"جيروزاليم بوست": "إسرائيل" تخوض حرب صور وتخسر
"جيروزاليم بوست" تقول إن "إسرائيل" تنتصر في الحرب ضد حماس في ساحة المعركة، لكنها تخسر مرة أخرى الدعم في محكمة الرأي العام، فيما التعاطف الدولي يميل لصالح الفلسطينيين.
كتبت صحيفة "جيروزاليم بوست" في افتتاحيتها مقالاً تحت عنوان "إسرائيل" تخوض حرب صور وتخسر ، تحدثت فيه أنه "ربما تكون "إسرائيل تنتصر في الحرب ضد حماس في ساحة المعركة، لكنها تخسر مرة أخرى الدعم في محكمة الرأي العام فيما التعاطف الدولي يميل لصالح الفلسطينيين".
في 13 أيار/ مايو، دمرت غارة جوية لسلاح الجو برج الجلاء، وهو مبنى مكون من 11 طابقاً في مدينة غزة يضم مكاتب العديد من وسائل الإعلام الدولية، بما فيها وكالة أسوشيتد برس والجزيرة، بعد إعطاء السكان ساعة للإخلاء.
وأثار شريط الفيديو الخاص بالهجوم الذي تم بثّه في جميع أنحاء العالم إدانة واسعة، بما في ذلك بيان من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنه "منزعج بشدة" من الغارة الجوية الإسرائيلية.
وفي إفادة للصحفيين، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف المبنى لأن "حماس" استخدمت فيه مقراً للاستخبارات العسكرية والبحوث. التفسير لم يكن كافياً.
كما غرّد السفير آرثر لينك، قائلاً "غالباً ما يستغرق الأمر وقتاً طويلاً بالنسبة للجيش الإسرائيلي لسرد رواياته أثناء النزاعات (مافي مرمرة، جنين، محمد الدرة، أنفاق الإرهاب، قصف من مدارس).
في النهاية، غالباً ما تثبت صحة ادعاءاته، لكن الدورات الإخبارية تطورت منذ فترة طويلة وأضرت الصور بالفعل بسمعة إسرائيل".
ربما تنتصر "إسرائيل" تنتصر في الحرب ضد حماس في ساحة المعركة، لكنها تخسر مرة أخرى الدعم في محكمة الرأي العام مع ميل التعاطف الدولي لصالح الفلسطينيين. أحد أسباب ذلك هو أنه لا يوجد شخص أو هيئة مخولة بالمسؤولية الكاملة لعرض قضية إسرائيل بشكل فعال على وسائل الإعلام والعالم.
في سنة 2002، أصدر مراقب الدولة تقريراً قاسياً حول جهود العلاقات العامة الإسرائيلية، مستنكراً "الافتقار إلى مفهوم وهدف استراتيجي شامل للعلاقات العامة" ونقص التنسيق بين مختلف المنظمات المعنية.
بعد أربع سنوات، بعد حرب لبنان الثانية في سنة 2006، أنشأت "إسرائيل" قسماً للدبلوماسية العامة في مكتب رئيس الوزراء كان الهدف منه دمج جميع الوكالات الحكومية ذات الصلة والتنسيق فيما بينها أثناء اتخاذ قرار بشأن نقاط الحديث والرسائل الواضحة.
تم تعيين ياردن فاتيكاي، وهو ضابط سابق في الجيش الإسرائيلي، لتنسيق سياسة "إسرائيل" الإعلامية الداخلية والخارجية، وقد فعل ذلك لبعض الوقت لكنه استقال قبل عامين. لم يتم تعيين أحد ليحل محله. في سنة 2015، تم تفويض وزارة الشؤون الاستراتيجية والدبلوماسية العامة بالعمل ضد نزع الشرعية عن إسرائيل، لكن هذا أيضاً لم يدم طويلاً وغير فعال في نهاية المطاف.
في المواجهة الحالية، شارك أنصار "إسرائيل" بفخر صور القبة الحديدية التي تعترض صواريخ حماس قبل أن تتمكن من قتل الأشخاص وإتلاف الممتلكات في "إسرائيل". لكن هذه الصور طغت عليها صور إسرائيل وهي تدمر مبنى الإعلام في غزة أو منزلًا في مخيم الشاطئ للاجئين في مدينة غزة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 10 أفراد من عائلة أبو حطب، معظمهم من الأطفال.
بعد احتفال "إسرائيل" بيوم القدس (الإسرائيلي)، شاهد الجمهور الدولي شريط فيديو لرجال يهود يغنون ويرقصون عند حائط المبكى مع اندلاع حريق خارج المسجد الأقصى. لعبت مثل هذه الصور دوراً في الرواية الفلسطينية القائلة بأن هذا الصراع يتركز حول القدس، وقد نشأ بسبب القيود الإسرائيلية على صلاة المسلمين خلال شهر رمضان والتهديد بإجلاء العائلات العربية في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية.
يتم تصوير حماس على أنها الوصي على الفلسطينيين، وإسرائيل التي ردت بشكل مبرر على إطلاق الصواريخ العشوائي من خلال تنفيذ هجمات ضد أهداف إرهابية في غزة يُنظر إليها بشكل غير عادل على أنها المعتدي وليس الضحية.
بينما يوجد في "إسرائيل" العديد من المتحدثين الفصحاء، من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى من تحته، لم يكن هناك جهد منسق منذ البداية لمواجهة هذه الصور المؤذية، والتي من الواضح أنها تصب في مصلحة حماس.
بسبب عدم وجود هيئة مشتركة بين الوكالات، تولت وزارة الخارجية المسؤولية، وارتجلت وأنشأت فريق عمل لإدارة العمليات الإعلامية. هذا جدير بالثناء ولكنه لا يكفي.
كما أوضحت الحروب الأخيرة مع لبنان وغزة، بما في ذلك الحرب الحالية، "إسرائيل" بحاجة إلى اتخاذ ساحة معركة الدبلوماسية العامة بجدية وإنشاء وكالة ستكون مسؤولة في النهاية عن عرض قضية إسرائيل. يجب أن يرأس الوكالة شخص موهوب ومحترم، يشرف على فريق من الخبراء ذوي التجربة من إسرائيل وخارجها. يجب أن تكون هذه هي الحرب الأخيرة التي لا تتسلح فيها "إسرائيل" بفريق دبلوماسي عام من الدرجة الأولى للدفاع عنها ببراعة على المسرح الدولي.
حان الوقت لتأسيس نظام قبة حديدية للدبلوماسية العامة، للرد والدفاع عن "إسرائيل" في مسرح الوعي العام.