"إسرائيل هيوم": جبهة مستقرة وموحدة مقابل الجهات السلبية في الشرق الأوسط
"إسرائيل هيوم" تقول إن "الشرق الأوسط يستمر في إنتاج عناوين بوتيرة قاتلة، وبالأمس كان هناك عنوانان كهذه: إعلان إيران بأنها بدأت تخصيب اليورانيوم بمستوى 20%، والإعلان عن اتفاق المصالحة الذي أنجزه الأميركيون بين قطر والسعودية".
صحيفة "إسرائيل هيوم" تتحدث عن إعلان إيران تخصيب اليورانيوم، والمصالحة بين قطر والسعودية من وجهة نظر "إسرائيل"، ومصالحها في الأمرين. وأدناه ترجمة المقال كاملاً:
الشرق الأوسط يستمر في إنتاج عناوين بوتيرة قاتلة، وبالأمس كان هناك عنوانان كهذه: إعلان إيران بأنها بدأت تخصيب اليورانيوم بمستوى 20%، والإعلان عن اتفاق المصالحة الذي أنجزه الأميركيون بين قطر والسعودية.
اتفاق المصالحة يختم، من المنطقي الافتراض ذلك، خطوات إدارة ترامب السياسية في المنطقة. مبعوثو ترامب جيراد كوشنر وأفي بركوفيتش عملا على هذا الاتفاق في الأشهر الماضية، وهو يفترض أن ينهي ثلاث سنوات من الخصومات المعلنة والمقاطعة المتبادلة بين السعودية والإمارات من جهة وقطر من جهة ثانية.
المهم في ذلك أن هذه المصالحة ستسمح بإرساء جبهة مستقرة وموحدة أكثر مقابل الجهات السلبية في المنطقة. ومن المحتمل في الواقع أن نسمع في الأيام المقبلة أن لهذا الاتفاق أيضاً ثمن، بالمال أو السلاح أو كليهما، لكن سيكون له أيضاً حسنات: قطر هي لاعبة مركزية في محور الأخوان المسلمين- وهو سبب أساسي للعداوة التي سادت بينها وبين جيرانها في الخليج- وعلى هذا النحو من المفترض أن تكون الآن عنصراً مهدئاً إزاء تركيا، وعنصراً ناشطاً أكثر في مساعي التواصل والردع إزاء حماس في غزة.
لقطر بعض الأسباب للسعي إلى الاتفاق، فإلى جانب مزاياه السياسية والاقتصادي، فهو يزيح عن كاهلها عبء ثقيل فيما يتعلق بمونديال 2022 الذي سينظم على أراضيها. قطر تريد الوصول إلى هذا الحدث كمنتصرة لا كدولة تعاني من النزاعات.
الجسر الذي قدمته إدارة ترامب يسمح لقطر بفعل ذلك، لكنه أيضاً يمثل فرصة لـ"إسرائيل". فإلى جانب العلاقات مع الإمارات والبحرين والسعودان والمغرب، ليس هناك أي سبب في العالم يمنع توقيع اتفاق أيضاً مع قطر. كان لـ"إسرائيل" مكتب مصالح في الدوحة وقد شغله أفراد وزارة الخارجية على نحو ثابت على مدى سنوات طويلة.
أيضاً لدى الموساد علاقات هائلة في قطر، عملياً- لولا حربها مع السعودية، فمن المنطقي أن قطر أيضاً لكانت صعدت باكراً على قطار السلام. الاتفاق مع قطر سيدفع قدماً أيضاً خطة الاتفاقيات مع دول أخرى في الخليج وعلى رأسها السعودية.
التقديرات بقيت على حالها الآن، وهي أن السعودية ستطلب انتظار إدارة بايدن- أيضاً الضغوط التي يمارسها ترامب ورجاله ستجد صعوبة في النضوج والتحول إلى اتفاقيات في الـ15 يوماً المتبقية لترامب في البيت الأبيض.
نافذة المواعيد المكتظة هذه شخصتها إيران أيضاً، التي أعلنت أمس عن قرارها بتخصيب اليورانيوم بمستوى 20%.
الخطوة الإيرانية تقصر في الواقع طريقها نحو القنبلة لكن يجري الحديث حتى الآن عن طريق طويلة. يجري الحديث عن عملية تشبه المقولة الكلاسيكية "أمسكوني": إشارة للأميركيين بأنه إذا لم يكن هناك تقدم في المفاوضات سيكون هناك تقدم في النووي.
من المنطقي الافتراض أن إيران أقدمت على هذه الخطوة الجديدة للتأكد بأن ترامب موجود في الأيام الأخيرة في منصبه، وهو لا يستطيع أن يقود عملية عسكرية ضدها.
لكن على "إسرائيل" الاحتفاظ بخيار عسكري جاهز وفعال والتوضيح للأميركيين أنها مستعدة لتنفيذه. وعلى خلاف الاتفاق السابق، هذه المرة "إسرائيل" لن تصل إلى هذه المعركة لوحدها، أصدقاءها الجدد في الخليج سيقفون إلى جانبها، في هذا الجانب، الاتفاق مع قطر هو أخبار ممتازة لمعسكر "الطيبين" وأخبار أقل من جيدة لطهران.