"يديعوت أحرونوت": حرب 2006.. الثمن الدموي الذي دفع في المجهود الأحمق لتحقيق صورة انتصار
صحيفة"يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية تقول إن مطاردة "إسرائيل" لصورة انتصار هي مطاردة واهية وعقيمة، وتؤكد أنه لا يوجد أي نصر يمكن أن يحل مكان الذي حُفر في الذاكرة الجماعية لحرب تموز 2006.
قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية إن على "إسرائيل" أن تعترف بمحدودية القوة، مشيرة إلى أنه يجب أن تتخلى عن مطاردة صورة الانتصار.
وفيما يلي النص المترجم:
لا حاجة لأن نكون متجهمين إلى حد الإغضاب لكي نعترف أن مطاردتنا، تصريحاً أو ضمناً، وراء صورة انتصار هي مطاردة واهية، عقيمة، وفي الأساس لا لزوم لها. لا توجد صورة كهذه ولن تكون. حروب اليوم – "المواجهة المحدودة"، بالمصطلح المهني – لا يمكنها أن تُنتج، لصالحنا، صورة كهذه، حتى لو كان الأمر يتعلق بمواجهة إحدى مميزاتها هي الحرب على الوعي.
إنها ليست معركة أيو جيما، ولم يعد هناك ستة مارينز يرفعون علم الولايات المتحدة على قمتها. ليس ولن يكون هناك بعد صورة (آمر السرية أبراهام أدان)، برن، وهو يرفع العلم المرتجل (لإسرائيل) في إيلات في ختام عملية "عوفدا" (احتلال أم رشرش) خلال حرب "الاستقلال" (1948). وأيضاً، إذا اعترفنا بالحقيقة، صورة يوسي بن حنان وهو يستحم في القناة (السويس)، أو صورة المظليين عند حائط المبكى (البراق)، ليستا أكثر من صورة إضافية لصالح ألبوم الانتصار التي هي أيضاً، ويجب مباركة هذا، زالت من العالم. ولنفس الفسيفساء المؤلمة يمكن إضافة صورة الرائد تومار بوهدنه، آمر سرية في الكتيبة 890 مظليين، وهو جريح على الحمّالة ويرفع شارة النصر.
ولا أي انتصار ولا أي شارة نصر يمكنهما أن يحلا مكان ما حُفر في الذاكرة الجماعية لحرب لبنان الثانية: الثمن الدموي الذي دُفع في المجهود الأحمق لتحقيق صورة انتصار مع علم إسرائيل على مبنى مقر قيادة في بنت جبيل، جواب "بيت الفولاذ" من صنع إسرائيل على "بيت العنكبوت" لنصر الله، أو عملية الأيام الثلاثية الأخيرة (في 2006) – التي انتهت كما نذكر بفشلٍ ذريعٍ مشبع بدماء قواتنا – حتى ان بوغي يعالون وصفها بأنها "Spin (حبكة أو همروجة إعلامية).. كانت تهدف لتحقيق صورة الانتصار الناقصة". ولا يزال، لشديد الأسف، نحن نطاردها، حتى لو لم يُعلن عن ذلك.
وعن ذلك يجب قول ثلاثة أمور: الأول، دولة سيادية ليست بحاجة لصورة انتصار. جيش نظامي يشتقّ عملياته من الأهداف التي وُضعت له. في هذه الحالة – ضرب قدرات حماس وتعميق الردع. من دون الاستخفاف بالأهمية الكبيرة لكي الوعي، صورة انتصار هي جزء من الترسانة الإرهابية. حماس يمكنها ان تتفاخر بصور الإصابات المباشرة في مراكز سكانية في إسرائيل، بمشهد المواطنين المرعوبين وهم يبحثون عن ملاذ أو صور الغلاف (محيط غزة) وهو خالٍ من سكانه. ليس إسرائيل. الأمر الثاني يتصل بالحاجة إلى صورة، التي تعبّر أكثر من أي شيء عن شعور تفويت الفرصة: لا توجد صورة؟ لا انتصار.
الموضوع الثالث، الأهم في النقاش العام الدائر في الأيام الأخيرة، يتناول الخشية من أن مطاردة تلك الصورة المتملصة تؤثر على قرار السعي إلى وقفٍ لإطلاق النار. وقف النار يجب أن يأتي انطلاقًا من فهمٍ بأن استمرار القتال، على ما يبدو، لن يحقق إنجازات مهمة، أن بنك الأهداف النوعية ينفذ، وتجربة الماضي تفيد ان هناك خطر معقول بأن تكون التكلفة أكبر من الجدوى. الكلفة تُقاس ليس فقط بمصطلحات ملايين الشواكل في اليوم، بل أيضاً بثمن دبلوماسي ثقيل.
إذاً، كيف نفعل؟ نتخلى عن صورة انتصار، نعلن ان هذه هي السياسة الإسرائيلية، نوضح أنها تستند إلى الاعتراف بمحدودية القوة، ولا أقل من ذلك إلى السعي إلى تسوية ليس عن طريق أجهزة تسديد البنادق. بعد عشرة أيام قتالٍ قاسية كانت فيها ضربة شديدة للطرف الثاني، على إسرائيل أن تتخلى عن سياستها الفاشلة – تعزيز حماس بهدف إضعاف السلطة – والسماح لنفسها بدفع خطة تتضمن من جهة إعادة إعمار غزة بتمويلٍ دولي، ومن جهة أخرى ضمانات دولية تمنع مواصلة تسلّح حماس.
لن يوافقوا على الشروط؟ هذه مشكلتهم، مثلما يقولون عندنا. الجيش الإسرائيلي، في كل الأحوال، لا يتجرد في هذه الغضون من أسلحته.