سوريا أول اختبار لجون بولتون كمستشار للأمن القومي
كواحد من الصقور الذين قادوا إدارة الرئيس جورج بوش الإبن إلى الحرب في العراق من غير المرجح أن يحض مستشار الأمن القومي الأميركي الجديد جون بولتون الرئيس دونالد ترامب على ضبط النفس.
كتب جوليان بورغر، محرر الشؤون العالمية في صحيفة الغارديان البريطانية من واشنطن، مقالة عن تشدد مستشار الأمن القومي الأميركي الجديد جون بولتون والذي يتوقع أن يؤثر في ميول الرئيس دونالد ترامب لاستخدام القوة العسكرية في الدبلوماسية، حيث سيكون اختباره الأول كيفية التعامل مع المزاعم باستخدام سوريا للأسلحة الكيميائية. والآتي ترجمة نص المقالة:
عندما حذر ترامب يوم الاثنين من رد عسكري أميركي وشيك على استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، كان رئيس فريق الأمن القومي الجديد يجلس خلفه مباشرة، وكان شارباه الأبيضان الكثيفان بمثابة تذكير بالحروب الأميركية السابقة.
كان جون بولتون أحد حفنة من الصقور الذين قادوا مهمة إدارة بوش إلى (حربي) أفغانستان والعراق، والصراعان لا يزالان مستمرين مع عودة بولتون إلى مركز الصدارة، بعد عقد من الزمن خارج السياسة. يومه الأول في العمل كمستشار ترامب للأمن القومي تركز على جبهة جديدة، ومسألة كيفية معاقبة النظام السوري وداعميه على الاستخدام المزعوم للغاز السام في منطقة يسيطر عليها المتمردون في ضواحي دمشق الشرقية.
مساء الاثنين، رافق بولتون الرئيس إلى اجتماع للجنرالات الأميركيين لمناقشة رد الولايات المتحدة على هجوم الغاز السام السوري. وقال ترامب: "اختار اليوم كيومه الأول. لذا، أيها الجنرالات، أعتقد أنه اختار اليوم الصحيح". ثم التفت ترامب إلى بولتون مضيفًا:"لكن بالتأكيد، ستجده مثيراً جدًا. "
لقد كان بولتون من المدافعين عن استخدام القوة العسكرية الأميركية طوال مسيرته كمحامٍ تحول إلى ناشط في السياسة الخارجية، ويتوقع على نطاق واسع أن ينعكس وجوده إلى جانب ترامب في غرائز الأخير، التي تجلت في نيسان أبريل من العام الماضي، للرد بضربات جوية على استخدام الأسلحة الكيميائية أسفر عن خسائر هائلة في الأرواح.
وقالت جوليان سميث، العضو البارزة في مجلس الأمن القومي في إدارة باراك أوباما وهي الآن مديرة برنامج الأمن عبر الأطلسي في مركز الأمن الأميركي الجديد: "بولتون بالتأكيد لا يخجل من استخدام القوة العسكرية. والسؤال المطروح الآن هو: إلى أي حد يريد بولتون دفع الرئيس إلى مسار سيصل فيه إلى مرحلة تصعيدية مع سوريا، وروسيا، وإيران. سيكون عليه أن يوازن غريزته مع رئيس يريد أن يظهر أنه سيكون هناك رد على استخدام الأسلحة الكيمائية، لكنه(ترامب) لا يريد التزامًا لمدة عشر سنوات في سوريا. وليس لدى بولتون ولا ترامب خطة سياسية بشأن ما يجب فعله حيال سوريا".
وبعيداً عن القرار الفوري (المرتقب) بشأن سوريا، هناك قدر أكبر من عدم اليقين والخوف من تأثير بولتون على السياسة تجاه كوريا الشمالية وإيران، حيث يعد بولتون خصماً قوياً للتسوية الدبلوماسية معهما. فقد دعا إلى خروج الولايات المتحدة من الاتفاقي النووي مع إيران الموقع عام 2015، وهو أمر يهدد ترامب بفعله في الشهر المقبل على أي حال. وقد أصر بولتون أن على الرئيس أن يطالب بتفكيك كوريا الشمالية الفوري والكامل لبرنامجها النووي عندما يلتقي ترامب بزعيمها كيم جونغ أون في قمة كان من المقرر عقدها في أيار مايو المقبل، لكن الرئيس الأمييكي قال يوم الإثنين إنها أرجئت إلى أوائل حزيران يونيو.
بالنسبة لكوريا الشمالية، فإن غرائز بولتون كانت أكثر تشددًا من ترامب، الذي أشار على فترات متقطعة إلى أنه سيكون مستعدًا لشكل من أشكال التسوية. وقال جيمس كارافانو، نائب رئيس مؤسسة هيريتيج، إن بولتون لن يرتكب خطأ سلفه، هربرت ماكماستر، في الابتعاد عن نهج الرئيس.
وقال كارافانو: "هناك اختلاف بين جون بولتون، الخبير التلفزيوني وجون بولتون في الحكومة". وأشار كارافنو إلى شخصية منفذ عمليات المافيا في فيلم "الأب الروحي"The Godfather : "عندما يكون في الحكومة، فهو لوكا برازي، ينفذ سياسات الإدارة".
لقد عمل مستشار الأمن القومي (بولتون) تاريخياً كمسؤول عن وجهات النظر والمصالح المتعارضة داخل الإدارة. لكن توماس كونتريمان، وهو مسؤول سابق سابق في وزارة الخارجية الأميركية وهو اليوم رئيس جمعية الحد من الأسلحة ، قال إن سجل بولتون في إدارة بوش يثير أسئلة حول مدى ملاءمته النفسية لهذا الدور. وأضاف: "إنه معروف كشخص لا يتحمل كثيراً الآراء المخالفة، إن فترة بولتون في وزارة الخارجية خلفت وراءها آثار من الأخلاق السيئة. فقد انتقم من المحللين الذين لم يتفقوا معه بشأن كوبا وإيران، وكان معروفًا كمدير مسيء للموظفين".
لقد استقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، مايكل أنطون، عشية تولي بولتون لمنصبه. كما تعتزم نادية شادلو، وهي عضو كبير آخر في مجلس الأمن القومي، وهي الكاتبة الرئيسية لإستراتيجية الإدارة الوطنية للأمن، مغادرة منصبها.
وبحسب ما ذكره مشاركون في حدث مسائي جرى الأسبوع الماضي وحضره الكثير من نخبة السياسة الخارجية في واشنطن، فقد اقترب ماكماستر من أشخاص كثر ليسألهم عما إذا كان بإمكانهم توفير وظائف لبعض كبار موظفيه المتخوفين من الخدمة تحت إدارة بولتون.
وقد ذكر أن بولتون يفكر في حملة تطهير بين موظفي مجلس الأمن القومي، لكن لورين ديجونغ شولمان، المستشارة السابقة لسلف بولتون، سوزان رايس، قالت إن مثل هذه الخطوة سوف تأتي بنتائج عكسية. وقالت شولمان: "من المرحب به أن ينشئ بولتون فريق الأمن القومي الذي يريده، ولكن إذا فعل ذلك عن طريق تطهير "أولئك الذين تم توظيفهم من قبل، فبالكاد يبقى لديه أي موظفين. ولن يكون هناك أي مستقبل لمجلس الأمن القومي". وأضافت: "هناك دائماً أزمة. بيت القصيد من الموظفين هو مساعدتك على فهمها والاستفادة من جميع عناصر الحكومة. تخلص من الموظفين وكن مجرد رجل مع شاربين ومكتب في الجناح الغربي".
ترجمة: هيثم مزاحم - الميادين نت