم بالرد على الأجنحة المسلحة والسياسية لدولة إيرانية بشكل أساسي داخل دولتك الآن، فسوف ينتهي بك الأمر قريباً مثل لبنان ولبنان مأساة.
وقال "يمكن إصلاحه. لكن الإجماع هو أنه لن يتم إصلاحه ما لم تكن لديك حكومة فاعلة ستتخذ قرارات صعبة. والعقبة الرئيسية في ذلك، ليس العائق الوحيد بل الأساسي، حزب الله وسيطرته على دولة لبنان. وهذا هو في الأساس سيطرة إيران على دولة لبنان. هذا هو مستقبل العراق. هذا هو مستقبل الدول الأخرى التي تسمح لإيران باختراقها. لذلك، فهو درس بالإضافة إلى كونه مشكلة".