"هآرتس": حماس انتصرت في القدس.. وعموماً
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقول إنّ "بعض اليهود وليس لشديد المفاجأة، يتّهمون أنفسهم. الخوف والرعب يستحوذ عليهم.. ينكرون، كما هي عادتهم، الإنجاز التاريخي للمقاومة".
صحيفة "هآرتس" تنشر مقالاً تشير فيه إلى أنّ اليهود محتارون، ينكرون، كما هي عادتهم، الإنجاز التاريخي للمقاومة العربية، وتقول إنّ الانتصار الفلسطيني عمّق الشرخ وسط اليهود.
فيما يلي ترجمة نص المقال:
في معاركها ضد حماس، إسرائيل لم تضع أبداً أهدافاً أيديولوجية – استراتيجية، واكتفت، هذه المرة أيضاً بـ"إعادة الهدوء إلى ما كان عليه". بسبب إملاءات حماس، ولشديد العار، جبل الهيكل (الحرم القدسي) مغلق أمام اليهود (لكن ليس للمشاغبين العرب الذين يفعلون فيه ما يحلو لهم) منذ يوم القدس (الإسرائيلي).
حماس تزعم، وبحقٍ كامل، أنها حققت هدفها: حفظ السيادة العربية في جبل الهيكل (الحرم القدسي) وفي القدس الشرقية. هي وليس حراس القدس "الرسميين": السلطة الفلسطينية، الأردن، السعودية والمغرب. هل يوجد إنجاز استراتيجي، سياسي، وفي الوعي أكبر من هذا؟
كما تزعم حماس، أيضاً بحق، انتصارات إضافية. لقد أثارت الجمهور الفلسطيني في كافة أنحاء فلسطين (والعالم)، ودفعته، مثلما لم يحصل منذ سنة 1949 إلى الخروج والقتال زوداً عن معاناة شعبها المقموع.
والنتيجة: المحتل الصهيوني وجد نفسه عاجزاً أمام أبطال عكا واللد والرملة والنقب والجليل ووادي عارة. وما لا يقل أهمية: لقد عمّقت الشرخ وسط اليهود، فاقمت الأزمة السياسية، وتسببت للكثيرين من اليهود، الذين يحوزون مواقع تأثير في السياسة، الاقتصاد، الأمن، القطاع العام، وخصوصاً في الإعلام، بالتضامن معها.
فقط بفضل حماس – ولخزي الدول العربية والسلطة الفلسطينية – فلسطين تشتعل. واليهود محتارون، ينكرون، كما هي عادتهم، الإنجاز التاريخي للمقاومة العربية.
بعض اليهود وليس لشديد المفاجأة، يتّهمون أنفسهم. الخوف والرعب يستحوذ عليهم. في الرملة واللد أزالوا المازوزا (عوذة الباب) عن مداخلهم، والجيش منع الجنود الذين ليسوا على الجبهة من ارتداء بزة عسكرية وحمل سلاح، وهناك آليات عسكرية مُنعت من المرور في وادي عارة والطريق رقم 443، وبدؤوا يرشقون سيارات صهيونية على طرق جنوب فلسطين ومنعوا مؤقتاً دخول طيارين إلى قاعدة نيفاتيم.