"يديعوت أحرونوت": عملية محطّم الأسوار
صحيفة "يديعوت أحرونوت" تعتبر أن مجريات الحرب الأخيرة أظهرت حجم الوهم والكذب اللذين يلفّان "إسرائيل"، وأنّ الوضع اختلف تماماً، وعلى "إسرائيل" إدراك هذا والتصرف على أساسه.
رأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الحرب الأخيرة أثبتت أن الوقت قد حان للانفصال عن الولايات المتحدة الأميركية.
وفيما يلي نص المقال المترجم:
الأسبوعان الأخيران كشفا دفعةً واحدة كم أن كشف الغطاء غير احتفالي أبداً، وَهم الأمن الذي نعيش فيه، الأكاذيب وأجزاء الحقائق التي اعتدنا عليها وباعونا إياها على مدى سنوات.
الردع:
يجب قول الحقيقة: من هو مردوع في المساحة الهائلة بين البحر الأبيض المتوسط والخليج الفارسي، ليس العرب. إنه شعب إسرائيل.
كل المحللين والضباط الاحتياط يمكنهم مواصلة الحديث عالياً – عالياً عن التكتيك، الاستراتيجية، بونكر نصر الله وعن نفق ضيف.
في الواقع _ إطلاق النار استمر حراً، من الجنوب، من الشمال، من يهودا والسامرة (الضفة).
في الواقع – جبل الهيكل (الحرم القدسي) مغلق أمام اليهود.
في الواقع – طرقات إسرائيل خالية، كأننا لم نخرج بعد من الإغلاق (الكورونا).
في الواقع – منتجات غاز الفلفل نفذت عن الرفوف. حشود الإسرائيليين انقضت على هذا المنتج لأنهم يخافون التجول في الشارع أو الخروج إلى الركض في الحي مساءً. ليس في بيروت، أو رام الله او طهران. في رامات غان، في هود هاشارون، في العقولة.
صورة انتصار:
هاتان الكلمتان هما إحدى كوارثنا. بدل السعي إلى انتصار، استُعبدنا لصورة انتصار. ولمن صورة الانتصار هذه مخصصة في الأصل؟ لأجل حماس؟ صورة الدمار يرونها كل يوم بأعينهم. كل هذه المطاردة السخيفة خلف صورة انتصار تهدف بكلّها وكلكلها لعيونٍ إسرائيلية. قلنا اننا الشعب المردوع في المنطقة.
الولايات المتحدة:
هذه ليست أميركا التي عرفناها. وهذا ليس بسبب بايدن، إذا أن أمريكا ترامب أيضاً ليست التي عرفناها. الولايات المتحدة تمر بمجرياتٍ عميقة من التغييرات الديموغرافية، الثقافية، الاقتصادية. إسرائيل أصبحت، بغير رضاها، لاعباً سياسياً مهماً هناك، أو الأصح، ملحق مناكفة سياسية بين الأطراف.
حان الوقت للبدء بالعمل على خطة فك ارتباط عن ثدي العم سام: ليس بمشاجرة، ولا بضربة، بل استيعاب ان الولايات المتحدة يمكن أن تتحول من صديقتنا الأفضل إلى (الصديقة) السابقة المتذمرة.
ربما حان الوقت للنظر شرقاً أيضاً بدل غرباً فقط. للبحث عن شراكات تاريخية أخرى.
غلاف غزة:
نعم، غلاف غزة وليس غلاف إسرائيل. حكومة إسرائيل قررت أن تعيش مع قصفٍ من غزة كقدرٍ من السماء (محتوم). كجزءٍ من الروتين، من حياتنا هنا. فقط إنها نسيت، أو الأصح اتخذت قراراً عن إدراك، بعدم تحديث الرعية بغرف محصّنة فيما هذا هو الوضع.
حان الوقت لأن نقرر أن نعيش متسالمين مع هذا الوضع، وإعلان هذا على الملأ. أو حلّها مرة واحدة وإلى الأبد، أياً كان الثمن.
فقط رجاءً يا قادتنا الدجّالين، كفّوا عن الكذب.