هل يقدر ماكرون على إقناع ترامب بأنه القوة الجديدة في أوروبا؟
تناولت صحيفة التلغراف البريطانية زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الولايات المتحدة حيث سيبحث مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب قضايا الاتفاق النووي الإيراني والحرب في سوريا والتجارة مع الصين.
![](https://alpha-ar-media.almayadeen.net/archive/image/2018/4/23/60846fc8-9ecb-419c-be6d-a2bbf1ecf2fa.jpg?width=700&height=-700&mode=crop&scale=both&format=webp)
وقالت صحيفة التلغراف إن وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر سال ذات مرة: "بمن أتصل إذا كنت أريد أن أتحدث إلى أوروبا؟". كما نعلم اليوم فإن الإجابة في الإدارة الأميركية الحالية هي إيمانويل ماكرون.
سيصبح الرئيس الفرنسي أول زعيم أجنبي يقوم بزيارة دولة إلى واشنطن منذ أن وصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وسوف يخاطب ماكرون جلسة مشتركة للكونغرس ويتمتع بالشرف النادر لتناول الطعام مع الزعيم الأميركي وزوجته في قصر جورج واشنطن، في ماونت فيرنون.
ويبدو أن ترامب حريص على الرد بالمثل على الترحيب الذي تلقاه في فرنسا العام الماضي عندما تمت دعوته لحضور احتفالات يوم الباستيل الرسمية في باريس، مع كل البهاء والفخامة اللذين أحيطت بها، وتناول العشاء في برج إيفل. العلاقات الشخصية مهمة في الدبلوماسية، كما في الأعمال التجارية، وخاصة بالنسبة للسيد ترامب، على ما يبدو.
لقد حقق ترامب أمراً حسناً في لقائه مع تيريزا ماي عندما كانت أول زعيم خارجي يزوره بعد تنصيبه، ودُعي إلى المملكة المتحدة العام الماضي. وتم تأجيل هذه الرحلة بسبب العداء السياسي للرئيس الأميركي هنا، والتي قام الفرنسيون برفعها بشكل ملحوظ.
لكن هذه ليس أكثر من مجرد زيارة ودية أو مزيد من التقدم في مساعي الرئيس ماكرون الواثقة في جعل فرنسا القوة الرائدة في أوروبا. هناك قضايا رئيسية ستتم مناقشتها، ولا سيما إيران والتجارة.
سابقاً، كان ترامب قد هدد بأنه سيلغي، الشهر المقبل، الصفقة التي توسطت فيها واشنطن والاتحاد الأوروبي لتقييد طموحات طهران النووية، والتي كان قد شجبها خلال حملته الرئاسية. بعد أن حضرته إسرائيل والآن من قبل جون بولتون، مستشاره الجديد للأمن القومي، يتجه الزعيم الأميركي إلى صدام سيحاول ماكرون تجنبه، في حين يتقاسم مخاوف ترامب حول نوايا إيران في المنطقة.
ورأت الصحيفة أن الرئيس الفرنسي بالطبع لديه معروف يمكن استخدامه في دعوة ترامب لعدم تنفيذ وعده. فهو بعد أن ربط بفرنسا بالإجراء الأخير (العدوان الثلاثي) ضد سوريا، يدعي ماكرون أنه أقنع ترامب بألا يدير ظهره للشرق الأوسط في مثل هذه اللحظة الحرجة. كما يعمل ماكرون كمبعوث لأوروبا لإقناع الحكومة الأميركية بأن فرض تعريفات جمركية على سلع الاتحاد الأوروبي كجزء من حرب تجارية أوسع نطاقاً مع الصين سيكون سيئاً للكتلتين الاقتصاديتين.
وختمت الصحيفة بالقول إن مهارة ماكرون في التصرف مع الرئيس الأميركي الزئبقي ستحدد ما إذا كان رقمه سيظل في دفتر هاتف البيت الأبيض في نهاية الزيارة.
ترجمة: هيثم مزاحم - الميادين نت