إسرائيل تواصل استمالة المسلّحين لإبقاء حزب الله بعيداً عن الحدود
صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تقول إن إسرائيل لا تزال مستمرة في دعمها الجماعات المسلّحة في الجنوب السوري لإبقاء الوضع على ما هو عليه خشية من تواجد حزب الله في المنطقة.
بقاء الجماعات المسلّحة في المساحة الفاصلة بين مناطق سيطرة الجيش السوري وحلفائه والحدود مع الجولان المحتل هو ما تريده إسرائيل لدرجة القيام بكل ما يلزم من أجل إبقاء الوضع على حاله وإبعاد حزب الله أقصى ما يمكن عن الحدود.
هذه هي خلاصة التحقيق الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" من الجولان المحتل بعنوان "إسرائيل تحاول استمالة عقول وقلوب السوريين لإبعاد حزب الله". وفيه تعرض لوفداي موريس لمشهد متواصل في تلك المنطقة هو انتقال المسلحين وعائلاتهم إلى الجانب الإسرائيلي من السياج من أجل تلقي العلاج في المستشفيات الإسرائيلية.
تقول الصحيفة إن السماح بانتقال هؤلاء جزء من برنامج إسرائيلي بدأ منذ الأيام الأولى للحرب الأهلية في سوريا من خلال معالجة المقاتلين السوريين لكنه توسع ليشمل تزويد المسلحين بالوقود والمواد الغذائية والإمدادات الأخرى.
ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن "الهدف من برنامج "الجيران الجيدون" ليس إنسانياً فقط كما يصرّ المسؤولون الإسرائيليون بل هو يهدف لإنشاء منطقة صديقة داخل سوريا تكون بمثابة حصن ضدّ عدو إسرائيل اللدود أي حزب الله" مضيفة أن "إسرائيل راقبت بقلق كبير كيف باتت للرئيس السوري بشار الأسد اليد العليا في الحرب السورية بمساعدة حزب الله وإيران اللذين يبنيان وجودهما عبر الحدود".
ونقلت الصحيفة الأميركية عن ضابط إسرائيلي استخباراتي سابق أن إسرائيل قدمت الدعم لبعض الجماعات وقد تكون قدمت المساعدة المالية هنا وهناك. وقال الجنرال الاسرائيلي ايلي بن مائير إن "الأمر بدأ بمعالجة الجرحى قبل أن يتطور إلى الكثير من الأمور الأخرى".
With its cross-border assistance program, Israel is courting Syrian "hearts and minds" to keep Hezbollah away https://t.co/2OHEgqEWXS
— Washington Post (@washingtonpost) September 12, 2017
وبحسب مسؤولين عسكريين إسرائيليين فإنه منذ 2013 وحتى اليوم عالجت إسرائيل أكثر من 3 آلاف جريح سوري فيما تقول مصادر طبية سورية من الجانب الآخر من الحدود إن العدد يبدو أكبر بكثير. فضلاً عن ذلك أرسلت إسرائيل 360 طناً من المواد الغذائية وقرابة 120 ألف برميل من وقود السيارات و90 شاحنة من المواد المخدرة و50 طناً من الملابس فضلاً عن مولدات وانابيب مياه ومواد بناء. وقال بن مائير إن التفكير الذي ساد في إسرائيل هو أنه "اذا لم نكن موجودين هناك لكان أحد آخر أثّر عليهم".
وتابعت الصحيفة أن العلاقات الوثيقة بين إسرائيل وهذه الجماعات تعني بطبيعة الحال غنى أكبر في المعلومات الاستخباراتية، مشيرة في هذا السياق إلى أن إسرائيل التي "حافظت على موقف حيادي" في الحرب السورية تدخلت في أكثر من محطة لحماية مصالحها. ولفتت في هذا الجانب إلى الاغتيالات والغارات في سوريا التي نسبت لإسرائيل بالرغم من أن تل أبيب لم تعترف بها علناً.
"واشنطن بوست" قالت "إن وقف إطلاق النار في المنطقة لا يزال صامداً إلى حد كبير لكن كلاً من إسرائيل والمجتمعات المحلية على جانبي الحدود قلقة من أن محاولة استعادة الأسد السيطرة على المنطقة هي مسألة وقت لا أكثر". ونقلت الصحيفة عن مصدر طبي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية أن إسرائيل تخلق "مستبدين" من خلال دعم بعض الجماعات المسلحة لكن "بالرغم من ذلك يفضل معظم الناس التوجه إلى إسرائيل بدلاً من النظام".