بيريز عقد محادثات مع البلاط الملكي السعودي في 2013 بشأن حلّ الدولتين
موقع "المونيتور" يكشف عن الخطة السريّة التي وضعها الرئيس الإسرائيلي الراحل شيمون بيريز بشأن تسوية الصراع ويقول إن بيريز أجرى محادثات مع البلاط الملكي السعودي في 2013 وافق خلالها مبدئياً على مبادرة السلام العربية كأساس للمفاوضات مع طرحه مبادرة إسرائيلية.
كشف موقع "المونيتور" أن الرئيس الإسرائيلي الراحل شيمون بيريز عقد محادثات مع البلاط الملكي السعودي في 2013 بشأن حلّ الدولتين في سياق مبادرة إسرائيلية تبلورت لديه لاحقاً بعد فشل مهمة وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
كاتب المقال والسياسي والدبلوماسي الإسرائيلي السابق أوري سافير قال تحت عنوان "خطة بيريز السرية لحلّ الدولتين" إن بيريز بدأ بعد فشل مهمة كيري عام 2014، بالعمل على نظريته الخاصة لحلّ الدولتين مشيراً إلى أن بيريز تشارك معه (مع الكاتب) المحادثات الخاصة التي أجراها مع الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما والرئيس الفلسطيني محمود عباس حول رؤيته مضيفاً أنه تشارك أيضاً بعض وجهات نظره مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي كان بطبيعة الحال غير متحمس لها.
وكشف الكاتب أنه حتى قبل مهمة كيري وتحديداً في عام 2013 عقد بيريز محادثات مع البلاط السعودي حول حلّ الدولتين حيث قبل في إطار هذه المحادثات مبدئياً بمبادرة السلام العربية عام 2002 كأساس للمفاوضات المقبلة. لكن الرئيس الإسرائيلي أراد أيضاً مبادرة إسرائيلية مؤمناً بأن لدى إسرائيل نفوذاً يمكنها من إقناع الجانب العربي بالتوصل إلى اتفاق بمعزل عن المعارضة الشديدة في كلا الجانبين.
ووفق الكاتب استندت مبادرة بيريز إلى المبادئ التالية:
المبدأ الأول أن يكون إطار المفاوضات مجموعة الخمسة زائداً واحداً الذي استخدم في المفاوضات مع إيران. أراد أن يكون أعضاء مجلس الأمن الدائمون وألمانيا جزءاً من المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية والمفاوضات الإقليمية حول التعاون الاقتصادي وفي مجال مكافحة الإرهاب.
المبدأ الثاني أن تشمل الدولة الفلسطينية المستقبلية أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة مع تبادل أراضٍ يمنح كتلاً استيطانية في الضفة الغربية في القدس لإسرائيل بما يشكل 80% من المستوطنين مع نقل المستوطنين الآخرين إلى هذه الكتل.
مبدأ آخر طرحه بيريز مرتبط بالعاصمة حيث وضع تصوراً لعاصمة فلسطينية في القدس الشرقية مع سيادة فلسطينية على المواقع الاسلامية فيها. فيما تحافظ اسرائيل على سيادتها في القسم اليهودي من البلدة القديمة والحائط الغربي.
أما في ما يتعلق بالجانب الأمني فوفق خطة بيريز يجب أن تستند الترتيبات الأمنية على الخطة الأمنية للجنرال جون آلن التي طرحت على إسرائيل عام 2014 والتي تمنحها رصداً استخباراتياً متقدماً وتواجداً عسكرياً مؤقتاً على طول نهر الأردن (من دون ضمّ وادي الأردن). بالتوازي توقع بيريز تعاوناً اسرائيلياً فلسطينياً أردنياً مشتركاً في مكافحة الإرهاب على طول نهر الاردن.
قطاع غزة وفق الخطة سيكون جزءاً من الدولة الفلسطينية بعد نزع سلاح حماس.
عارض بيريز في خطته حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى دولة إسرائيلية ذات سيادة. وقال إن هذه العودة يجب إن تكون للدولة الفلسطينية الجديدة مع منح اللاجئين تعويضات دولية.
الخطة تضمنت عناصر أخرى هامة من بينها إقامة علاقات دبلوماسية وعلى مستوى الشعبين. لذلك وضع خططاً لمشاريع مشتركة في المناطق السياحية والتجارية على طول الحدود الجديدة والبحر الميت؛ ومشاريع تقنية مشتركة مع الشركات والوزارات الفلسطينية؛ والتواصل بين الشباب على كلا الجانبين، لا سيما من خلال الرياضة والإنترنت والدراسة عبر الانترنت.
واختتم خطته بمبدأ إقامة سفارتين في القدس، واحدة إسرائيلية وأخرى فلسطينية.
بيريز اشترط لتحقيق السلام وفق الكاتب تطبيعاً متدرجاً للعلاقات وتعاوناً إقليمياً بين إسرائيل ومعظم الدول العربية. ووفق خطته يمتد الجدول الزمني لهذه المفاوضات على ثلاث سنوات مع اتفاق إطار بعد العام الأول، وثلاث سنوات أخرى للتنفيذ. يقول الكاتب إن "بيريز كان مقتنعاً أن مثل هذه المبادرة الاسرائيلية كانت واقعية وكانت لتحظى بشركاء فلسطينيين وعرب فضلاً عن دعم دولي كامل".