تعيين بولتون في الصحافة الأجنبية
جولة على مقالات الصحف الأجنبية عقب تعيين الرئيس الأميركي دونالد ترامب لجون بولتون مستشاراً للأمن القومي.
واشنطن بوست: تعيين بولتون يمكن أن يؤدي إلى تغييرات دراماتيكية في مقاربة الإدارة الأميركية للأزمات في العالم
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن تعيين جون بولتون مستشاراً للأمن القومي قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في مقاربة الإدارة الأميركية للأزمات حول العالم.
ولبولتون مواقف سابقة في ما يخصّ الأزمة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، حيث قال في مقالة له في صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الحرب الوقائية من المحتمل أن تكون السبيل الوحيد لمنع كوريا الشمالية من مهاجمة أميركا بصاروخ نووي.
وفي مقابلة لاحقة مع "بريتبارت نيوز" حذّر بولتون من أن كوريا الشمالية كانت على أعتاب القدرة على ضرب الولايات المتحدة، ورفعت احتمال بيونغ يانغ لبيع الأسلحة النووية إلى جهات معادية أخرى مثل إيران، أو تنظيم داعش أو القاعدة.
وبحسب الصحيفة، كان بولتون أكثر تشدداً من ترامب في ما يخصّ إيران، حيث أنه دفع الرئيس إلى التخلص من الصفقة النووية التي توصلت إليها الولايات المتحدة وخمس قوى عالمية أخرى مع طهران خلال إدارة أوباما.
السيناتور الجمهوري في مجلس الشيوخ الأميركي ليندسي غراهام رحّب بقرار ترامب وقال إن "اختيار جون بولتون مستشاراً للأمن القومي هو أخبار جيدة لحلفاء أميركا وأخبار سيئة لأعدائها".
من جهة أخرى، الديمقراطيون وبعض الجمهوريين عبّروا عن قلقهم من أن مواقف بولتون المتشددة يمكن أن تؤدي إلى "مزيد من الصراعات". وقال السيناتور الديمقراطي كريستوفر كونز إن مواقف بولتون بشأن إيران وكوريا الشمالية "عدوانية بشكل مفرط في أحسن الأحوال وخطرة في أسوأ الأحوال".
سؤال كبير يبقى بحسب "واشنطن بوست"، كيف سيعمل بولتون مع وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، الذي حاول في كثير من الأحيان كبح جماح غرائز ترامب الأكثر اندفاعاً وغير التقليدية في مسائل السياسة الخارجية؟".
وتحت عنوان "إضافة متعصب جديد إلى البيت الابيض"، قالت الصحيفة إن مسؤولاً كبيراً في لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي كان قد شهد بأن بولتون كان متسلطاً، وأنه أرهب المحللين الاستخباريين كي "يطبخوا" أدلّة على أن كوبا لديها برنامجاً عسكرياً بيولوجياً، وبأن العراق كان يطوّر أسلحة للدمار الشامل. ويقول المسؤول الأميركي بأن ما فعله بولتون هو "استجلاب المزيد من الأعداء لأميركا من دون أن يتمكن من التأثير في دول أخرى".
كوريا الشمالية ليست البلد الوحيد الذي يتحمس بولتون لضربه، فهو لطالما كان يحرّض على شنّ ضربات ضد إيران وتغيير النظام فيها قبل العام 2019.
نيويورك تايمز: جون بولتون صوت أميركا اللادبلوماسي
من جهتها قالت "نيويورك تايمز" إن بولتون سوف يشجع بالتأكيد قرارات ترامب التي يريانها "ضعيفة وغير حكيمة".
ونقلت الصحيفة عن أرسل كليفورد كوبشان رئيس مجموعة أوراسيا، وهي شركة استشارية، قوله إنه أرسل مذكرة إلى العملاء تحذر من أن تعيين بولتون سيزيد من المخاطر في الإدارة الأميركية، وأنه سيحيل السياسة الخارجية الأميركية إلى "أميركا أولاً على المنشطات".
الفورين بوليسي: بولتون، سلاح إسرائيل السري
مجلّة "فورين بوليسي" قالت إن بولتون يعد بسياسة خارجية "أكثر عدوانية"، وأنه يتشارك مع ترامب في تجاهل الاتفاقيات الدولية، وأنه يزدري منظمات مثل الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وخطابه مليء بالشتائم على خصومه السياسيين.
لا يؤمن بولتون بـ"الدبلوماسية القسرية"، على حدّ قول مايكل ماكفول، وهو دبلوماسي أميركي سابق وسفير أميركا إلى روسيا في إدارة أوباما. ويقول: "بدلاً من ذلك، فهو يعتقد أن سياسة التغيير تكمن في استخدام القوة العسكرية في أماكن مثل كوريا الشمالية وإيران". ويضيف: "نظرياته حول السياسة الخارجية الأميركية معيبة إلى حد كبير".
وبحسب الصحيفة فإنه من المتوقع أن يقدم بولتون دعماً لإسرائيل. وأشارت إلى أن دان جيلرمان، سفير إسرائيل السابق لدى الأمم المتحدة، وصف بولتون ذات مرة بأنه "سلاح إسرائيل السري".
يعدّ بولتون أحد أشد منتقدي التعددية، ويقول، وفق المجلّة، إن التزام أميركا بمعاهدات مراقبة التسلّح والاتفاقات الدولية الأخرى تحدّ من قدرة أميركا على استخدام القوة.
الفاينانشل تايمز: تعيين بولتون يؤشر إلى فشل جديد للمعتدلين في البيت الأبيض
من جهتها قالت "فايننشال تايمز" إن تعيين بولتون يؤشر إلى فشل جديد للمعتدلين في البيت الأبيض، وأضافت أن هذا يشير إلى أن البيت الأبيض في حالة اضطراب، وأن الشائعات حول إمكانية استبدال ماكماستر ببولتون كانت تنتشر منذ أسابيع في واشنطن، لكن الأخبار لاتزال تنذر بالخطر في أجزاء من مؤسسة السياسة الخارجية في العاصمة.
مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، التي ضغطت من أجل التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، قال "يعتقد بولتون أن الصفقة معيبة إلى حدّ لا يمكن إصلاحه". وأضاف إن "أمله في إصلاح الاتفاق النووي مات مع تعيين بولتون".