"يديعوت أحرنوت": صفقة المروحيات والتسويف السياسي والخطر الأمني
صحيفة "يديعوت أحرنوت" تتحدث عن التأخر في إتمام صفقة سلاح بسبب السياسة الإسرائيلية المتعثرة، وتعتبر أن التأخر في إمداد مروحيات جديدة للجيش يعني سنة إضافية من تآكل قدرات سلاح الجو.
تحدثت صحيفة يديعوت أحرنوت عن صفقة سلاح سري للجيش للإسرائيلي، مؤكّدة أن الطريق إلى شرائها مقفلاً بفعل السياسية. وفيما يلي ترجمة المقال كاملاً:
تشكيل مروحيات النقل القديمة ينهار، لكن الشلل في النظام السياسي يعرقل شراء المروحيات الجديدة من الأميركيين – والأثر: نقص مروحيات لمدة 3 سنوات.
بعد تسويفٍ لسنتين، قرر سلاح الجو، أخيراً أخيراً، أي مروحية نقل ثقيلة ستحل مكان أسطول مروحيات اليسعور القديمة، التي من المفترض أن تخرج من الخدمة في السنوات القريبة. غير أن المشكلة هي أن الوضع السياسي في "إسرائيل" يعرقل الشراء.
في الجيش الإسرائيلي يرفضون تأكيد أن توصية سلاح الجو وُضعت على طاولة رئيس الأركان. السرّيّة تنبع على حد ما هو معلوم من مبررات "حساسية بيزنس مرتفعة جداً" مع (شركتي) "بوينغ" و"لوكهيد مارتين"، اللتان تنافستا على الصفقة.
التنافس تركّز بين (مروحية) "تشينوك CH-47F" من صنع "بوينغ" وبين اليسعور المتطورة "CH-53K" من صنع "لوكهيد مارتين". بعد فحوصاتٍ أجرتها فرق سلاح الجو، تبين أن اليسعور الجديدة ذات المحركات الثلاثة من "لوكهيد مارتين" قد وصلت إلى خط النهاية (أي تم اختيارها).
من أجل أداء مهامه، سلاح الجو بحاجة لسربين من مروحيات يسعور الجديدة، شبيهاً بالبنية الحالية للتشكيل. اليسعور الجديدة أغلى من التشينوك بقيمة الثلث، ولذلك يمكن الافتراض أن عدد المروحيات التي ستُشترى سيكون أقل من عدد المروحيات الموجود حالياً. مع هذا، مستوى قدرات المروحية الجديدة من المفترض أن تعوّض هذا.
إلا أن الطريق إلى الشراء مقفلة الآن بسبب السياسة. بعد أن يقر رئيس الأركان ووزير الأمن توصية سلاح الجو، ستنتقل القضية إلى اللجنة الوزارية للتسلح، المخوّلة بإقرار الاتصال بصانعة المروحية. المشكلة: إنها لجنة لم تجتمع منذ سنتين كاملتين لأسباب الشلل السياسي. بسبب ذلك، لم يُقر أي غرض طلب سلاح الجو أن يشتريه في إطار المساعدات الأمنية الأميركية، وبالتالي لم يشتريه. وهذا على الرغم من أن المخصصات لـ"إسرائيل"، بقيمة 38 مليار دولار لعشر سنين، كانت قد أُقرت في عهد الرئيس (الأميركي الأسبق باراك) أوباما.
وظيفة اللجنة الوزارية هي حل الخلافات المالية بين وزارتي المالية والأمن وإعطاء ضوءٍ أخضر. كما قلنا، بسبب السياسة، لا شيء يتحرك. هذا التقصير قد يكلّف دماً. حتى لو اجتمعت اللجنة غداً وأقرّت الاتصال بشركة المروحيات، سلاح الجو سيحصل عليها فقط في سنة 2027، أو قبل ذلك بسنة على أقرب تقدير، حيث أن الأمر يتعلق بمروحيات لم تدخل إلى خط الإنتاج لأنها لم تُطلب بعد.
حتى الساعة، لغاية الانتخابات، لا يبدو أن الحكومة ستنجح في عقد اللجنة. إذا لم يستفق رئيس الحكومة ووزير الأمن، القرار سيُتّخذ بعد إقامة الحكومة المقبلة. ما يعني سنة إضافية من تآكل قدرات سلاح الجو. وهذا فيما من المتوقع أن تُنهي مروحيات اليسعور القديمة – التي مرت في السنوات الأخيرة بعملية "إحياء" كي تستطيع مواصلة التحليق – حياتها في سنة 2025. ما يعني أن سلاح الجو لن يكون لديه أسطول مروحيات نقل ثقيلة على مدى سنتين – ثلاث سنوات، الأمر الذي يمكن أن يُلحق الضرر بقدراته العملانية.
مروحيات اليسعور ليست الوحيدة المسنّة في تشكيل طائرات سلاح الجو: 40% إلى 50% من الطائرات (حسب التشكيل) تجاوزت ما لا يقل عن 25 سنة طيران مكثّف. أي إنه إذا لم تدخل إلى الخدمة في هذا العقد طائرات جديدة – من كافة الأنواع – سلاح الجو سيضطر لتخفيف السرعة. ثم ليحكوا لنا أن الجيش الإسرائيلي يُعدّ خططًا لمهاجمة إيران.