"أكسيوس": الفيضانات التاريخية في نيويورك درس بشأن تغيّر المناخ

إن إجمالي هطول الأمطار لمدة ثلاث ساعات في سنترال بارك مؤهل ليكون حدثاً لهطول الأمطار يحدث كل 500 عام، رغم أن الماضي يعد دليلًا سيئًا للحاضر والمستقبل، حيث يجعل تغيّر المناخ مثل هذه الأحداث النادرة أكثر تواتراً.

  • الأضرار في نيويورك نتيجة إعصار إيدا وهطول الأمطار الكارثي.
    الأضرار في نيويورك نتيجة إعصار إيدا وهطول الأمطار الكارثي.

كتب أندرو فريدمان تقريراً في موقع "أكسيوس" الأميركي قال فيه إن بقايا الإعصار إيدا جلبت طوفاناً استوائياً بنسب غير مسبوقة إلى منطقة مترو مدينة نيويورك من ليلة الأربعاء إلى يوم الخميس.

وقد أدى الفيضان الذي نتج عن هطول الأمطار الغزيرة إلى إغلاق مطار نيوارك، وتحويل طرق المدينة والريف في جميع الأحياء الخمسة والمناطق المحيطة بها في نيوجيرسي وبنسلفانيا إلى أنهار.

يوضح الطوفان التاريخي بوضوح أن تغيّر المناخ يفوز في المعركة بين مناخ سريع التغيّر والبنية التحتية القديمة. وقد يصبح هذا الحدث الآن المثال الرئيسي لجهود الولايات المتحدة للتكيّف بشكل أفضل مع تغيّر المناخ.

وأظهرت الدراسات أن ارتفاع درجة حرارة الهواء والمحيطات يزيد من احتمالات وشدة أحداث هطول الأمطار الغزيرة، ويؤدي إلى تغيّرات في الأعاصير تجعلها أكثر قوة وإتلافًا.

فلكل 1 درجة مئوية (1.8 درجة فهرنهايت) زيادة في درجات الحرارة، يمكن أن يحتفظ الغلاف الجوي برطوبة أكثر بنسبة 7 في المائة، مما يساعد على تأجيج العواصف مثل إعصار إيدا.

يشار إلى أن حالة الطوارئ قائمة في مدينة نيويورك، حيث تم الإبلاغ عن 14 حالة وفاة على الأقل في المدينة ونيوجيرسي، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز.

وأصدر مكتب التنبؤات التابع لدائرة الأرصاد الجوية الوطنية في مدينة نيويورك أول "حالات طوارئ للفيضانات السريعة" على الإطلاق خلال هذا الحدث: واحدة لشمال نيوجيرسي وواحدة في مدينة نيويورك نفسها، حيث تغمر معدلات هطول الأمطار الهائلة أنظمة الصرف.

وقال الموقع إن هذا هو أشد أنواع التحذير من الفيضانات في الوكالة، وهو مخصص لحالات الفيضانات الكارثية المستمرة مع احتمال حدوث خسائر في الأرواح.

وقد تحطمت سجلات هطول الأمطار على الإطلاق، مع تجاوز المدينة معلماً حددته منذ أكثر من أسبوع بقليل من خلال تلقي 3.15 بوصة من الأمطار في ساعة واحدة في سنترال بارك، و 5.20 بوصة في ثلاث ساعات.

وسجّل مطار نيوارك في نيوجيرسي نصف بوصة من الأمطار في ست دقائق مساء الأربعاء. في المجموع، تلقت نيوارك 8.41 بوصة من الأمطار، والتي سجلت رقماً قياسياً على الإطلاق لأمطار يوم واحد.

كما أن إجمالي هطول الأمطار لمدة ثلاث ساعات في سنترال بارك مؤهل ليكون حدثاً لهطول الأمطار يحدث كل 500 عام، على الرغم من أن الماضي يعد دليلًا سيئًا بشكل متزايد لكل من الحاضر والمستقبل، حيث يجعل تغيّر المناخ مثل هذه الأحداث النادرة أكثر تواتراً ومن المحتمل حدوثها، وفقًا للدراسات.

وقد أدى هطول الأمطار إلى إغلاق نظام مترو الأنفاق في نيويورك، بسبب تعرضه للفيضانات السريعة، مع استمرار الإغلاق حتى صباح الخميس. كما تم الإبلاغ عن عمليات إغلاق لشبكات السكك الحديدية الإقليمية، الأكثر ازدحاماً في البلاد، وبعض خطوط أمتراك.

في مترو الأنفاق، كانت لقطات الفيضانات تشبه الشلالات حيث تسربت المياه إلى المحطات. كانت الشوارع، بما في ذلك كوينز بوليفارد، أكثر ملاءمة للزوارق من حافلات المدينة في وقت متأخر من ليلة الأربعاء.

وقبل يومين، توقعت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية صراحة أن سيناريو حدوث فيضان مفاجئ خطير سينكشف. ومع ذلك، لا يزال تحديد المناطق الدقيقة للأمطار الغزيرة أمراً صعباً، وقد يكون بعض سكان مدينة نيويورك غير مدركين لحجم تهديد الفيضانات.

ماذا بعد الاعتراف بالتهديد المتزايد من تغير المناخ؟

قالت حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشول صباح الخميس إنها ستسعى لتعديل نظام مترو الأنفاق لمنع حدوث فيضان مماثل مرة أخرى. وقالت: "أريد أن يكون هذا النظام محصنًا حتى لا يصبح هذا أكثر من مجرد حدث عادي. سكان نيويورك يستحقون أفضل من ذلك".

يشار إلى أن مترو الأنفاق هو تحت سيطرة الولاية وليس المدينة.

خلاصة القول إن الطوفان الملحمي سيظل، ربما ليس لفترة طويلة، كأكبر حدث فيضان مفاجئ في تاريخ مدينة نيويورك. والسؤال الآن هو كيف ستستجيب الحكومات المحلية وحكومات الولايات والحكومات الفيدرالية لهذا الأمر لمنع الطوفان التالي من أن يكون مدمراً ومميتاً.

نقله إلى العربية: هيثم مزاحم