"يديعوت أحرونوت": صفقة مجمّدة
قلق في القدس إثر تعليق صفقة (أف-35) مع الإمارات ما سيضر بالتطبيع مع دول عربية، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" التي أشارت إلى أن نتنياهو لم يتلقّ حتى الآن اتصالاً من بايدن.
تتحدث صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن خشية في القدس المحتلة، بسبب تعليق صفقة بيع طائرات "أف-35" للسعودية والإمارات، التي رأت أنها ستضر بعملية التطبيع مع دول عربية، رغم القرار الدراماتيكي الذي يتصل باتفاق مع "إسرائيل". وفيما يلي نص التقرير المترجم:
وفيما أشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن لم يتحدث حتى الآن مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو منذ دخوله إلى البيت الأبيض، الذي قرر تجميد بشكل مؤقت الصفقة للإمارات.
قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها، إن وزارة الخارجية الأميركية في بيان: "جدد وزير الخارجية انتوني بلينكن خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الإسرائيلي التأكيد على التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن إسرائيل، وبحث الطرفان التحديات الأمنية الإقليمية، وأهمية استمرار التعاون في معالجة هذه القضايا.
وأشاد بلينكن بما تحقق من تقدم في "اتفاق ابراهام"، وأكد بلينكن اهتمام الولايات المتحدة بمزيد من البناء على ما حدث من تقدم لدفع السلام، وأنهما سيعملان بشكل وثيق معاً لمواجهة التحديات المقبلة".
كذلك جُمّدت صفقات بيع وسائل قتالية للسعودية، وُقّعت في عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
الصحيفة لفتت إلى أن الصفقة الضخمة مع الإمارات نُسجت بموازاة اتفاق السلام بينها وبينها "إسرائيل"، ومن تحت أنف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية (أي أن الموضوع يعنيها لكن من دون علمها)، وقد كشفها لأول مرة ناحوم برنياع في "يديعوت أحرونوت"، في آب/أغسطس الماضي، مشيرة إلى أنه في البداية نفى نتنياهو تفاصيل الكشف عنها، لكن تمّ تأكيدها في النهاية من قبل إدارة ترامب، وحتى أقرّها الكونغرس الأميركي.
"يديعوت أحرونوت" قالت إن هذه الصفقات، التي تمت في عهد ترامب، واجهت انتقادات قاسية من جانب الديمقراطيين في الكونغرس، خصوصاً بسبب خرق حقوق الإنسان في الإمارات، واستخدام هذه الأسلحة الأميركية من جانب السعودية في اليمن.
وبسبب ذلك، فإن كل صفقة ستخضع لفحصٍ معمّق من جديد. وأياً يكن، ليس من المفترض أن تصل الطائرات الشبح إلى الإمارات قبل عام 2027.
الصحيفة كشفت أنه في القدس فوجئوا من القرار الأميركي الذي يمكن أن تكون له تداعيات مستقبلية على استمرار عملية تطبيع "إسرائيل" مع دول عربية.
في غضون ذلك، ومنذ دخوله إلى البيت الأبيض، اتصل بايدن بسلسلة من القادة، بينهم رئيس وزراء كندا جاستن ترودو، ولوبيز أوبرادور في المكسيك، وبوريس جونسون في بريطانيا، وأنغيلا ميركل في ألمانيا، والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. لكن مَن لم يتلقّ اتصالاً هاتفياً حتى الآن هو رئيس حكومة "إسرائيل"، وأنه مقارنة مع الإدارة السابقة، فإن ترامب اتصل بنتنياهو لأول مرة بعد ثلاثة أيامٍ فقط على دخوله إلى البيت الأبيض.
"يديعوت أحرونوت" أشارت إلى أن هناك من يزعم أنهم في البيت الأبيض يتركون نتنياهو يتعرّق. إنهم يعلمون انه عمّا قليل لديه انتخابات، وبالفعل لا يريدون مساعدته، خصوصاً على خلفية قضايا من الماضي. هذا إلى جانب التصريحات الإسرائيلية ضد العودة إلى الاتفاق النووي، وآخرها ما جاء على لسان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي الذي "أقفز عدداً من الأشخاص في واشنطن عن كراسيهم"، وأثارت اهتماماً وانتقادات.
في المقابل، يزعم دبلوماسيون أن بايدن يتصرف ببساطة وفق التقليد، وأن دور نتنياهو سيأتي لاحقاً. وأن من تلقّى تحديداً اتصالاً من مسؤول في إدارة بايدن كان فقط وزير الخارجية غابي أشكينازي الذي تحدث مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، حيث بحثا مواضيع استراتيجية إقليمية، ومواصلة توسيع "دائرة السلام"، أي التطبيع، والتهديد الإيراني وغير ذلك.
كما لفتت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الأميركي تطرق إلى الاتفاق النووي مع إيران، وهو أول تصريح علني لإدارة بايدن في هذا الموضوع. وقال بلينكن أمس الأربعاء في واشنطن إن الولايات المتحدة لن توافق على العودة إلى الاتفاق مع إيران، إلى أن تتوقف عن خرقه، وتعود بنفسها بصورة كاملة إلى التزاماتها في الاتفاق.