شكوك حول توسع "أمازون" في السعودية بعد الخلاف بين بيزوس وإبن سلمان

ازداد التوتر بين إبن سلمان وبيزوس بعدما ألمح الأخير إلى أن السعودية متورطة في تسريب صور ورسائل نصية خاصة له مع عشيقته المذيعة الأميركية لورين سانشيز.

مالك شركة أمازون، جيف بيزوس

كشفت صحيفة "ذا تلغراف" البريطانية أن خطط شركة "أمازون" الأميركية للتوسع في المملكة العربية السعودية هي موضع شك بسبب العداء بين مالك الشركة جيف بيزوس وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وكانت شركة أمازون لخدمات الانترنت، عملاق تكنولوجيا الكومبيوتر الأميركية، قد أجرت محادثات بشأن فتح مراكز بيانات في المملكة الخليجية، مع الأمير محمد بن سلمان شخصياً عندما زار بيزوس خلال رحلته إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

ونقل كاتبا التقرير، مراسلا الصحيفة جيمس تيتكومب وأوليفيا فيلد، عن خبراء تكنولوجيا المعلومات في منطقة الشرق الأوسط قولهم إن الخطط توقفت على ما يبدو منذ جريمة قتل الصحافي المعارض السعودي جمال خاشقجي.

وأضاف التقرير أن خاشقجي قد عمل في صحيفة "واشنطن بوست"، التي يملكها بيزوس، وأن ولي العهد محمد بن سلمان غاضب من التغطية المستمرة والمكثفة للقضية في الوسيلة الإعلامية التابعة لشركة بيزوس، إذ لم يتدخل الأخير لإيقاف تركيز الصحيفة على جريمة الاغتيال.

ويفيد تقرير "التلغراف" بأن التوتر زاد بين بيزوس وإبن سلمان قبل أسابيع، بعدما ألمح بيزوس إلى أن المملكة متورطة في تسريب صور ورسائل خاصة له مع عشيقته المذيعة لورين سانشيز، إذ يتهم بيزوس في مقال نشره على مدونته مجلة "ناشيونال إنكويرر"، التي يقيم ناشرها علاقات مقربة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، باستخدام هذه الصور والرسائل النصية لابتزازه. وتحدث بيزوس عن الروابط بين السعودية والشركة المالكة لهذه المجلة، إلا أن وزير الدولة في الخارجية السعودية عادل الجبير نفى أية علاقة لبلاده بهذا الأمر.

وكانت "أمازون" قد أعلنت قبل عامين عن خطط لتوسيع عملياتها في الشرق الأوسط في عام  2019، حيث سيكون مركزها في البحرين مع خطط لفتح مراكز خدمات عدة في المملكة. وتذكر الصحيفة البريطانية أن شركة "أمازون" كانت تخطط قبل عام لتوقيع صفقة بمليار دولار مع السعودية لبناء ثلاثة مراكز بيانات فيها، والتي كان يتوقع الإعلان عنها خلال رحلة بن سلمان إلى الولايات المتحدة في مارس/آذار الماضي، غير أن هذه الصفقة لم تتم. 

وتنقل "تلغراف" عن المحللة المقيمة في دبي، ميغا كومار، قولها: "كانت هناك بعض الإشارات إلى خطط لافتتاح فروع في السعودية، لكنك لو تحدثت مع مسؤولي (أمازون ويب سيرفيسز) فإن جوابهم لن بكون قاطعاً"، مشيرة إلى أن أول مركز للشركة سيكون في البحرين. وأضافت أن محادثات "أمازون" مع السعودية لافتتاح مراكز للشركة لم تعد قائمة بعد مقتل خاشقجي. وقالت كومار: "عندما نتحدث مع الشركة فإنهم يجيبون: لا نستطيع تقديم تفاصيل، ولا أحد يريد ربط نفسه بالتغطيات الإعلامية السيئة".

يشار إلى أن بيزوس قد اشترى في عام 2013 صحيفة "واشنطن بوست" وكل مؤسساتها لصالح موقع "أمازون" الذي يملكه بمبلغ 250 مليون دولار، منهياً سيطرة عائلة غراهام على المؤسسة لأكثر من أربعة عقود.

وقد تخطت "أمازون" العام الماضي حاجز التريليون دولار، لتصبح ثاني شركة في التاريخ تصل قيمتها السوقية لهذا الرقم بعد شركة "آبل"، فيما أضحى بيزوس أغنى رجل في العالم بثروة، وصلت إلى 137.2 مليار دولار.

 

ترجمة: هيثم مزاحم - الميادين نت