صحافة إسرائيلية: الرسائل الاسترضائية رؤية ضعف وفقدان ردع
الصحافة الإسرائيلية تتحدث عن قلق إسرائيلي من رد محتمل لحزب الله، وصحيفة "هآرتس" تقول إن "وزير الأمن وحكومة "إسرائيل" كلهم ملزمون في هذه الفترة بتهدئة الحدود الشمالية وأن يكبحوا قدر ما أمكن التدهور إلى مواجهة عنيفة".
تبادل الردود في نهاية الأسبوع المنصرم زاد التوتر على الحدود الشمالية، بحسب التقارير تعزز التقدير بأن حزب الله يستعد للرد قريباً على قتل عنصر له في يوم الإثنين الماضي، بينما نقلوا في "إسرائيل" رسالة بأن الجيش الإسرائيلي سيردّ بشدة على أي تهديد يرِد. مع هذا يمكن الافتراض أنه شبيهاً بحالات سابقة، عملية حزب الله ستكون بحدّ أدنى وكذلك الرد الإسرائيلي كون الجانبين غير معنيين بالتصعيد.
السياسة الإسرائيلية كما سلف هي تجنّب مواجهة، لكن يمكن في هذه الرسائل الاسترضائية رؤية ضعفٍ وفقدان ردع. في الأيام الأخيرة استعدّ الجيش الإسرائيلي جيداً في البُعد الدفاعي، وهذا في أعقاب تقديرات بحسبها هناك احتمالية عالية لعملٍ معادٍ ما من جانب حزب الله. رئيس الأركان الفريق أفيف كوخافي جال أمس في المنطقة الشمالية.وخلال الجولة سمع استعراضاً استخبارياً، وأجرى تقديراً للوضع بل ووقف على عمل القوات المختلفة. قبلها بيوم اجتمع أيضاً برئيس الأركان المشتركة الأميركي الذي وصل في زيارة خاطفة لإسرائيل وقد بحث الاثنان التطورات الإقليمية الأخيرة.
على ضوء التوتر، أُغلقت طرق قرب الحدود وتقرر تخفيف قوات في المواقع.
أحداث الأسبوع الأخير تثير مرة أخرى النقاش حول ميزان الردع بين الطرفين. التقدير في الجيش الإسرائيلي يرى إن حزب الله لن يمر على ذلك مرور الكرام لكن سيفعل هذا فيما هو يتجنّب التدهور.
"معاريف" نقلاً عن الجيش: مستوى التأهب المرتفع قد يرافقنا لفترة طويلة
وكانت صحيفة معاريف قد رجّحت أن حزب الله لم يتخذ قراراً بالرد، لكن كلّما مرت الأيام تعزز الاعتقاد في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن حزب الله يعتزم الرد ضد أهداف عسكرية إسرائيلية على ما يبدو.
والتقديرات في المؤسسة الأمنية هي أن مستوى التأهب المرتفع قد يرافقنا لفترة طويلة، فيما سيستمر حزب الله بالبحث عن نقطة ضعف عملانية في محاولة لاستهداف قوات الجيش الإسرائيلي. عملية انتقامية من جانب حزب الله بات الآن حدثاً يكاد يكون مؤكداً، فيما السؤال حول توقيته لا يزال مفتوحاً.
هآرتس: ملزمون الفترة بتهدئة الحدود الشمالية
كما جاء في صحيفة هآرتس أن هجمات الجيش الإسرائيلي في جنوب سوريا هي من نوع الهجمات التي تنفّذها إسرائيل منذ أشهرٍ طويلة في الأرض السيادية لسوريا. في حين أنها تقدّس سيادتها، إسرائيل تسمح لنفسها بخرق سيادة دول جارة مثل سوريا ولبنان، وعلى ما يبدو سيادة إيران أيضاً، فيما هي تتمتع بصمت روسي ودعمٍ أميركي.
الاستراتيجية الإسرائيلية تبنّت أراضي هذه الدول كساحة عمل حرّة وشرعية، بمبرر أنها تمنح رعاية لحزب الله، وتسمح بتمركز إيران وتشكّل تهديداً لأمنها. هذه سياسة خطيرة يمكن أن تجرّ إسرائيل إلى مواجهة عنيفة بل وحتى حرب ويشهد على ذلك رفع مستوى الاستنفار وتعزيز قوات الجيش الإسرائيلي على طول الحدود الشمالية، والتقديرات هي أن حزب الله يمكن أن يرد ويهاجم.
مثلما أن حزب الله يسعى لفحص مكانته الجماهيرية والسياسة قبل أن يقرر رداً عسكرياً، كذلك هي حكومة إسرائيل. أزمة الكورونا والانهيار الاقتصادي اللذان أبرزا فقدان الحكومة للسيطرة وإخفاقات في أدائها يجب أن يوضحا لها ولرئيسها أنه من الأفضل ألا تضع في محك الاختبار استعداد الجمهور ليعاني من حرب ستُقاد من قبل رئيس حكومة خسر ثقة الشعب. الجيش الإسرائيلي، وزير الأمن وحكومة "إسرائيل" كلهم ملزمون في هذه الفترة بتهدئة الحدود الشمالية وأن يكبحوا قدر ما أمكن التدهور إلى مواجهة عنيفة، سياسة النيران الحرة بحاجة لإعادة فحص.