واشنطن تدرس طلباً إماراتياً للمشاركة في معركة الحديدة
تسعى الإمارات العربية المتحدة للحصول على مساعدة مباشرة من الولايات المتحدة للاستيلاء على ميناء الحديدة على البحر الأحمر
ذكرت صحيفة "وول ستريت" جورنال الأميركية أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدرس طلباً من دولة الإمارات العربية المتحدة للحصول على دعم مباشر من الولايات المتحدة للاستيلاء على ميناء الحديدة، وهو اليمن الرئيسي للمساعدات الإنسانية للمناطق اليمنية التي تحت سيطرة "أنصار الله" (الحوثيين).
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن هذه خطوة يشعرون بالقلق من أنها قد تكون لها آثار كارثية على البلاد.
وقالت الصحيفة إن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد أمر بإجراء تقييم سريع للطلب الإماراتي الخاص بتقديم دعم عسكري يتمثل في تخصيص طائرات استطلاع أميركية من دون طيار مخصصة للإسناد الجوي.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مصادر في الإدارة الأميركية قولها إن "كبار المتخصصين بشؤون اليمن في الإدارة سيجتمعون (اليوم) الاثنين لمناقشة هذا الطلب".
وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين السعوديين والإماراتيين قد أكدوا للإدارة الأميركية أنهم لن يحاولوا السيطرة على الميناء البحري حتى يحصلوا على الدعم الأميركي.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى قلق واشنطن من خروج القتال حول مدينة الحديدة بين مقاتلين تابعين للتحالف العربي بقيادة السعودية والحوثيين عن السيطرة، وتورط الولايات المتحدة فيه.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله: "لدينا شكوك كبيرة بشأن العملية العسكرية في الحديدة، ولسنا متأكدين مائة في المائة من أن التحالف العربي سيكون قادراً على إنهاء الهجوم بشكل سليم من دون وقوع أي كارثة".
وأشارت إلى أن مسؤولين في الإدارة الأميركية محبطون بشكل كبير نتيجة تعثر الجهود العسكرية والدبلوماسية في اليمن، الأمر الذي قد يعزز الدعوات الداخلية للحد من الدعم الأميركي للقتال هناك.
وكشفت "وول ستريت جورنال" أن واشنطن والتحالف السعودي قد وافقا على عدم دخول وشيك للقوات التي تشرف عليها دولة الإمارات إلى مدينة الحديدة لمنح المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيثس فرصة لدفع الجهود السلمية.
يأتي ذلك في وقت يناقش مشرعون أميركيون في الكونغرس طرق خفض مبيعات الصواريخ الموجهة بدقة التي تستخدمها كل من السعودية والإمارات في اليمن، بعد أن كان الرئيس السابق باراك أوباما قد أوقف مبيعاتها في عام 2016.
يشار إلى أن قوات أميركية خاصة تشارك إلى جانب القوات الخاصة الإماراتية داخل اليمن في استهداف مقاتلي تنظيمي القاعدة و"داعش" من خلال الضربات التي تنفذها طائرات أميركية من دون طيار.
وتلفت الصحيفة إلى أن المشرعين الأميركيين يشعرون بالذنب بسبب استمرار الحرب في اليمن بسبب بيع الولايات المتحدة الأسلحة إلى دول الخليج ومساعدتها في إعادة تزويد الطائرات الحربية الإماراتية والسعودية بالوقود لتنفيذ غاراتها على هذا البلد.
وكانت الولايات المتحدة قد درست في آذار – مارس الماضي توسيع دورها في حرب اليمن من خلال مساعدة حلفائها في الخليج بشكل مباشر أكثر في محاربة الحوثيين، وخصوصاً في الدعم الاستخباراتي، والاقتصار على إجراءات غير قاتلة ولم تفكر الولايات المتحدة في شن ضربات مباشرة على أهداف الحوثيين.
وتحذر منظمات الإغاثة الإنسانية من أن العملية العسكرية في الحديدة قد تكون كارثية في بلد يعيش فيه الملايين على حافة الفقر. وتنقل الصحيفة عن مدير وفد الصليب الأحمر الدولي في اليمن فرانسوا مورليون قوبه إن "التقدم نحو الحديدة قد يفاقم الوضع الإنساني المتأزم أصلاً في اليمن".
وتوضح "وول ستريت جورنال" أن المبعوث الدولي إلى اليمن غريفيثس يفترض أن يقدم لمجلس الأمن في الأسبوعين المقبلين خطة لإحياء العملية السلمية. وقد حذر من أن الهجوم على الحديدة قد يسحب العملية السلمية عن الطاولة، وقال: "نحن قلقون من الآثار الإنسانية للمعركة في الحديدة".
ترجمة: الميادين نت