إيفانكا تتجاوز دورها في قمة العشرين والمحادثات مع كوريا الشمالية

قام ترامب بتهميش وطرد بعض مستشاري الأمن القومي المحترفين وإضعاف آخرين، بمن فيهم بومبيو وبولتون. حتى أنه انتقد علناً إيفانكا ترامب أو جاريد كوشنر.

إيفانكا ترامب تلعب دوراً بارزاً في رحلة والدها التاريخية إلى كوريا الشمالية

كتب مراسلو صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً تناولوا فيه دور إيفانكا ترامب في الدبلوماسية الأميركية بما يتداخل مع عمل الدبلوماسيين المحترفين، وخصوصاً خلال قمة العشرين في اليابان وقمة الرئيس دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في المنطقة المنزوعة السلاح.

وقالت الصحيفة إنه يوجد اليوم قليلون من الأميركيين الأحياء ممن وطأت أقدامهم أراضي كوريا الشمالية، الدولة الديكتاتورية المسلحة نووياً والمعزولة التي تسمى أحياناً مملكة الناسك. لكن، يوم الأحد، أصبحت إيفانكا ترامب واحدة منهم، متوجة رحلتها الآسيوية ذات الثلاثة أيان حيث لعبت الإبنة الكبرى للرئيس الأميركي دوراً عاماً للغاية خلطت فيه الروابط الأسرية مع العمل الدبلوماسي التي يتم تنفيذه عادة من قبل الدبلوماسيين.

وقالت، وهي تسير على الأقدام مسافة قصيرة إلى الجانب الآخر من واحدة من أكثر الحدود تحصيناً في العالم، "سوريالية".

قبل ذلك، في قمة مجموعة الـ20 الاقتصادية في اليابان، كانت إيفانكا ترامب في كل مكان - إلى جانب والدها في بعض الأحيان عندما كانت زوجات القادة الآخرين موجودات. فالسيدة الأولى ميلانيا ترامب فوتت الرحلة. حضرت في لقاءات حيث حيّر وجودها المشاركين الآخرين، وحتى هناك فيديو فيه حرج حول اجتماع ترامب مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

 

 

وظهر فيديو آخر لإيفانكا ترامب تتحدث فيه مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ورئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد في قمة العشرين في عطلة نهاية الأسبوع. وكانت ايفانكا في الأمام جنباً مع لاغارد كما كانت تنتقل بين ماكرون وماي التي جدت نفسها تقف جنباً إلى جنب مع ابنة الرئيس الأميركي بدلاً من الرئيس نفسه.

 

 

ظهور أهمية الإبنة الأولى للرئيس في اليابان وكوريا الجنوبية جاء ليكون كعلامة على تأثيرها على الرئيس ترامب والنقص الحالي في المعارضين النافذين في الإدارة. وليس واضحةاً، مع ذلك، ما ستكون عليه النهاية.

أغلقت إيفانكا ترامب تجارتها في الملابس بعد انضمامها إلى إدارة، وإن لم يكن على الفور، وابتعدت إلى حد كبير بعيداً عن حياتها القديمة كمنظمة وراعية اجتماعية في نيويورك. وأفادت هي وزوجها، كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر، السنة الماضية بأنهما سيبقيان في واشنطن والبيت الأبيض إلى أجل غير مسمى.

طموحاتها غير معروفة فهي تتردد في إعلان أي رغبة بمنصب عام. ومع مرور الوقت، فإن عملها على قضايا المرأة وروح المبادرة صار يشبه على نحو متزايد عمل مبعوث وزارة الخارجية. وقالت إنها قامت برحلة طويلة إلى الهند في نوفمبر / تشرين الثاني عام 2017، ودول أخرى منذ ذلك الحين، وأحياناً مع والدها وأحيانا وحدها. وكانت رحلتها إلى أفريقيا رحلة منفردة في نيسان / أبريل الماضي، وقال ترامب إنها إيفانكا ستطلق حملة من أجل حق المرأة في التملك ووراثة الأرض في أفريقيا والترويج لمشروع أميركي للتنمية بقيمة 50 مليون دولار في إثيوبيا.

وقالت الصحيفة إن المنطقة الرمادية التي تشغلها إيفانكا - بين كونها من الأسرة، أو موظفة، أو مبعوثة، أو داعية – تتداخل في كثير من الأحيان مع عمل الدبلوماسيين المحترفين. كما أن عدم إلمامها ببعض عناصر الدبلوماسية كانت مكشوفة في هذه الرحلة، بما في ذلك عندما قالت إن الهند "حليف حاسم". فالهند شريك للولايات المتحدة في العديد من المناطق، لكن الدبلوماسيين الأميركيين يتجنبون المصطلح العالي "حليف".

وقال السفير الأميركي السابق لدى كوريا الجنوبية ودول أخرى كريستوفر هيل إنه في الغالب تكمن أهمية رحلتها الأجنبية الرئيسية في أنها ترسل رسالة إلى البلدان الأخرى حول من يجب عليها أن تستمع إلى أو تتملقه. وأضاف: "يبدو لبقية العالم وكأن لدينا نوع من الملكية الدستورية".

وتابع هيل، الذي أشرف على المحادثات النووية مع كوريا الشمالية في ختام إدارة جورج دبليو بوش، "إنها مشكلة متزايدة من حيث المصداقية لدينا. فذلك يقول لحلفائنا، للجميع الذين نقوم بأعمال معهم، أن الناس الوحيدين الذين يهمون هم ترامب وأفراد عائلته".

حصلت إيفانكا ترامب على مقاعد في الصف الأول في كل جلسة تلفزيونية في اليابان تقريبًا وفي زيارة الرئيس ترامب إلى كوريا الجنوبية، حيث كانت الرحلة إلى المنطقة المنزوعة السلاح هي الحدث الرئيسي. كانت هي وكوشنر من بين وفد الولايات المتحدة الصغير على الحدود، والذي ضم وزير الخارجية مايك بومبو ولكن ليس مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون، الذي شكك منذ فترة طويلة في جدوى الدبلوماسية مع كوريا الشمالية. بدلاً من ذلك، غادر بولتون للسفر إلى منغوليا.

كانت إيفانكا ترامب في اجتماع لكبار رجال الأعمال في كوريا الجنوبية يوم السبت، حيث التقطت الكاميرات التفاعلات المبتسمة. لم يحضر بومبيو. بقيت في الصف الأول في مؤتمر صحافي لترامب في سيول، أومأت بالموافقة بينما كان الرئيس يتكلم، بعد أن خرج بومبيو بعد دقائق من الحدث.

على طول الطريق كانت هناك فرص لتسويق "العلامة التجارية" لإيفانكا ترامب كأداة لتمكين المرأة وهو الموضوع الرئيسي لعملها كمستشارة رئاسية، وبعضها تم تسجيله على حسابها على انستغرام.

يظهر مقطع فيديو إيفانكا ترامب وهي تنظر إلى الكاميرا وهي تروي لقاءات مع المستشارة أنجيلا ميركل ومودي وآخرين في مجموعة العشرين، وتسوق برنامجاً أطلقه أعضاء مجموعة العشرين للتوسع ليشمل النساء في العالم النامي.

تقول إيفانكا ترامب: "لقد كان نجاحاً كبيراً، أحد أهم العناصر التي حققتها مجموعة العشرين في هامبورغ منذ عامين. أنا متحمسة جداً للحديث عن نواتج هذه المبادرة الهامة."

كما نشرت صورة التقطتها هي وكوشنر مع ترامب ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي.

"وكتبت إيفانكا: "اليوم، عقد الرئيس ترامب اجتماعات ديناميكية ومثمرة مع العديد من قادة العالم لمناقشة القضايا الأمنية والاقتصادية الرئيسية. لقد تشرفت بأن أكون عضواً في الوفد الأميركي خلال اليوم الأول المذهل من قمة العشرين في أوساكا".

لكن في اليوم الأخير من رحلة ترامب - مع رحلة صنع التاريخ إلى المنطقة المجردة من السلاح والتوجه إلى القوات الأميركية المتمركزة في كوريا الجنوبية - الصور الأكثر إثارة لإيفانكا ترامب في دورها الهجين والغامض غالباً.

قام ترامب بدعوة بومبيو على خشبة المسرح في قاعدة أوسان الجوية، وقدم إشارة إلى الدبلوماسية التقليدية بالقول إن "الفريق بأكمله" سوف يتابع مناقشة محادثات ترامب الثالثة وجهاً لوجه مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.

انتقل بومبيو إلى المسرح وبدأ التوجه نحو ترامب الذي انتقل إلى الكشف الكبير، وسأل قائلاً: "وهل تعرفون من لدي أيضاً. هل سمع أي شخص عن إيفانكا؟"، إلى يصيح من الحشد. ونادى ترامب: "تعالي إلى هنا"، حيث ظهرت إيفانكا ترامب في تلك المرحلة. وقال ترامب مبتسماً "سوف تسرق العرض".

عندما مشى بومبيو بجانب إيفانكا ترامب، سخر الرئيس ترامب قائلاً: "يا له من زوجين جميلين.. مايك. الجمال والوحش"، كما أقر هاري هاريس، سفير الولايات المتحدة في كوريا الجنوبية.

بدا بومبيو يشير إلى إيفانكا ترامب لتذهب أولاً، لكنها تنحت جانباً وأشارت إليه أن يتحدث. بعد أن شكر بومبيو القوات لفترة وجيزة، كان هناك هدير حينما تقدمت إيفانكا ترامب إلى الأمام. حاصرها الرئيس ترامب وبومبيو مبتسمين، وشكرت أيضاً أفراد القوات الأميركية وزوجاتهم وعائلاتهم. وقال الرئيس "لقد قاموا بالرحلة معي، وأمضوا الكثير الكثير من الوقت".

وقالت جيني تاون، المتخصصة في شؤون كوريا الشمالية في مركز ستيمسون ورئيسة تحرير مجلة "38 نورث"، التي تركز على كوريا الشمالية، إن وجود إيفانكا ترامب في المنطقة المجردة من السلاح أمر مثير للقلق بشكل خاص.

وقالت تاون "لم يكن من المناسب بالنسبة لترامب أن يحضر أولاده إلى هذا الاجتماع. لكنه كان مزيجاً غريباً من الناس على الجانب الأميركي.. لكن ما يلفت الانتباه هو عدم وجود بولتون هناك".

لقد قام ترامب بتهميش وطرد بعض مستشاري الأمن القومي المحترفين وإضعاف آخرين، بمن فيهم بومبيو وبولتون. حتى أنه انتقد علناً إيفانكا ترامب أو جاريد كوشنر، فقد أغاظ كوشنر مازحاً في بعض الأحيان.

تحدث بومبيو إلى الصحافيين بعد زيارة المنطقة المجردة من السلاح، وحدد بعض الخطوات البيروقراطية التالية مع كوريا الشمالية.

سُئل بومبيو عن وجوده في المنطقة المجردة من السلاح، وكانت إشارة إلى كوريا الشمالية، التي اشتكت منه وسعت للالتفاف عليه والوصول إلى ترامب. لم يذكر بومبيو، الذي يتمتع بعلاقة وثيقة مع ترامب، إيفانكا ترامب في إجابته، ولكن تواجدها يوم الأحد خدم في تأكيد الطبيعة الشخصية لدبلوماسية ترامب المباشرة مع كيم.

وقال بومبيو "على حد علمي، كان الرئيس ترامب مسؤولاً عن المفاوضات دائماً".

 

ترجمة: هيثم مزاحم – الميادين نت